لليوم ال155 من الحرب على غزة، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني قصفها الجوي والمدفعي على مختلف مناطق القطاع، بينما يهدد الجوع مئات آلاف المحاصرين شمال غزة. وفي جانب إيصال المساعدات، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عزم بلاده إنشاء ميناء مؤقت على ساحل غزة لاستقبال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر. بينما تتكثّف الجهود في محاولة قد تكون الأخيرة لتأمين اتفاق وقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان. يوم آخر من العدوان الغاشم شهدته أمس مختلف مناطق قطاع غزة، حيث شنّ الاحتلال الصهيوني غارات على الشمال، في منطقة الشيخ زايد وشارع غزة القديم في جباليا البلد، فيما وصل شهيد وعدة مصابين إلى مستشفى الشفاء بعد إطلاق الاحتلال النار على الفلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات عند دوار النابلسي. وأفادت الانباء باستشهاد فلسطينيين في استهداف طائرات الاحتلال لمنزلين في رفح، تعودان لعائلة أبو سلمية، كما أصيب 22 آخرون، معظمهم من النساء والأطفال، نقلوا جميعا إلى أبو يوسف النجار بالمدينة. كما أطلقت مدفعية الاحتلال الصهيوني عدة قذائف صوب خيام الناجحين في المواصي في مدينة رفح، ما أدى لإصابة 9 نازحين، ونقلوا الى المستشفى الكويتي. وفي وسط القطاع، أطلقت الدبابات الصهيونية عدة قذائف في محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح ما تسبب بإصابة 7 مواطنين، نقلوا إلى ذات المستشفى. وفي مدينة غزة، قصفت طائرات الاحتلال منزلين في حي الزيتون، ومنزلا في حي تل الهوى، ورابعا في حي الصبرا، ما أدى الى ارتقاء 4 شهداء وإصابة 15 آخرين. وفي جباليا شمال القطاع، قصفت الطائرات الحربية الصهيونية منزلين في المخيم ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة 3 آخرين. ميناء مؤقت بأمر من بايدن إنسانيا، أعلنت منسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ أنّ إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني عن طريق إلقائها من الجو أو إيصالها عبر البحر لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يشكل "بديلاً" عن إيصالها عن طريق البرّ. وقالت كاغ للصحفيين في ختام جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك: "لقد تحدثت عن أهمية تنويع طرق الإمداد البرية. هذا الحل يبقى الأمثل، لأنّه أسهل، وأسرع، وأرخص، خاصة أنّنا نعلم أنّنا في حاجة لمواصلة إيصال المساعدات الإنسانية لسكّان غزة لفترة طويلة من الزمن". وتعليقاً على المساعدات الإنسانية التي تمّ أخيراً إلقاؤها من الجوّ فوق القطاع الفلسطيني قالت كاغ "أعتقد أنّ هذه العمليات هي رمز لدعم المدنيين في غزة. إنها مجرد قطرة في محيط، وهي ليست كافية على الإطلاق".وشدّدت الوزيرة الهولندية السابقة التي عيّنها مجلس الأمن الدولي في ديسمبر في منصب "كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة" على أنّ "الجو والبحر لا يمكن أن يشكّلا بديلاً عمّا نحتاج لإيصاله عبر البرّ". ورحّبت المسؤولة الأممية أيضاً بالقرار الذي اتّخذه الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه السنوي حول حال الاتحاد لجهة إنشاء ميناء مؤقت في غزة لإيصال المساعدات إلى القطاع عن طريق البحر، مشيرة إلى أن "دولاً كبرى" أخرى ستنضمّ إلى هذا "الممرّ البحري" الذي سينطلق من قبرص. من جهته، قال السفير الياباني يامازاكي كازويوكي الذي تتولّى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في شهر مارس الجاري إنّ "أعضاء المجلس أكّدوا من جديد أهمية الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحّة في غزة بكل الوسائل الممكنة". قيود صهيونية من ناحيته، أوضح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنّ الشاحنات التي تصل إلى معبر رفح المصري يتمّ تفتيشها ثم تفريغها ثم إعادة تحميلها عند دخولها القطاع في شاحنات تكون في كثير من الأحيان أصغر حجماً وعددها غير كاف.وتؤكد منظمات إغاثة أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة تبقى شحيحة جدا. وتخضع قوافل المساعدات التي تدخل برا لموافقة مسبقة من الاحتلال. مفاوضات الهدنة من ناحية ثانية، يحاول الوسطاء تبديد العقبات التي تواجه مفاوضات هدنة غزة، ويكثّفون الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال قبل حلول رمضان. وما زالت العراقيل قائمة بسبب خلافات حول جملة من النقاط، أبرزها أن حماس تشترط "الوقف الشامل للعدوان والحرب ولاحتلال قطاع غزة"، و«البدء بعمليات الإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار"، لكن سلطات الاحتلال ترفض هذا الشرط، مؤكدة نيتها مواصلة هجومها حتى تحقيق هدفها الذي حددته منذ بداية الحرب، وهو "القضاء على حماس"، كما تشترط في الوقت نفسه أن تقدم لها حماس قائمة محددة بأسماء الأسرى الذين ما يزالون محتجزين في قطاع غزة.