أسماء نسوية لامعة زينت خزانة الألقاب التي توّجت بها الرياضة الجزائرية على مر السنين، حيث إن العديد من الرياضيات استعطن أن يتحدين كل الصعاب للوصول إلى القمة النسوية والتألق، سواء في الرياضات الفردية أو الجماعية. وتعتبر الرياضة النسوية في الجزائر خزان حقيقي للمواهب من جيل لآخر تظهر بطلات حقيقيات على المستوى الدولي... ويمكن القول أن رياضة ألعاب القوى أخذت حصة الأسد في اللمعان، بفضل بطلة افريقية عبّدت الطريق لبقية الرياضيات، ألا وهي سكينة بوطمين التي كانت في السبعينيات تجمع اللقب تلو الآخر.. قبل أن تظهر العداءة حسيبة بولمرقة التي أهدت للجزائر أول ميدالية ذهبية أولمبية عام 1992 في ألعاب برشلونة، كونها سارت بخطى ثابتة منذ نهاية الثمنينات.. فقد حصدت الألقاب العالمية في اختصاص 1500م... وكتبت اسم الجزائر بأحرف من ذهب في الألمبياد الذي ذكرناه آنفا.. والذي كان بداية لتتويجات جزائرية أخرى، خاصة وأن عداءة أخرى تمكنت من حصد الذهب في أولمبياد سيدني 2000، إنها نورية بنيدة مراح، التي سطع نجمها، في الوقت الذي لم يكن العديد من الاختصاصيين ينتظرونها في ذلك اليوم بأستراليا. على خطى بوالمرقة وبنيدة وسواكري... ولم تقتصر المشاركات الكبيرة على هذه الأسماء المدوية فقط، وإنما كانت رياضيات أخريات في الميدان بشكل فعال، على غرار المصارعة سليمة سواكري، التي تحتفظ بسجل ثري على المستوى القاري في رياضة الجيدو.. وكذا مشاركات لامعة في بطولات العالم والأولمبياد... في حين أن هذه الرياضة كانت موجودة في سجل التتويجات بظهور المصارعة صورية حداد التي أضافت أشياء كبيرة للمارسة بحماس كبير مكنها من نيل ميدالية أولمبية وأخرى عالمية، بالرغم من أن الجميع كان ينتظر منها الذهبية التي لم تكن في الوعد خلال أولمبياد لندن الأخير. وبالرغم من التحديات والصعوبات التي تعترضها أحيانا، إلا أن الفتاة الجزائرية تقدم الكثير فوق أرضية الميدان والمضمار.. ولا يفوتنا بهذه المناسبة التذكير بانجازات فرق الرياضات الجماعية التي كانت دائما في القمة، وهذا منذ تألق المنتخب الوطني لكرة اليد في السبعينات، بوجود وجوه بارزة على غرار قيدوش وحبيلي أين كانت قاعة حرشة تمتلىء عن آخرها لمتابعة الصور الجميلة التي تقدمها كل لاعباتنا.. بالاضافة إلى منتخب الكرة الطائرة الذي سار على نفس المنوال في الألعاب المتوسطية والافريقية آنذاك. المنتخب الوطني للكرة الطائرة.. مثال حي وبما أن الجزائر لها تقاليد كبيرة في الرياضيتن المذكورتين، فإن العمل متواصل في هذا الشأن، رغم تعطل عجلة فريق كرة اليد لأسباب تنظيمية، فإن المنتخب الوطني للكرة الطائرة إناث يعدّ نموذجا حقيقيا للنجاح.. حيث شارك في أولبمياد لندن 2012، للمرة الثانية على التوالي في الألعاب الأولمبية.. وكان ممثلنا الوحيد في الرياضات الجماعية، أين وفقت زميلات أوكازي من فرض وجودهن افريقيا، وأصبحت تكسب بعض الأشواط أمام منتخبات عالمية قوية.. بالرغم من أن العديد من الاختصاصيين يرون أن الامكانيات الفنية موجودة، لكن التطور يبقى بطيئا بالنسبة لهذا الفريق. كما أن الرياضة النسوية قدمت اسماء كبيرة في السنوات الأخيرة في رياضات الجيدو والكاراتي، وكذارياضيات ذوي الاحتياجات الخاصة اللائي يحققن نتائج عالمية. التحسيس بضرورة ممارسة الرياضة ومن جهة أخرى، فإن الوضعية ليست في الضوء الأخضر في كل الأحيان، ولابد أن نعترف أن هناك نقص كبير في عدد الممارسات، أين يبقى عامل التحسيس ضروري جدا من طرف الجمعيات والمجتمع المدني بصفة لتوسيع الممارسة والسماح لأكبر عدد ممكن من الفتيات ممارسة الرياضة واكتشاف مواهب ليتم صقلها تدريجيا.. كما أن الميداليات الذهبية الأولمبية غابت، ماعدا ميدالية العداء توفيق مخلوفي، بالنسبة للرياضة الجزائرية على المستوى الأولمبي.. وهذا مقارنة بالتسعينات وآخر تتويج أولمبي نسائي كان في سيدني 2000 عن طريق بنيدة مراح. وبالتالي، فإن هذا التراجع تجسّده الوضعية الصعبة التي عاشتها الرياضة الجزائرية في السنوات الأخيرة، أين كانت مشاركات منتخباتنا في الألعاب الافريقية والعربية والأولمبية دون المستوى، بسبب عدم وجود رؤية مستقبلية واستراتيجية مبنية على أهداف معينة، حسب ما أكده العديد من الاختصاصيين في الندوات التي حضرناها حول الرياضة الجزائرية. ولهذا، فإن تحديد الهيئات الرياضية في هذه الأيام ورسم خارطة رياضية وطنية، سوف يسمح بإعطاء دفع للمارسة الرياضية ككل، أين يلاحظ أن التطوير يتم تجسيده بشكل شامل وغير مميز للرياضة النسوية، حسب الرؤية التي التمسناها... ومن خلال هذه الاستراتيجية يتم إعطاء كل الوسائل التنظيمية والتقنية للرياضيين (رجال ونساء) الذين بإمكانهم تطوير قدراتهم في ظل هذه الرؤية الجديدة.. خاصة وأن دور الاتحاديات يعد مهما كونها مسؤولة على تطوير اختصاصها.. لهذا ننتظر بروز رياضيات سوف نسمع عنهن في الفترة الأولمبية القادمة، كون ألعاب 2016 تنطلق تحضيراتها منذ الآن لرؤية خليفة بوالمرقة وبنيدة مراح وسواكري و... و...