يتميّز شهر رمضان المبارك عند الكثير من العائلات المستغانمية بحضور طبق لا تحلو المائدة الرمضانية من دونه، إذ يتربّع طبق "الكارانتيكا" على عرش المائدة طيلة الشهر الكريم. لا يقتصر أكل طبق "الكارنتيكا" على الأيام العادية فقط بل أصبح حضورها ضروريا على موائد الكثير من العائلات المستغانمية طيلة شهر رمضان الفضيل، حيث يكثر الطلب على هذا الطبق الشعبي الذي يرافق حساء "الحريرة" أو "الشربة" التي تنتشر رائحتها في كل بيت خلال إعدادها ساعات قبيل الإفطار. وبالرغم من تنوّع وتعدّد الأطباق العصرية والمقبلات التي أصبحت تقدمها العائلات على مائدتها الرمضانية، إلا أنها لم تستطع زحزحة طبق "الكارنتيكا" المتربع على عرش مائدة الإفطار الرمضاني بمختلف أنحاء الولاية، ولا يزال الإقبال عليها كبيرا عبر المحلات التي تشتهر بها. وفي هذا الصدد، يؤكّد عدد من المقبلين على محل بيع "الكارانتيكا" المعروف ب "كحلة" الذي يعد قبلة كل المستغانميين، على أنّ مائدة رمضان لا تحلو من دونها، وهي الطبق المفضّل الذي يفتح الشهية ويزين المائدة الرمضانية. من جهتها، أكّدت خالتي "نصيرة" على أنّ حضور طبق "الكارانتيكا" على المائدة الرمضانية لم يكن موجودا من قبل، وهو عادة جديدة انتشرت أوساط العائلات بسرعة قائلة "أنه ليس من عادتنا تحضير طبق الكارنتيكا في شهر رمضان، وهي عادة جديدة لم تكن من قبل". للإشارة، تعتبر أكلة "الكارنتيكا" من أصل إسباني، إذ يعود ظهورها حسب عدد من الروايات خلال القرن الثامن عشر، بوهران غرب الجزائر، إبان حقبة الاحتلال الاسباني، حيث قام الباي العثماني بوشلاغم بمحاصرة حصن الجنود الإسبان لعدة أيام، ما أدّى إلى نفاذ المخزون الغذائي، ولم يتبقّ بالمطبخ سوى كيس واحد من الحمص، ما جعل الطباخ يقوم بطحنها وتحضير طبق أصبح يطلق عليه اسم "الكلانتيتا" أي الدافئ باللغة الإسبانية، نظرا لأن الطبق يؤكل ساخنا.