في اليوم ال146 للحرب على قطاع غزة، يستمر القصف الصهيوني على مناطق مختلفة في القطاع، خصوصا دير البلح وخان يونس ورفح، في حين حذر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة وشيكة في شمالي القطاع. يأتي ذلك بعد يوم استشهد فيه العشرات، بينما أعلنت المقاومة أنها تخوض معارك ضارية مع قوات الاحتلال في حي الزيتون بمدينة غزة، مؤكدة وقوع قتلى وجرحى من العساكر الصهاينة. استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين أمس، في غارات وقصف مدفعي صهيوني لمناطق متفرقة بقطاع غزة. وقد تركزت الغارات على مدينة غزة ومحافظتي رفح وخان يونس، فيما واصلت المدفعية الصهيونية قصف المربعات السكنية ومحيط مراكز الإيواء. ونسفت قوات الاحتلال منازل سكنية غربي خان يونس جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي وغارات على مناطق متفرقة من المدينة، وخصوصا للمنطقة الشرقية، بينما قصفت تلك القوات مربعا سكنيّا في حي الأمل بالمدينة. وشهد حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، قصفا مدفعيا واشتباكات مسلحة. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمه نقلت 34 إصابة جراء استهداف الاحتلال منزلين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وارتكب جيش الاحتلال 11 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 96 شهيدا و172 إصابة خلال ال24 ساعة الماضية، لتتجاوز حصيلة العدوان الصهيوني 30 ألف شهيد و71 ألف إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بحسب معطيات وزارة الصحة. على بعد خطوة من المجاعة يأتي استمرار الإبادة، بينما قال مسؤول كبير في مجال المساعدات بالأممالمتحدة أمام مجلس الأمن الدولي الثلاثاء إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في قطاع غزة يمثلون ربع السكان أصبحوا على شفا مجاعة. وأعلن راميش راجاسينغهام، مدير التنسيق في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنه "لن يتسنى تحقيق أي شيء يذكر في ظل استمرار الأعمال القتالية، واحتمال انتشارها إلى المناطق المكتظة بالناس في جنوبغزة. لذلك نكرر دعوتنا لوقف إطلاق النار". وأضاف أن واحدا من بين كل 6 أطفال تحت سن الثانية في شمال غزة يعاني من سوء التغذية الحاد والهزال، وأن جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعتمدون تقريبا على مساعدات غذائية "غير كافية على الإطلاق" للبقاء على قيد الحياة. وتابع أن الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة تواجه "عقبات هائلة لمجرد إيصال الحد الأدنى من الإمدادات إلى غزة". الشمال بدون إمدادات منذ جانفي وأوضح أن العقبات تشمل إغلاق المعابر والقيود على التنقل والاتصالات وإجراءات التدقيق المرهقة والاضطرابات والطرق التي لحقت بها أضرار والذخائر التي لم تنفجر. وإلى ذلك، أفاد روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة لمجلس الأمن أن واشنطن حثت حليفتها دولة الاحتلال على إبقاء المعابر الحدودية مفتوحة، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتسهيل فتح المزيد من المعابر. وحذّر برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء من مجاعة "وشيكة" في شمال غزة، حيث لم تتمكن أي منظمة إنسانية من تقديم المساعدات منذ 23 جانفي الماضي. وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، لمجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا إن برنامج الأغذية العالمي "مستعد لتوسيع نطاق عملياتنا وزيادة حجمها على وجه السرعة إذا جرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار". وأضاف: "لكن في الوقت الراهن، يتفاقم خطر المجاعة بسبب عدم القدرة على جلب الإمدادات الغذائية الحيوية إلى غزة بكميات كافية، وظروف العمل شبه المستحيلة التي يواجهها موظفونا على الأرض". عقاب جماعي أعلنت الأممالمتحدة الثلاثاء أن القوات الصهيونية تمنع "بشكل منهجي" الوصول إلى سكان غزة الذين يحتاجون للمساعدة، ما يعقد مهمة إيصال المساعدات إلى منطقة حرب لا تخضع لأي قانون. وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إنه أصبح من شبه المستحيل تنفيذ عمليات إجلاء طبي وتوصيل مساعدات في شمال غزة، كما يزداد الأمر صعوبة في جنوب القطاع. ومما يزيد من صعوبة الوضع أن حتى القوافل التي تم تخليصها مسبقا وفتشتها السلطات الصهيونية تم حظرها مرارا وتكرارا أو تعرضت لإطلاق النار. وأشار لايركه إلى حادث وقع يوم الأحد الماضي عندما تم منع قافلة نظمتها منظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر الفلسطيني لإجلاء المرضى من مستشفى الأمل المحاصر في مدينة خان يونس الجنوبية لساعات واحتجاز عدد من المسعفين. وقال لايركه للصحافيين في جنيف "على الرغم من التنسيق المسبق لجميع الموظفين والمركبات مع الجانب الصهيوني، فإن قوات الاحتلال أوقفت القافلة التي تقودها منظمة الصحة العالمية لحظة مغادرتها المستشفى ومنعتها من التحرك لعدة ساعات".