يشهد مشروع إنجاز محطة تحلية مياه البحر ببلدية قورصو غرب بومرداس وتيرة متسارعة في الإنجاز مع بداية تنصيب التجهيزات والمعدات المتعلقة بعملية تصفية المياه من أجل تسليمه في الوقت المحدّد خلال الأيام القليلة القادمة، مثلما أعلن عنه والي الولاية الذي قام بزيارات متتالية للورشة من أجل تحفيز مؤسسة الانجاز ورفع بعض العراقيل التقنية حتى تكون المحطة عملية مع بداية فصل الصيف، حيث يزداد الطلب على هذه المادة الحيوية. ينتظر سكان البلديات الغربية من ولاية بومرداس ذات الكثافة السكانية العالية إلى جانب بلديات شرق العاصمة بشغف دخول محطة تحلية مياه البحر ببلدية قورصو حيز الخدمة من أجل رفع الغبن عن الساكنة والاستجابة لانشغالات المتزايدة حول أزمة مياه الشرب بالمنطقة وتذبذب عملية التوزيع جراء تراجع منسوب سد قدارة في السنوات الأخيرة بسبب الجفاف وتقلص كمية الأمطار المتساقطة التي أثرت سلبا على مخزون المياه السطحية بالسدود والحواجز المائية وكذا المياه الجوفية، قبل أن يعود الغيث مجددا خلال شهري ماي وجوان الذي أعاد الأمل للجميع خاصة مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في نسبة امتلاء السدود الثلاثة بالولاية منها سد قدارة. ويمثل مشروع محطة تحلية مياه البحر ببلدية قورصو الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 80 ألف متر مكعب، ثاني مشروع من حيث الأهمية استفادت منه ولاية بومرداس في إطار المخطّط الاستعجالي للسلطات "مياه 2021" بعد مشروع المحطة الثانية المبرمجة للإنجاز ببلدية رأس جنات بطاقة 300 ألف متر مكعب تضاف إلى الكمية المعالجة حاليا من المحطة القديمة بطاقة 100 ألف متر مكعب منها 50 ألف متر مكعب توجّه للعاصمة انطلاقا من قناة الجرّ الرئيسية الموصولة بسد تقصبت بولاية تيزي وزو، وهذا من ضمن خمسة مشاريع حيوية سجّلت للإنجاز في عدد من ولايات الوطن منها محطتي المرسى والباخرة المحطمة لدعم شبكة التوزيع وتوفير حاجيات السكان المتزايدة. ونظرا لأهمية هذا المشروع وطابعه الاستعجالي من حيث الظرف الطبيعي وواجب الاحتياط لتحقيق الأمن المائي بالجزائر خلال السنوات القادمة، حظي مشروع محطة التحلية بقورصو بأهمية كبيرة، سواء من حيث مدة الانجاز القصيرة المدى التي لا تتجاوز سنة، أو من حيث المتابعة المستمرة من قبل السلطات الولائية وحتى على المستوى الوزاري، فإلى جانب الزيارات المتتالية لوالي الولاية المعلنة والفجائية لورشة الأشغال. هذه المؤشرات الميدانية بحسب المتابعين أوحت أن المشروع وصل مرحلته الأخيرة بوضع آخر الرتوشات لوضعه حيز الخدمة قريبا، خاصة وأن التقديرات الأولية حدّدت شهر ماي لتسليم المحطة بالتزامن مع فصل الصيف وموسم الاصطياف، حيث تعرف الولاية ضغطا كبيرا باستقبال عشرات المصطافين وبالتالي يزداد الطلب على هذه المادة الحيوية، وهي نفس الانشغالات يعيشها سكان عدد من البلديات والمناطق الجبلية التي لا تزال تعاني من أزمة التوزيع وتراجع كمية الاستهلاك. وبالتالي ينتظر أن تساهم هذه المحطة الجديدة في تخفيف مشاكل التموين بمياه الشرب في انتظار إتمام المشروع الثاني برأس جنات الذي سيقضي بصفة كبيرة على الظاهرة خصوصا بالبلديات الجنوبية الشرقية كشعبة العامر وتيمزريت وأجزاء واسعة من يسر وبرج منايل وصولا إلى أقصى شرق الولاية ببلدية اعفير التي تبقى نموذجا حيّا لحالة التذبذب التي جمعت بين اهتراء شبكة التوزيع وضعف الحصة اليومية المخصّصة للمنطقة الجبلية ذات التضاريس الوعرة التي استدعت القيام بدراسة تقنية جديدة لإنجاز شبكة جديدة تمسّ مجمل القرى والتجمعات السكنية المعزولة.