سعدية ايدير، فنانة من مواليد 1983، تنحدر من قرية "اث فراح بالأربعاء ناث ايراثن" من بين الفنانات الشابات اللاتي حذون حذو عميدات الأغنية والفن التقليدي بمنطقة القبائل، في زمن كانت تعاني فيه المرأة من ضغوطات حدت من ظهورها في مختلف الميادين والمجالات.. فنانات كافحن وناضلن من أجل إثبات وجودهن وتحقيق طموحاتهن، وإيصال فنهن إلى العالمية وتقديم فن راق، وتعبيد الطريق للجيل الحالي أمثال الفنانة سعدية ايدير التي سارت على نهجهن بالرغم من المخاوف التي حاصرتها من كل جانب خاصة نظرة المجتمع للمرأة الفنانة والمغنية، والتي دفعت بها إلى الاعتزال حتى قبل أن يسطع نجمها.. قالت سعدية ايدير ل«الشعب"، إن والدها هو من دفعها للعودة إلى عالم الفن، بعد سنوات طويلة من الغياب، حيث أوصاها قبل وفاته في حادث أليم، بعدم وأد موهبتها الفنية، لتقول: "بعد ثلاث سنوات عن رحيله، قررت العودة للفن والذي كان بداية لتجاوز ألمي، من خلال بوابة دار الثقافة مولود معمري". الفنانة سعدية ايدير أكدت على أن المرأة ليست مجرد صوت نسوي أو أنثوي تشارك في الأغاني الثنائية أو المجموعات الصوتية، وإنما هي فنانة لها مبادئها وأخلاقها، مستقلة بأغانيها وأشعارها، كما أنها تلعب دورا كبيرا في ترسيخ وترقية الثقافة من خلال الغناء الجميل والنظيف الذي يخدم المجتمع ويقدم إضافة للفن الجزائري، وتوريثه للأجيال الصاعدة التي تحتاج إلى تأطير في هذا الميدان، بعيدا عن الفلكلور والرقص فغير الهادف، مشيرة إلى أن عملها يندرج في إطار البحث ونفض الغبار على عديد الأنواع الفنية والأغاني التي توارثتها الأجيال عن طريق التناقل الشفوي، وهو الأمر الذي تحرص عليه من خلال عودتها إلى عالم الفن وصعودها على ركح دار الثقافة مولود معمري. الفنانة سعدية ايدير التي غنت للوطن، المرأة إلى جانب المعاناة والأمل، تنتمي إلى عائلة فنية عريقة، فهي زوجة ابن الفنان لونيس ايت منقلات والذي غنت معه في أكثر من مناسبة، نصحها "أن الفن ليس مجرد صوت جميل وإنما أخلاق ومبادئ وقيم لبناء مشوار فني يتذكره الجميع".