عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وفاة أحد أهم رموز الأغنية الجزائرية بطابعها القبايلي “إيدير” والذي وافته المنية هذا السبت، عن الخسارة التي سيعرفها الوسط الفني برحيل فنان دافع عن الإنسانية والمدافع عن الحرية. وقال إيمانول ماكرون في تغريدة نشرها في حسابه الرسمي بتويتر “برحيل الفنان إيدير فإن صوتا فريدا انطفأ، وأن الشعر الذي تحمله أغانية سيستمر صداه بين ضفتي المتوسط لوقت طويل” مضيفا” أن الأخير كان يغني أصوله القبائلية بحنين مغترب يدافع عن الأخوة بين الشعوب وبآمال إنسانية”. من جهته أكد الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند أن “إيدير قد سحر بفنه أجيالا كاملة على إيقاع ألحانه اللطيفة والرائعة والمحرّكة”، لتليه عمدة باريس، آنا هيدالغو التي أشادت “بالالتزام الإنساني “للفنان الجزائري. وفي تغريدة له، أشاد الفرنسي باتريك برويل الذي غنى في أداء ثنائي مع إيدير، “بالصوت العظيم” للمرحوم، بينما أعرب رئيس الجمعية الفرنسية “SOS Racisme”، من جانبه، عن حزنه لتلقيه خبر وفاة إيدير الذي يعتبر “مَعلم الأغنية ورجل الثقافة والحوار”. من جهتها، كتبت الوزيرة الفرنسية السابقة، نجاة فيلود بلقاسم على وسائل التواصل الاجتماعي: “اعلم أنك واحد منا وأنك تركت في كل واحد منا حزنا لا يطاق”. ..فنانون وشخصيات سياسية ينعون فقدان نموذج للفن توافدت العديد من رسالات التعزية, غداة رحيل عميد الأغنية القبائلية “إيدير”, من طرف الفنانين الذي وقفوا وقفة إجلال ترحما على روح الفقيد الذي انتقل إلى جوار ربه عن عمر ناهز 71 سنة, بعدما أفنى عمره خدمة للثقافة متخذا من الفن أداة للنضال من أجل الهوية. واعتبر الفنان آيت منقلات رحيل الفقيد نهاية عهد بالنسبة “لأغانينا”, متذكرا قول الراحل, في آخر زيارة قام بها آيت منقلات له, “صعودي إلى الخشبة لن يكون بالأمر الهين”. في حين قال عميد الأغنية القبائلية العصرية, تاكفاريناس, بأن نبأ وفاة الفنان إيدير نزل عليه كالصاعقة, ذاك المطرب الذي فتح “بعد إصدار أول ألبوم له, أبوابا لم تقرع منذ قرون من قبل”. هذا وأكد من جهته, بوجمعة أقراو, أحد أفراد الفرقة الموسيقية القديمة أقراو (الثورة) إلى جانب تاكفاريناس, أن “الأغنية القبائلية تقفد برحيل الفنان إيدير أحد سفرائها”. وهو نفس الشعور الذي تقاسمته إياه الفنانة مليكة دومران, عميدة الفولكلور القبائلي, التي تذمرت لفقدان “سفير الأغنية العصرية”. واعتبر المطرب والملحن مولود زدك أن الموسيقى القبائلية فقدت أحد مقاماتها برحيل الفنان القدير إيدير, واصفا إياه ب “الشاعر ورجل السلام والصوت الذي يحظى بالاحترام”. في حين يعني رحيل الفنان إيدير بالنسبة للمطرب العصري الناطق بالقبائلية, براهيم طيب, فقدان عالم الفن لواحدة من أيقوناته باللغة القبائلية. “إيدير من بين الفنانين الذين اسعدوا كل الجزائريين لكن أعماله ستبقى خالدة للأبد و ستحيي ذكراه”, يضيف الفنان، ومن جهته, نشر الفنان كريم ابرانيس رسالة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أعرب من خلالها عن حزنه عقب تلقي هذا الخبر الحزين، أما المغنية أمال زان فقد أعربت عن تأثرها الشديد بوفاة إيدير الذي رافقت أغانيه حياتنا و حفلاتنا و هي الأغاني التي تذكر بأهمية الحفاظ على هويتنا. ويعتبر الفنان الراحل حميد شريت, المعروف باسم إيدير, من بين سفراء الأغنية القبائلية المعاصرة في العالم كله حيث أحيى حفلات في العديد من القاعات عبر العالم، ويشمل السجل الموسيقي للفنان إيدير حوالي 10 ألبومات، أصبح إيدير مشهورا في سنوات السبعينات بفضل أغنية “أفافا إينوفا” وهي أغنية عالمية نشرت في ما لا يقل عن 77 بلدا وترجمت إلى حوالي عشرين لغة. في قرابة 50 سنة من النشاط، نجح إيدير في رهان المسار الفني المنتظم في خدمة التراث الثقافي الجزائري، مع بعث للغته الأم في أغنيته الأخيرة “هنا وهناك” التي أداها مع أسماء كبيرة في الأغنية الفرنسية.