عرفت الساحة الرياضية الجزائرية ومنذ الإستقلال بروز مواهب وأسماء نسوية أعطت للألوان الوطنية أقصى ما يمكن في شتى المجالات رافعة الرايات الوطنية ونشيد الشهداء في سماء كل مكان. ومما لا شك فيه ان الفحلات الجزائريات أثبتن في شتى الميادين خاصة الرياضية أنهن حقا من أحفاد حسيبة بن بوعلي وفاطمة نسومر فمن انجازات بولمرقة وملحمة برشلونة الى نجومية بنيدة مراح و إصرار صورية حداد و سليمة سواكري دون أن ننسى إنجازات السباحة كنزة بناصر و زهرة قمير في المبارزة بالسيف و محمودي في التنس و إنجازات سيدات كرة اليد، السلة و الطائرة، كلهن قدمن الكثير للجزائر و للرياضة الجزائرية. سكينة بوطمين رمز ألعاب القوى الجزائرية تعد سكينة بوطمين إبنة مدينة قسنطينة رمزا خالدا في تاريخ الرياضة النسوية الجزائرية و ألعاب القوى بالخصوص حيث عرفت شهرة واسعة في فترة السبعينات بعد فوزها بالعديد من الألقاب الفردية على المستوى الإفريقي و المتوسطي محققة عددا معتبرا من الألقاب و الميداليات التي رفعت اسم الجزائر عاليا في سماء العالمية وتعد سكينة بوطمين أول رياضية جزائرية منذ الإستقلال تحقق ألقابا و شهرة. حسيبة بولمرقة أول إمرأة عربية تحرز لقبا عالميا حسيبة بو المرقة من منا لم يسمع بهذا الإسم الذي دون بأحرف من ذهب في رياضة العدو عالميا بكونها أول إمرأة عربية تحرز ميدالية ذهبية، حيث كانت بداية سطوع نجم حسيبة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 1991 بتحقيقها ميداليتين ذهبيتين في كل من سباقي 800 متر و ال 1500 متر لتبرز قدرتها الكبيرة على التعامل مع السباقات الطويلة و المتوسطة، فيما أطلقت النجمة الجزائرية العنان لموهبتها الكبيرة في بطولة العالم الثالثة لألعاب القوى «طوكيو 1991 « في سباق 1500 متر محرزة الميدالية الذهبية في زمن قياسي قدر ب 4,02,21 دقيقة رقم أعطى لملكة العدو بالجزائر شهرة عالمية مكنتها من تحقيق انجازات أخرى لا تقل عن سابقاتها، حيث عرفت الألعاب الأولمبية «برشلونة 1992 « انجازا تاريخيا لحسيبة التي أفرحت ملايين الجزائريين الذين إحتفلوا مطولا بهذا الإنجاز كيف لا و اسم الجزائر يدون بأحرف من ذهب في سجل الأولمبياد . كيف لا و هي أول عربية تتمكن من احراز هذا اللقب. ولم يتوقف ابداع حسيبة عند هذا الحد بل تعداه لتحقيق عدة ميداليات. نورية بنيدة مراح ‘‘ الغزالة‘‘ نورية بنيدة مراح او كما سمتها الصحافة العالمية بالغزالة نجمة من الطراز الأول فقد كانت بداية هاته النجمة مع النجومية في بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط باري بإيطاليا سنة 1997 أين أثبتت «الغزالة» علو كعبها و هي في سن السابعة و العشرين بتحقيق ذهبية سباق 800 متر. لتواصل النجمة الجزائرية على نفس النسق فكان لها ان حققت ذهبية اخرى لكن هذه المرة توسع النطاق ليشمل إفريقيا بأكملها في بطولة إفريقيا لألعاب القوى التي أقيمت بالجزائر سنة 2000 و التي أهلتها للمشاركة بأولمبياد سيدني 2000 فكان لها أن رفعت العلم الوطني عاليا منشدا نشيد « قسما» مدويا في سماء سيدني الاسترالية بعد تحقيقها لذهبية تاريخية في سباق 1500 متر رغم كل الصعاب و العقبات التي واجهتها. جدير بالذكر ان للنجمة الجزائرية 4 ميداليات ذهبية وثلاث فضيات و برونزية واحدة . صورية حداد أول إمرأة عربية و إفريقية تفوز بميدالية أولمبية في الجيدو بعد غياب الجزائر عن التتويجات منذ ميدالية بنيدة مراح عاد العلم الجزائري ليرفرف في الدورات الأولمبية و هذه المرة في دورة بكين 2008 حيث تمكنت النجمة الجزائرية صورية حداد من إرساخ اسمها في سجل التاريخ كأول إمرأة عربية تفوز بميدالية في غير ألعاب القوى، و كأول إفريقية تحرز ميدالية في الألعاب الأولمبية في رياضة الجيدو. حيث تمكنت من تحقيق ميدالية برونزية في وزن أقل من 52 كيلوغرام و هو ما شرف الجزائر عالميا، و لم يكن هذا هو الإنجاز الوحيد للبطلة الجزائرية حيث سبق و أن فازت ببرونزية بطولة العالم للجيدو لوزن 48 كيلوغرام في بطولة 2005 و ذهبية بطولة ألعاب البحر المتوسط للسنة ذاتها لكنها سرعان ما تعرضت لإصابة خطيرة أبعدتها مطولا عن ممارسة هوايتها المفضلة في هزم المنافسين لكن باصرار و عزيمة قل نظيرهما تمكنت من العودة بقوة لتحقق ميداليتين فضيتين سنتي 2007 و 2008 على التوالي في بطولة العالم للجيدو لوزن 52 كيلوغرام. سليمة سواكري نجمة على الساحة الإفريقية رغم أن الحظ لم يساعف سليمة سواكري على اعتلاء منصات التتويج الأولمبية، الا ان الساحة الإفريقية تشهد على نجمة سيطرت بشكل كبير على رياضة الجيدو افريقيا بتحقيقها ل 10 ميداليات ذهبية في البطولة الإفريقية لألعاب القوى، رقم ليس بالهين و إن دل فهو يدل على موهبة أعطت أقصى ما تملك لإثبات قدراتها و إعطاء صورة ناصعة عن الرياضة النسوية في الجزائر. هذا و قد بدأت سليمة مشوارها الرياضي سنة 1984 في سن لم يتجاوز العشر سنوات بحكم العلاقة القوية التي تربط العائلة برياضة الجيدو التي تعتبر رياضة العائلة، و هو ما ساعدها على التأقلم السريع و التطور بسرعة لتنتقل بعدها من فريقها الأكاديمي ببرج الكيفان الى فريق اتحاد الجزائر الذي لعبت معه لقرابة السبع سنوات ثم الى مولودية الجزائر الذي أقرت له بالوفاء الى غاية اعتزالها و برصيدها 10 ذهبيات إفريقية و 15 ذهبية محلية في بطولة الجزائر للجيدو، منهية مسيرتها بأحسن ما يمكن. من جهة أخرى لازالت الرياضة النسوية في الجزائر تحتاج الى برنامج ينهض بالرياضة و الرياضيات اللاتي شرفن الجزائر في العديد من المحافل الدولية حيث يتعين على القائمين بالرياضة النسوية تسخير كافة الوسائل و اتاحة الفرصة للرياضيات الجزائريات من أجل الاستفاقة و تحضير المواعيد القادمة و كذا التوقف عن العيش على أنقاض الرياضة النسوية.