تقرع حرب الإبادة في قطاع غزة، شهرها السادس، ولا مؤشّرات في الأفق عن قرب نهايتها، فالقصف والقتال مستمرين، والأزمة الإنسانية تصنع مشاهدة مروّعة والغموض يلف الهدنة. كعادته منذ 152 يوما، يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه الدموي على قطاع غزة، حيث جدّد استهدافه لمنتظري المساعدات الإنسانية، وشن غارات عنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، وقصف جباليا البلد ومخيم جباليا وبيت لاهيا وخان يونس، ونسف بيوتا على رؤوس سكانها وذكرت تقارير صحفية أن عددا من الشهداء ارتقوا جراء قصف صهيوني لحي سكني في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى كمال عدوان بالقطاع. وفي جنوب وشرق مدينة غزة، استهدفت مدفعية الاحتلال، حي الزيتون الذي يشهد منذ أسبوعين، معارك قوية بين الفصائل الفلسطينية وقوات الجيش الصهيوني التي تحاول التوغل إليه، كما أطلق الاحتلال الرصاص على مدنيين فلسطينيين لدى سعيهم للحصول على مساعدات في غزة. وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال المدنيين عند انتظارهم أو سعيهم للحصول على المساعدات في ذات المنطقة، إذ نفّذت قوات الاحتلال مجزرة الخميس الماضي بحق مدنيين تجمعوا في شارع الرشيد للحصول على المساعدات، ما خلّف أكثر من مئة شهيد. وذكرت مصادر طبية أن 16 فلسطينيا استشهدوا وأصيب آخرون، في قصف صهيوني استهدف منزلا يعود لعائلة الفقعاوي قرب المستشفى الأوروبي شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة، كما ارتفع عدد الشهداء جراء غارات للعدو على منزلين في مدينة رفح إلى 19 شهيدا. نسف مساكن آهلة كما أعلنت وزارة الصحة بغزة، أمس، عن ارتكاب جيش الاحتلال 13 مجزرة جديدة ضد العائلات الفلسطينية، راح ضحيتها 124 شهيد، إلى جانب إصابة 210 آخرين. ولفتت الوزارة إلى أن هناك عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، وتمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم. ويشن الاحتلال بالموازاة مع هجماته القاتلة حرب تجويع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك عبر استهداف مصادر الحياة الأساسية، وعرقلة المساعدات الإنسانية. وتتصاعد حدة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بشكل متسارع، لا سيما في الشمال، الذي سجلت فيه حالات وفاة بين أطفال ومسنين؛ بسبب قلة الغذاء جراء الحصار الصهيوني. حملة انتخابية وبالتزامن مع التصعيد العسكري الصهيوني، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر لم تكشف عن هويتها، إن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، دعت لعدم تجاهل غضب من يعتبرون أن الرئيس جو بايدن لم يقم بما يكفي لمنع مقتل عشرات الآلاف بغزة. ووفق المصدر ذاته، حثت هاريس إدارة بايدن على عدم تجاهل غضب الأمريكيين الفلسطينيين وغيرهم، مما يجري في قطاع غزة. جاء ذلك بعد وقت قصير من مناقشة هاريس مع عضو مجلس الحرب الصهيوني بينيغانتس الذي يزور واشنطن حاليا، "ضرورة التوصل لصفقة أسرى وزيادة تدفق المساعدات إلى غزة وحماية المدنيين". فيما قال الرئيس الأمريكي في تصريحات للصحفيين، ليل الإثنينإلى الثلاثاء، إنه لن يتوقف عن الضغط حتى التوصل لاتفاق "يضمن إطلاق الاسرى الصهاينة، ووقفا فوريا لإطلاق النار في غزة لمدة 6 أسابيع". ويبدو أنّ هذه التصريحات تدخل في إطار السباق الانتخابي الأمريكي لا أكثر ولا أقل، فلو كانت إدارة بايدن تعير انتباها لمواقف المتعاطفين مع الفلسطينيين لما اعترضت ثلاث مرات في مجلس الأمن على مشاريع قرارات تنصّ على وقف الإبادة التي يرتكبها الصهاينة في غزة. اعتقال أسرى محرّرين بالضفة في الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال أمس الثلاثاء، 11 فلسطينيا من محرّري الصفقة الأخيرة، بينهم الأسيرة المحررة حنان البرغوثي شقيقة الأسير نائل البرغوثي والمفرج عنها بصفقة التبادل في نوفمبر الماضي، وزوجته الأسيرة المحررة إيمان نافع. وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الأسرى المحررين باجس البرغوثي، ومحمد عطيوي، ومؤمن البرغوثي، وإيهاب البرغوثي، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها في بلدة كوبر.