تدرّجت العمليات العسكرية الصهيونية بداية من شمال القطاع ومدينة غزة، وصولا إلى المناطق الوسطى خصوصا مخيمات اللاجئين، وبعدها خان يونس كبرى مدن الجنوب، والتي تشهد منذ أسابيع قصفا مكثفا ومعارك ضارية. وتزداد المخاوف منذ أيام من هجوم صهيوني على مدينة رفح التي تغصّ حاليا بأكثر من 1.3 مليون نازح، وفق أرقام الأممالمتحدة، يشكّلون أكثر من نصف سكان القطاع البالغ 2.4 مليون يعانون أوضاعا إنسانية كارثية. في السياق، قال عادل الحج، الذي نزح إلى رفح من مخيم الشاطئ في شمال القطاع: "منذ أن هدد نتنياهو ونحن قلقون من أي اجتياح..ستكون هناك مجازر". وأضاف الرجل الأربعيني للصحافة: "هناك أعداد كبيرة من النازحين والوضع صعب لا يوجد طعام ولا مياه الآن"، متسائلا: "ماذا لو حدث اجتياح لرفح، أين سنذهب؟ لا يوجد أصلا مكان في رفح للنازحين.. أنا أعيش في خيمة". وتكتظ المناطق الغربية لرفح بالنازحين الذين نصبوا الخيم وهياكل من أنابيب معدنية أو عصي وأغصان، ونُصبت بعض الخيم على أعمدة صغيرة من الخشب تمت تغطيتها بالبلاستيك أو القماش. وآثر العديد من النازحين البقاء في غرب المدينة القريب من البحر، خشية تعرضها لاجتياح من الجهة الشرقية القريبة من الحدود مع الكيان الغاصب. ننتظر لحظة الإعدام ومن هؤلاء أم أحمد البرعي (59 عاما)، وهي نازحة من مخيم الشاطئ بمدينة غزة تقيم مع بناتها الأربعة وثلاثة من أحفادها في هيكل من البلاستيك قرب مستشفى قطر الذي لم يكتمل بناؤه في غرب رفح. وتقول: "كنت مع بناتي في بلدة الزوايدة (وسط القطاع) ثم نزحنا إلى خان يونس (جنوب) ثم جئنا لمنطقة خربة العدس (في شمال شرق) رفح، وأمس جئنا إلى المستشفى القطري عند أختي وعائلتها لأن نتنياهو هدد بعملية في رفح". وتضيف: "لا يوجد مكان آمن في كل قطاع غزة، وإذا هجموا على رفح سوف تُرتكب مجازر كبيرة وإبادة..لا أعرف إذا كنا سنستطيع الهروب إلى مصر أم ستصل إلينا المجازر". ويسأل جابر أبو علوان (52 عاما) الذي نزح من خان يونس "إذا اقتحم الجيش الصهيوني رفح أين نذهب؟ كل بيوتنا مهدمة"، وأضاف: "نحن ننتظر الموت، ننتظر لحظة الإعدام". وأكّد أنّ حدة القصف على رفح ارتفعت بعد التصريحات الأخيرة لنتنياهو. كما يقول محمد الجراح الذي نزح مع عائلته من خان يونس إلى رفح، إن ما أدلى به نتنياهو "أحبطنا أنا والعائلة"، ويوضح: "ثمة خوف ورهبة من المجهول. بعد رفح لا أعرف أين نذهب، يبدو أن العملية على رفح اقتربت؛ لأن القصف ازداد كثيرا وهذا يخيف الناس.