النهضة الفنية لا يمكن أن تتأسّس إلاّ على الجانب المعرفي العناية بالمبدعين.. إرساء لصناعة ثقافية حقيقية أشرفت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، أمس الأول، بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح، على تقديم عرض وتقييم لمخرجات الورشة الوطنية لكتابة سيناريوهات الأفلام القصيرة التي جرت فعاليتها بالمركز الوطني للسينما والسمعي البصري، والمنظمة من قبل المركز الجزائري لتطوير السينما، بالتعاون مع جمعية المنتجين السينمائيين الجزائريين. ثمّنت وزيرة الثقافة جهود المشرفين على الورشة التي تضاف إلى سجلّ الإنجازات المحقّقة في مجال ترقية الصناعة السينماتوغرافية والتكوين الفنّي، ومرافقة المبدعين الشباب، وذلك استجابة وتنفيذا لالتزامات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبّون الذي أولى عناية وحرصا على النهوض بقطاع الإبداع السينمائي على كافة المستويات، ليكون مرافقا لكلّ الجهود التنموية التي تشهدها البلاد. وقالت مولوجي: "لقد أولت وزارة الثقافة والفنون التكوين الفنّي اهتماما خاصا، سواء على مستوى التعليم الثانوي أو على مستوى المعاهد والمدارس العليا أو من خلال الجهود المرافقة في التظاهرات والمهرجانات التي تنتظم في إطار الورشات المتخصّصة في شتى المجالات الإبداعية"، وأضافت أنّ ذلك ما تم الحرص عليه في برنامج "المسرح في رحاب الجامعة" الذي أطلق منذ أيام ليكون مشتلة ميلاد المواهب الفنية، وذلك إيمانا بأنّ أيّة نهضة فنية إبداعية لا يمكن أن تتأسّس إلا على الجانب المعرفي الذي يضع حجر أساسها ويؤطّرها ويمضي بها نحو الآفاق المنشودة، على مستوى الاحتراف والجودة والنبوغ وصناعة التميز، فيما ننتجه ليكون جديرا بالمسؤولية الفنية والمجتمعية". واعتبرت الوزيرة أنّ انتظام الورشات التكوينية المتخصّصة ضمن برنامج وزارة الثقافة والفنون، يؤكّد على العناية بالعنصر البشري المبدع، وهو من دون شكّ – تواصل الوزيرة - الاستثمار الحقيقي والدائم لإرساء صناعة ثقافية واعدة في البلاد، اعتبارا بأنّ الورشات هي الفضاء الخصب لاكتشاف المواهب الفنية، لاسيما من خلال تشجيع مسارات التكوين والتأهيل والإبداع، ولذلك دأبت وزارة الثقافة والفنون من خلال المؤسّسات تحت الوصاية وبالتعاون والتنسيق مع المهنيين والجمعيات، على تنظيم عدد من الورشات والإقامات الإبداعية لتطوير كتابة السيناريو لفائدة الكتاب والمخرجين وأصحاب المشاريع الإبداعية في مجال السينما، ومنه تم تنظيم هذه الورشة الخاصة بكتابة وتطوير سيناريوهات أفلام روائية قصيرة في كلّ من الجزائر العاصمة وقصر السينما ب«تينركوك" بولاية تيميمون، بإشراف من المركز الجزائري لتطوير السينما بالشراكة مع جمعية المنتجين الجزائريين للسينما. وفي السياق، أكّدت الوزيرة على أنّ قطاع الثقافة والفنون كان قد أشرف على تنظيم ورشة "الجزائر بحب" التي تعنى بتطوير وإنتاج مشاريع سينمائية في فئة الأفلام القصيرة من إبداع نسوي، استفادت منها 07 مترشحات من سبع ولايات عبر الوطن، وهي تبسة، تيميمون، وهران، تيزي وزّو، قسنطينة، البليدة والعاصمة، تحت إشراف المخرج السينمائي المبدع رشيد بلحاج، مشيرة إلى أنّ المركز الجزائري لتطوير السينما يعمل على مرافقة هذه المشاريع وتنفيذها في سبع مدن جزائرية، والتي سيشرع في تصويرها، ابتداء من الخامس مارس المقبل. وأشارت أيضا إلى أنّ القطاع أشرف سنة 2023 بمناسبة الاحتفال بستينية الاستقلال على تنظيم 70 ورشة في التمثيل والتقاط الصورة وكتابة السيناريو والمعالجة الدرامية وإدارة الممثل والتركيب السينمائي، في مختلف ربوع الوطن، وبمشاركة قرابة 3 آلاف متربّص، ناهيك عن برنامج دعم الكتابة السينمائية، تأكيدا على مرافقة كلّ المبدعين والسينمائيين الجزائريين الشباب. للإشارة، اختتمت أمس الأول، نشاطات الدورة الثالثة لورشة كتابة السيناريو للأفلام القصيرة، المنظمة بالمركز الوطني للسينما والسمعي البصري، وأطّرها إسماعيل سوفيط والطاهر بوكلة.