انتخب أوهورو كينياتا الذي تتّهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الانسانية، رئيسا لكينيا بعد الدور الأول للاقتراع، بينما سارع خصمه رايلا أودينغا إلى الاعتراض عليه، مؤكّدا أنّه سيلجأ إلى القضاء. لكن كينياتا الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء دعا أنصاره إلى الهدوء لتفادي تكرار المواجهات التي اندلعت إثر هزيمته السابقة في ديسمبر 2007، قائلا أنّ ''العنف الآن يمكن أن يدمّر هذا البلد إلى الأبد''. ولم تسجّل أي اضطرابات بعد مع إعلان فوز كينياتا (51 عاما) مطلع هذا الأسبوع، وانتشرت الشرطة بكثافة في نيروبي، حيث يتجمع أنصار بأعداد كبيرة، ودعت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا الكينيّين إلى الهدوء وضبط النفس. وأوهورو كينياتا هو نجل جومو كينياتا، أول رئيس لكينيا بين 1964 و1978، ومتهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية لدوره المفترض في أعمال عنف أعقبت الانتخابات الكينية عام 2007، وهو بذلك أول متهم لدى المحكمة الجنائية الدولية يصبح رئيسا. وأكّد كينياتا في خطاب ألقاه بعد إعلان فوزه أنّه وفريقه سيتعاونان مع الهيئات الدولية، وقال: ''نقرّ بالتزاماتنا الدولية ونقبل بها، وسنواصل التعاون مع كل الدول والمؤسسات الدولية بما يتماشى مع هذه الالتزامات''، ومن المقرر أن تبدأ محاكمته في 09 جويلية المقبل، وقد تستمر عامين على الأقل. وقدّم كينياتا، الذي حصد ستة ملايين و173 ألفا و433 صوتا، أي 07 ، 50 في المائة، وفق النتيجة النهائية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية في خطابه الرئاسي الأول، الشكر لمنافسه أودينغا قائلا إنّه خاض حملة قوية. وفي المقابل، تحدّث أودينغا الذي حصد 31 ، 43 في المائة من الأصوات، عن تجاوزات كبيرة شابت الانتخابات، مؤكدا أنّه ''يثق'' في المحكمة العليا لإلغاء الانتخابات. وكانت هزيمة أودينغا في انتخابات عام 2007 أغرقت البلاد لأسابيع في دوامة عنف غير مسبوقة منذ استقلالها في 1963، وقد أسفرت عن سقوط أكثر من ألف قتيل، ونزوح 600 ألف شخص. وكان الرئيس مواي كيباكي، الذي بلغ الحادية والثمانين من العمر ولم يترشح في هذه الانتخابات، فاز آنذاك بفارق ضئيل في الاقتراع الذي اتّسم فرز الأصوات فيه بغياب الشفافية، واعترض كثيرون على نتائجه. ودعّم أوهورو كينياتا حينذاك كيباكي الذي ينتمي مثله إلى قبائل الكيكويو الأكبر عددا والتي تشكّل 17 في المائة من سكان كينيا البالغ عددهم 41 مليون نسمة. الوكالات