عزّز فريق مولودية الجزائر صدارته للرابطة المحترفة لكرة القدم، بعدما تمكن من الإطاحة بفريق شباب قسنطينة بهدفين دون رد، لحساب الجولة ال 17 في المباراة التي احتضنها ملعب 05 جويلية الأولمبي، الأمر الذي وسّع الفارق بينه وبين الوصيف شباب بلوزداد إلى 08 نقاط. ثأر العميد رياضيا من فريق شباب قسنطينة، الفريق الوحيد الذي تمكن من الفوز على مولودية الجزائر خلال مرحلة الذهاب، حيث بسط رفقاء يوسف بلايلي سيطرتهم على أبناء الصخر العتيق، خصوصا في المرحلة الأولى وقدموا أداء قوي، مؤكدين بأنهم لم يتأثروا بالغياب عن المنافسة الرسمية طيلة 15 يوما منذ مباراة الكأس أمام نجم تلاغمة، بعد تأجيل مباراة الجولة ال 16 أمام نجم بن عكنون. عرفت بداية اللقاء انطلاقة قوية لأصحاب الزي الأخضر والأحمر، الذين بحثوا عن تسجيل هدف السبق منذ بداية اللقاء مثلما يقومون به في كل مواجهة منذ انطلاق الموسم الكروي (2023 - 2024)، لتسيير باقي أطوار اللقاء بأريحية وهو الأمر الذي قابله لاعبو "السنافر" بلعب خشن للحد من خطورة رفقاء القائد أيوب عبد اللاوي، الأمر الذي كلف عددا من لاعبي الفريقين تلقي البطاقة صفراء، على غرار (بلايلي، مداحي، بعوش).قام رفقاء العائد من الإصابة محمد بن خماسة، بخمس فرص سانحة للتهديف خلال نصف الساعة الأول من المواجهة، وهو ما أعطى ثقة أكبر للاعبين الذين لقوا دعما منقطع النظير من قبل الأنصار، الذين وبالرغم من الأمطار الغزيرة التي تهاطلت طوال المباراة، إلا أن 30 ألف منهم سجلوا حضورهم فوق المدرجات ودعموا الفريق بقوة طيلة مجريات اللقاء، وهو ما أعطى اللاعبين شحنة معنوية إضافية لتحقيق نتيجة ايجابية. ضغط المولودية كلّل بتسجيل هدف السبق بعد تنفيذ الإيفواري محمد زوقرانا تماس سريع باتجاه يوسف بلايلي، الأخير يرفع الكرة باتجاه منطقة العمليات لتجد كرته زكريا نعيجي، الذي ارتقى فوق الجميع وبرأسية عكسية أسكن الكرة شباك الحارس بوحلفاية في (د 42)، مسجلا هدفه الثامن في الرابطة المحترفة، معززا وصافته لترتيب أفضل الهدافين في الفريق، بالمقابل قدم ابن الباهية تمريرته الحاسمة التاسعة منذ انطلاق الموسم، مساهما في 19 هدفا سجله العميد في الرابطة المحترفة. حرّر هدف السبق رفقاء حلايمية الذين واصلوا مدّهم الهجومي، حيث تمكنوا من إضافة هدف ثاني بعدما خطف زوقرانا الكرة من بين أقدام القائد إبراهيم ذيب في (د 45)، ومرّر كرة بصعوبة باتجاه المهاجم سفيان بايزيد، الأخير يقذف كرته ترتطم بمداحي وتتجه ناحية بلايلي الذي حولها بكرة دائرية للشباك، لكن حكم التماس رفض الهدف بحجة التسلل، وقبل إعلان الحكم عن نهاية المرحلة الأولى قدم بلايلي كرة رائعة في العمق باتجاه بايزيد، يقذف والحارس في المكان المناسب.أقدم الطاقم الفني لشباب قسنطينة بإقحام الثنائي (دراجي - خالدي) مكان (مداحي – قايبو)، لإعادة التوازن للفريق وتجنب طرد مداحي بالبطاقة الحمراء، بعدما خرج من المباراة وقام باعتداءات خشنة على مهاجمي المولودية طيلة المرحلة الأولى، وهي التغييرات التي أعادت أصحاب الزي الأخضر والأسود في المواجهة، بعدما استحوذوا أكثر على الكرة وصنعوا الخطورة. في الوقت الذي كان الجميع ينتظر فيه إعلان الحكم عن نهاية المواجهة، قدّم البديل حميدي توزيعة عرضية باتجاه البديل الآخر خير الدين مرزوقي، يضرب كما جاءت بيسراه لكن زعلاني اعترض طريقها، قبل أن تعود لمرزوقي الأخير يراوغ زرعلاني ويسقطه أرضا، وبقذفة يمينية يمضي الهدف الثاني، الذي كان عنوانا لتحقيق الفوز الرابع تواليا في كل المنافسات، وال 12 في الرابطة المحترفة منذ انطلاق الموسم، الأمر الذي سمح للمولودية من تعزيز صدارتها للرابطة المحترفة برصيد 39 نقطة وبناقص مباراة أمام نجم بن عكنون. بوميل: لعبنا أفضل شوط أوّل لنا منذ انطلاق الموسم أكد المدرب الفرنسي باتريس بوميل خلال الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء، أن الفوز أمام شباب قسنطينة مهم لعدة اعتبارات، من بينها أن الفريق غاب عن المنافسة في الرابطة المحترفة لأربعة أسابيع، وكان من الواجب عليه العودة إليها بفوز حين قال: "غبنا لأربعة أسابيع عن الرابطة المحترفة، وهو ما قد يفسر النرفزة التي وقع فيها اللاعبون في المباراة، هم الذين كانوا بحاجة للعودة إلى المنافسة". وأضاف "أعتقد أننا لعبنا أفضل مرحلة أولى لنا منذ انطلاق الموسم، كوننا سيطرنا على الكرة بالطول والعرض أمام فريق عنيد فرض منطقه منذ أسبوعين على اتحاد الجزائر". وتابع "المرحلة الثانية لم تكن سهلة بالنظر إلى الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الميدان، لكن سيرنا أطوارها جيدا، وعمق دكة البدلاء سمح لنا من تسجيل هدف الفوز". وختم "النقطة السوداء في اللقاء كانت طرد موالي في نهاية المواجهة". تحدّث المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية لفريق مولودية الجزائر عن استقدام ثابتي، الذي أكد بأنه يتواجد في فرمة بدنية عالية كونه واصل التدرب على انفراد، موضحا بأنه أظهر علامات ايجابية خلال تدريبات الأسبوع، مؤكدا بأنه قدم مردودا طيبا عند دخوله بفنياته ومراوغاته وتمريراته الساحرة، كاشفا بأن عليه مواصلة العمل خصوصا أن هناك عددا كبيرا من اللاعبين ينتظر فرصة اللعب. أفاد بوميل بأن بقاء الفريق دون هزيمة طيلة 146 يوما ليس بالأمر الهين، واستطرد: "اليوم كان لدينا ثأر لنأخذه في هذه المواجهة مع أنفسنا، كوننا ضيعنا فوزا في المتناول في الإياب، بعد مرحلة أولى مثالية سيطرنا على أطوارها وافتتحنا فيها نتيجة المباراة". وعلل "اليوم فزنا وبلغنا النقطة ال 39 وسنعمل على مواصلة الطريق باتجاه اللقب الذي ينتظره الأنصار بشغف". رحيم: لم نخلق فرصا عديدة والمولودية لم تسرق الفوز كشف مساعد مدرب شباب قسنطينة عز الدين رحيم في مداخلته بالندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء، بأن مشكل الفريق أمام المولودية كان في وسط الميدان، وأن لاعبي الشباب لم يبلغوا كثيرا مرمى الحارس ليتيم، وقال "لو أنهينا المرحلة الأولى بنتيجة التعادل لكان هناك كلام آخر في الشوط الثاني". وأضاف "تلقينا هدف السبق في نهاية المرحلة الأولى وهو ما حرر المنافس، وهذا الموسم الجميع يعلم بأن المولودية إذا سجلت في المرحلة الأولى، يدخلون أكثر في المقابلة ويلعبون بطريقة أفضل".وتابع "المباراة فلتت من بين أيدي الحكم الذي لم يعلن عن العديد من الأخطاء لصالحنا، بالإضافة إلى أنه تغاضى عن منح لاعب بطاقة حمراء" (يقصد بلايلي). وذهب إلى أبعد من ذلك "المولودية لعبت أفضل منا ولم تسرق الفوز، اللاعبين قاموا بواجبهم والحكم كان خارج الإطار، كما أن الأرضية عقدت مهمتنا". يذكر أن البطل الشتوي سيتنقل إلى مدينة البيض لمواجهة المولودية المحلية يوم السبت المقبل لحساب الجولة ال 18 من الرابطة المحترفة.