تحتدم المعارك البرية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في مناطق متفرقة من قطاع غزة، في ظل قصف صهيوني متواصل يدخل يومه 79 على القطاع المحاصر، وسط تخوّفات من تفاقم الأزمة الإنسانية، خصوصاً مع اعتماد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يهدف إلى توسيع إدخال المساعدات الإنسانية دون الدعوة إلى وقف إطلاق النار. بينما أعلنت سلطات الاحتلال الصهيوني أنّ الحرب البرية في قطاع غزة مستمرة وتتخذ شكلا متصاعدا في بعض المناطق، وبينما طلب جيش الاحتلال من سكان عدد من المناطق وسط غزة بالإخلاء والتوجه جنوبا، في أحدث إشارة إلى توسيع الاجتياح البري، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية ببسالة تصديها للغزاة الذين شنّوا في الساعات الأخيرة غارات عنيفة على مناطق متفرقة من القطاع المحاصر خلّفت دمارا وعددا كبيرا من الشهداء. وكان أمس مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في قلب عاصفة من القصف ما تسبب في استشهاد 18 فلسطينيا، وإصابة آخرين جلهم من الأطفال والنساء، وفقا لوسائل إعلام فلسطينية. كما قصفت مدفعية الاحتلال منزلا مأهولا غرب دير البلح، مخلفة شهيدين وعددا من المصابين، فيما شنّت المقاتلات الحربية الصهيونية غارات عنيفة على منازل الفلسطينيين في خانيونس ومنطقة بني سهيلا جنوب قطاع غزة. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأنّ جيش الاحتلال قصف الطابق الأخير من منزل يعود لعائلة عرفة في حي الأمل بمدينة خانيونس، في حين أوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أن الطيران الصهيوني شن غارة عنيفة أمام مستشفى الأمل التابع له في المنطقة ذاتها. ودمّرت غارة نفّذتها المقاتلات الصهيونية محطة لتحلية المياه في شارع غزة القديم في بلدة جباليا شمال قطاع غزة. توسيع الاجتياح البرّي يأتي هذا بينما أعلن الجيش الصهيوني أنّ الحرب البرية في قطاع غزة مستمرّة، وتتخذ شكلا متصاعدا في بعض المناطق، منها الشمالية ومنها أيضا الجنوبية ومنها في الوسط، موضّحاً أن ذروة المناورة البرية في جنوب القطاع تدور في محافظة خان يونس بشكل عام، بينما يشهد شمال القطاع أعمالا متصاعدة في منطقة جباليا التي زعم الجيش الصهيوني سابقا إتمام السيطرة العملياتية عليها. المرحلة الثالثة للحرب وذكر إعلام صهيوني الجمعة، أنّ الجيش يستعد، بالأسابيع المقبلة للانتقال إلى "المرحلة الثالثة" من الحرب على غزة، والتي تتضمن إنهاء المناورات البرية. ونقلت هيئة البث الصهيونية أنّ "المرحلة الثالثة تشمل إنهاء المناورة البرية في القطاع، وتخفيض القوات، وتسريح القوات الاحتياطية، واللجوء إلى الغارات الجوية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين الكيان وقطاع غزة". في غضون ذلك، يستمر سكان غزة في نزوح مستمر مع تتالي أوامر الإخلاء الصهيونية.