لليوم ال150 يواصل الكيان الصهيوني حرب إبادته ضدّ الفلسطينيين، حيث نفذت قوات جيشه الدموي مجازر مروعة طالت مدن وأحياء في خان يونس ودير البلح و رفح وسط وجنوب قطاع غزة، ومناطق جباليا والصفطاوي شمالا، مخلّفة عشرات الضحايا، معظمهم أطفال ونساء. وترافق ذلك مع إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولاياتالمتحدة أسقطت جوا الحزمة الأولى من المساعدات على غزة، وأيضا مع اجتماع الوسطاء بالقاهرة مجددا للبحث عن اتفاق لوقف إطلاق النار. يوم دموي آخر مرّ أمس على الفلسطينيين،استشهد وأصيب خلاله عشرات الأبرياء الذين تعرّضت منازلهم للقصف. فقد أفادت مصادر طبية في القطاع، باستشهاد 4 مواطنين على الأقل وإصابة عدد آخر بعد قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الكحلوت في شارع الصفطاوي شمال مدينة غزة. وكان قد ارتقى 14 مواطنا بينهم ستة أطفال وعدد من المفقودين، إثر قصف طائرات العدو منزلا من ثلاثة طوابق لعائلة أبو عنزة في حي السلام شرق رفح. وفي خان يونس، نفّذت آلة الحرب الصهيونية قصفا عنيفا من الطيران والمدفعية، بالتزامن مع تقدم آليات الاحتلال باتجاه أبراج حمد وإطلاق القذائف والنار على منازل المواطنين، حيث استهدف منزل لعائلة العالول في حي الإسراء 2 غرب مدينة حمد. وفي شمال ووسط القطاع، استشهد وأصيب عدد من المواطنين في غارة استهدفت منزلا وسط مخيم جباليا، وأصيب آخرون بقصف الاحتلال مجموعة من الأهالي غرب مخيم النصيرات وسط القطاع. الاحتلال يهاجم "50 هدفاً" في خان يونس هذا، وقال الجيش الصهيوني أمس، إنه شنّ 50 هجمة في 6 دقائق على خان يونس، في واحدة من أعنف الهجمات التي تتعرض لها المدينة. وأوضح الجيش في بيان، أن الهجمات شاركت فيها الطائرات المقاتلة بمساعدة قوات المدفعية. وأضاف البيان أن من بين الأهداف التي تمّت مهاجمتها بنى تحتية تحت الأرض، ومباني عسكرية، ومواقع لإطلاق النار، ونقاط تجمع لمسلحين. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الأحد، ارتفاع عدد الشهداء جراء القصف الصهيوني على القطاع إلى 30 ألفاً و410، وإصابة 71 ألفاً و700 منذ السابع من أكتوبر الماضي. وأضافت الوزارة في بيان أن 90 شخصاً ارتقوا و177 أصيبوا، جراء القصف الصهيوني على القطاع خلال ال24 ساعة الماضية. وأكدت وزارة الصحة أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات؛ إذ يمنع الصهاينة طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم. محادثات حول الهدنة على صعيد جهود وقف إطلاق النار، عقد أمس بالقاهرة اجتماع للبحث عن صيغة مقبولة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بعد أن لجأت حكومات أجنبية إلى إسقاط مساعدات جوا للمدنيين في القطاع. و شارك في الاجتماع وفد حماس برئاسة خليل الحية نائب رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة. واشترطت سلطات الاحتلال لإرسال وفدها إلى القاهرة ،حصولها على قائمة كاملة بأسماء الأسرى الصهاينة الذين ما زالوا على قيد الحياة. بينما تمسّكت حماس بموقفها وقالت أنها لم تتزحزح عن مبدأ بأن تكون أي هدنة مؤقتة بداية لعملية تسير نحو إنهاء الحرب تماما. وتزايدت خلال الأيام الماضية الآمال بتحقيق أول وقف للقتال منذ نوفمبر في أعقاب جولة من المحادثات بوساطة قطر ومصر في الدوحة وإشارات من الرئيس الأمريكي جو بايدن بقرب التوصل إلى اتفاق. وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية السبت، إن إطار التهدئة لمدة ستة أسابيع صار قائما بموافقة الاحتلال وإن الأمر يعتمد الآن على موافقة حماس على إطلاق سراح الأسرى الصهاينة في غزة. وأضاف للصحفيين، "الطريق إلى وقف إطلاق النار الآن حرفيا في هذه الساعة واضح ومباشر. وهناك اتفاق مطروح على الطاولة. هناك اتفاق إطاري. وقد قبله الصهاينة بشكل أو بآخر". وتابع "المسؤولية الآن تقع على عاتق حماس". وقال بايدن، إنه يأمل أن يتمّ التوصل لوقف إطلاق نار قبل حلول شهر رمضان الذي يبدأ بعد أيام. ويواجه بايدن وغيره من قادة العالم ضغوطا متنامية لتخفيف المعاناة المتزايدة للفلسطينيين بعد خمسة أشهر من الحرب والحصار الصهيوني الوحشي. وتقول الأممالمتحدة إن ربع سكان القطاع أي نحو 576 ألفا على بعد خطوة من المجاعة. وقتلت القوات الصهيونية الخميس 118 فلسطينيا كانوا يحاولون الوصول إلى قافلة مساعدات قرب مدينة غزة، ما أثار موجة غضب عالمية بسبب الكارثة الإنسانية. وبعدها بيوم أعلن بايدن عن خطط لإسقاط مساعدات أمريكية جوا السبت. وقد تعرّض التصرّف الأمريكي لكثير من الغرابة وحتى التهكّم، وتساءل كثيرون كيف ترسل أمريكا الامدادات للفلسطينيين وهي التي تحول دون إصدار مجلس الأمن الدولي لقرار بوقف الإبادة التي تطالهم، وهي أيضا التي تزوّد الجيش الصهيوني بالسّلاح الفتاك الذي يستعمله لقتل نساء وأطفال فلسطين الأبرياء.