تشهد مدينة رفح حيث لجأ ملايين الفلسطينيين هربا من حرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة، ضربات مكثّفة لقوات الاحتلال التي استهدفت أمس عمارتين سكنيتين ما خلّف عشرات الشهداء والمصابين. بالتزامن مع هذه الضربات، تتصاعد المخاوف والتحذيرات من انتقال العدوان الصهيوني إلى هذا الجيب الأخير الذي نزح إليهالأطفال والنساء، حيث يواجهون ظروفا إنسانية مريعة. أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ من تهديدات الاحتلال الصهيوني، بتوسيع العملية العسكرية إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك، إن "غوتيريش يعرب عن قلقه البالغ إزاء التوسع المحتمل للهجوم العسكري الصهيوني المستمر إلى مدينة رفح". وأضاف دوجاريك خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، أننا "رأينا بالفعل تأثير الأعمال التي وقعت في خانيونس على المدنيين من ناحية، وعلى منشآتنا عندما قصف مجمعنا من ناحية أخرى". ولفت إلى أنه "من الواضح أنه منذ بداية الحرب الصهيونية البرية، كان هناك تحرّك للسكان باتجاه الجنوب"، مؤكدا أن سبب القلق الأممي يعود إلى وجود كثافة سكانية كبيرة في رفح. وتابع قائلا: "يعيش الناس في ظروف قاسية هناك، لذلك فإن الأمر مقلق للغاية بالفعل".وكان وزير جيش الاحتلال هدّد أمس الأول، بتوسيع العمليات العسكرية إلى مدينة رفح، بعد الانتهاء من الهجوم على خانيونس. برلين تحذّر من جهتها، حذّرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الكيان الصهيوني من شنّ هجوم عسكري على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة. وقالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر في تصريحات إعلامية نشرت أمس السبت، إن «التحرّك الآن في رفح، آخر مكان والأكثر ازدحاما، كما أعلن وزير الدفاع الصهيوني، ببساطة لن يكون مبررا". وتابعت بيربوك أن «أغلبية الضحايا هم من النساء والأطفال. دعونا نتخيل أنهم أطفالنا". وقالت بيربوك إنها تشعر بالصدمة لسماع هذه الخطط. وأضافت: «لقد أوضحت للحكومة الصهيونية منذ بعض الوقت، مع شركائنا الأمريكيين، أن شعب غزة لا يمكن أن يختفي في الهواء". يشار إلى أن أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى الآن ويتكدسون في رفح. ووصل عشرات الآلاف في الأيام القليلة الماضية، حاملين أمتعتهم ويجرون الأطفال على عربات، بعدما شنت القوات الصهيونية واحدة من كبرى الهجمات في الحرب الأسبوع الماضي للسيطرة على خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب القطاع، التي تقع شمالي رفح مباشرةً.