رافعت الجزائر من منتدى كرانس مونتانا على مستقبل القارة الإفريقية التي تتهدها الكثير من الآفات والمشاكل،وهو ما جعل القوى الاستعمارية تعود لتطمع في العودة من البوابات الاقتصادية والأمنية وافتعال غطاء الإرهاب لتبرير ما يحدث. وحتى وان كان الإرهاب واقعا يجب التعامل معه إلا أن تطور الأحداث في نيجيريا ومالي ومختلف ربوع القارة يستدعي وقفة جدية من الاتحاد الإفريقي ومختلف الهيئات والفاعلين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لأن بقاء الأوضاع على ما هي عليه سيرهن مستقبل القارة ويجعل الجميع في خطر وما حدث في بعض الدول العربية ليس ببعيد. اكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الافريقية السيد عبد القادر مساهل ببروكسل (ان بعض البلدان الافريقية اصبحت مستهدفة اكثر فاكثر من طرف جماعات ارهابية تحاول ان تجعل منها ڤقاعدةڤ لعملياتها على المستويين «الاقليمي و الشامل». واضاف السيد مساهل في تدخله امام المشاركين في منتدى كراس مونتانا حيث مثل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ان «ما يزيد من خطورة هذه التهديدات ان هذه الجماعات نسجت علاقات متينة مع شبكات المتاجرة بالاسلحة و المخدرات و تبييض الاموال و كذا مع فروع القرصنة و اشكال اخرى من الجريمة المنظمة». وافاد ان «العائدات التي تجنى من هذه التجارة التي توسعت في السنوات الاخيرة بشكل مريب و من الفديات التي دفعت للخاطفين ساهمت في دعم قدرات الجماعات الارهابية». اننا نلاحظ كما قال السيد مساهل تكثيفا و تدويلا «متزايدا» لنشاطات التجنيد وتدريب الجماعات الارهابية. وفي هذا الاطار اوضح ان تاثير الارهاب على البلدان المتضررة و المحسوس على مختلف المستويات يتجلى اولا في اضعاف بعض الدول سواء على المستوى المركزي اوعلى مستوى الادارة الترابية « بينما نعلم كما قال ان «الدولة القادرة» شرط اساسي لتسيير جيد للحكامة السياسية والاقتصادية. وفي نفس الصدد اعتبر السيد مساهل ان تاثير الارهاب على البلدان يتجلى ايضا في «خسائر بشرية كبيرة و تدمير واسع للهياكل الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية و نزوح السكان مما ينجر عنه تفكك في البنية الاجتماعية». ويظهر اخيرا كما اضاف في تذبذب كل سلسلة النشاط الاقتصادي بسبب انعدام الامن الذي يغذيه الارهاب. الامن عامل اساسي للتنمية في افريقيا ودعما لاقواله ذكر السيد مساهل «التوقف الكامل للنشاط السياحي في منطقة الساحل التي تزخر بمواقع مسجلة في التراث الثقافي العالمي و تغيير مكان اجراء رالي باريس-داكار الذي كان يعتبر مصدر رزق للسكان المحليين و قطب تشغيل بالنسبة للشباب». و كذلك الامر كما لاحظ الوزير بالنسبة «لتاجيل انجاز مشاريع الطرقات لربط بلدان المنطقة بسبب انعدام الامن علما ان الطريق يمثل في هذا الوسط الصحراوي المعزول عنصرا مركزيا في التهيئة العمرانية على مستوى الاقليم و خلق مناصب شغل و ترقية المبادلات التجارية و النشاطات الاقتصادية». واكد السيد مساهل انه «من المعروف اليوم ان الارهاب يزعزع استقرار الدول و يعيق جهود التنمية و مكافحة الفقر و يعرض الوحدة الوطنية والسلامة الترابية للبلدان للخطر و يضر بشكل خطير بالتعاون الدولي و بالتفاهم بين الشعوب كونه يتنافى و حقوق الانسان و الحريات الاساسية و المؤسسات الديمقراطية». وفيما يخص الوقاية من الارهاب و مكافحته ذكر الوزير بان «افريقيا تمتلك استراتيجية شاملة» تتضمن«التعاون في مجال المعلومات و تجفيف مصادر التمويل و مكافحة انتشار و تنقل الاسلحة و التعاون القضائي».