ساد الهدوء كينيا اليوم الاثنين بعد يومين من الاعلان الرسمي عن فوز أوهورو كينياتا كرابع رئيس منتخب للبلاد فيما أبدت المحكمة العليا الكينية استعدادها للتعامل مع طعون الانتخابات "بشكل عادل ومنصف وفي الاطار الزمني الذي يحدده القانون والدستور". وكانت نتائج الرئاسيات اسفرت عن فوز كينياتا بنسبة 07ر50 بالمائة من اصوات الناخبين وذلك عقب اعادة فرز الأصوات يدويا مما تسبب في تأخر اعلان النتائج . وقدم رايلا أودينغا (رئيس الوزراء المنتهية ولايته) الذي خسر سباق الرئاسة التماسا إلى المحكمة العليا مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية استمرت أسبوع حيث أن البلاد ظلت معلقة في انتظار النتائج النهائية. وأعلن اودينغا رفضه لنتيجة الانتخابات وطالب انصاره بتجنب أعمال العنف موضحا انه سيقبل حكم المحكمة معتبرا ان عملية فرز الاصوات شهدت تزويرا حيث أن عدد من انصار ائتلافه لم يستطيعوا دخول مراكز فرز الاصوات. واوضح أودينغا أن عدد الاشخاص الذين ادلوا باصواتهم كان يتخطى عدد الناخبين الذين تم تسجيلهم في مكاتب الاقتراع مشيرا إلى أنه لم يدعو إلى تنظيم مظاهرات. ووفقا لتقارير اعلامية فان المرشحين في الانتخابات الرئاسية اعترفوا بهزيمتهم في الانتخابات مؤكدة انه يوجد من يؤيد أودينغا في معرفة حقيقة عدم تشغيل النظام الالكتروني فيما يؤكد البعض الاخر على طي صفحة الانتخابات. ويواجه "كينياتا" الذي فاز في الانتخابات الرئاسية موقفا حرجا بسبب إصرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي على مثوله أمامها بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بعد انتخابات عام 2007 التي أسفرت عن مقتل نحو ألف شخص وإجبار نحو 600 ألف على النزوح بعيدا عن منازلهم. وتعهد الرئيس المنتخب "بالالتزامات الدولية لبلاده ومواصلة التعاون مع كل الدول والمؤسسات الدولية بما يتماشى مع هذه الالتزامات. وقال كينياتا في خطاب توليه الرئاسة أنه يتوقع من المجتمع الدولي "احترام سيادة كينيا وارادتها الديمقراطية" دون أن يشير مباشرة الى المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاي التي وجهت إليه الاتهامات . وأضاف "نقر بالتزاماتنا الدولية ونقبل بها وسنواصل التعاون مع كل الدول والمؤسسات الدولية بما يتماشى مع هذه الالتزامات". وأشارت دول غربية قبل الانتخابات الى ان العلاقات الدبلوماسية مع كينيا ستكون "معقدة "اذا انتخب كينياتا بسبب التهم الموجهة اليه من المحكمة الجنائية الدولية. فيما نفى كينياتا ونائبه الذي خاض الانتخابات الى جانبه وليام روتو والذي وجهت له المحكمة اتهامات ايضا التهم الموجهة اليهما وقالا أنهما سيتعاونان مع المحكمة حتى بعد توليهما الحكم لابراء ساحتهما. ووعد كينياتا بالعمل مع الكينيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية لبناء البلاد. وقدم الشكر لمنافسه رايلا اودينغا قائلا إنه خاض "حملة قوية" لكنه في نهاية الخطاب قال أن "كينيا ليست في حاجة الى التنافس على الزعامة".