يعرف مشروع محطة تحلية مياه البحر الثانية ببلدية رأس جنات ببومرداس، إلى جانب شبكات الربط والتوزيع، وتيرة أشغال متسارعة من قبل مؤسسات الإنجاز من أجل تسليمها في آجالها المحددة، وفق ما هو مسطر في دفتر الشروط، خاصة وأنها تمثل واحدة من بين أهم المحطات الخمس على المستوى الوطني، التي حظيت بعناية خاصة من قبل الحكومة ووزارة الموارد المائية في إطار تجسيد البرنامج الاستعجالي الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية، لدعم القطاع ومواجهة تحديات التغيرات المناخية وشح الأمطار التي عرفتها الجزائر في السنوات الأخيرة. وقفت والي بومرداس فوزية نعامة، مجددا، على ورشة انجاز مشروع محطة تحلية مياه البحر الثانية ببلدية رأس جنات، التي تعتبر من بين أهم وأكبر المحطات على المستوى الوطني بطاقة إنتاج تصل إلى 300 ألف متر مكعب يوميا من المياه المحلاة، حيث تشهد وتيرة الأشغال ديناميكية متواصلة بفضل المتابعة الصارمة، سواء على المستوى المركزي أو المحلي، من أجل رفع كل العراقيل التقنية والمادية، خصوصا ما تعلق بعملية ربط المحطة بشبكة التوزيع والتخزين المتمثل في انجاز خزانين كبيرين بسعة 100 ألف متر مكعب بمنطقة الحمادنة، وقنوات الجر الرئيسية التي كانت محل زيارة ومعاينة دقيقة للوقوف على سير العمل من قبل مؤسسة الانجاز. وتم التشديد خلال الزيارة، على أهمية احترام آجال التسليم لهذا المشروع الحيوي، الذي ينتظره سكان الولاية والولايات المجاورة، كالعاصمة وتيزي وزو وولايات مجاورة أخرى كالبويرة والمدية وحتى المسيلة، عن طريق تعزيز شبكات التوزيع وأنظمة التخزين في عديد السدود الرئيسية، منها سد كدية أسردون في مرحلة لاحقة، بحسب مخطط المشروع، حيث تسعى من خلاله السلطات العمومية إلى توسيع عملية التموين بمياه البحر المحلاة لمواجهة نقص المياه. وتسابق السلطات الولائية الزمن حتى يكون المشروع الهام، الذي انطلقت أشغاله مارس الماضي، لدعم قطاع الموارد المائية، جاهزا للتسليم ووضعه حيز الخدمة شهر ديسمبر القادم، مثلما هو مخطط له في برنامج الحكومة المتضمن أيضا مشاريع أخرى حيوية يتم إنجازها بولايات وهران، بجاية، الطارف، تيبازة وغيرها بقدرة إجمالية تصل إلى 1.5 مليون متر مكعب يوميا. إلى جانب هذه المشاريع الهامة، التي ستساهم، دون شك، في تعزيز قدرات التخزين المحلية، وتحسين نسبة توزيع مياه الشرب، خاصة مع تسجيل عديد العلميات المتعلقة بتجديد القنوات وربط عدة مناطق كانت تعاني من نقص فادح، ساهمت الأمطار الأخيرة في رفع نسبة التخزين بالسدود الرئيسية الثلاثة في كل من قدارة، الحميز وبني عمران، إضافة إلى الحواجز المائية التي أنشأها الفلاحون لسقي محاصيلهم الزراعية.