بكثير من الحزن والتأثر تلقت شعوب العالم المستضعفة المحبة للحرية والسلام نبأ رحيل أحد رموز مناهضة الاستعمار والامبريالية والرأسمالية المتوحشة، وواحد من المدافعين الأفذاذ عن حق الشعوب في الانعتاق والاستقلال رئيس فنزويلا البوليفارية هوغو تشافيز. كما عهدناه طيلة حياته، ظل أيقونة في عالم الثورة والثوار ورفيقا دائما للأحرار، صنع لنفسه موقع قدم في مسار القلة القليلة المتبقية من الزعماء عبر العالم، غالبا ما كانت مواقفه الثابتة مصدر متاعب له ولشعبه لكن إخلاصه للقضايا العادلة ولحقوق الشعب البوليفاري الشامخ جعل هذا الأخير يلتف حول قائده الرمز ويدعم قراراته الوطنية، فكان الجدار الحصين الذي تحطمت عليه كافة المؤامرات والمخططات التي استهدفت حياته أحيانا وقلب نظام حكمه أحيانا أخرى من قبل أعتى قوة في العالم. شعبية القائد تشافيز تعدت حدود فنزويلا البوليفارية حيث كان محل احترام وتقدير كافة الشعوب الضعيفة وعلى رأسها شعوب أمريكا اللاتينية والقارة السمراء والشعوب العربية، فكان حامل همومها ولسان حالها، والمدافع عن حقوقها وقضاياها العادلة، لم يكن يؤمن بالحدود، فكل الشعوب المظلومة كانت بالنسبة له شعبا واحدا، تماما كما كان عدوه اللدود النظام الرسمالي الامبريالي مهما كانت الدولة التي تتبناه. التقت مبادئه وقناعاته بأفكار سيمون بوليفار وتشي غيفارا وفيدال كاسترو.. فشكلت قضيته الأولى، حملها وتحمل من أجلها الصعاب والمشاق، لكنه لم يحد عنها، ظل وفيا لها ولمسار وتضحيات رفاقه الذين سبقوه. لم يتحول ولم يتبدل قط، ظل محتفظا بعناده وتحديه طيلة مراحل مرضه، واصل تحريض شعبه على رفض الظلم والدفاع عن حريته واستقلاله حتى وهو طريح الفراش، شخصية ثورية كاريزماتية نفتقدها برحيلك، فوداعا أيها الرفيق تشافيز.. رحلت ولكن مواقفك باقية خالدة. لذلك علينا دائما الدفاع عن الحقيقة..