أذابت الأسواق الجوارية والفضاءات التجارية مخاوف المستهلكين بولاية الشلف من الوفرة والأسعار المعقولة، خاصة تلك التي تضمنها بعض مؤسسات اللحوم المستوردة منها والمحلية، ناهيك عن تعاونيات الحبوب والبقول الجافة وبعض الخواص الذين اندمجوا في تعليمات السلطات العليا لتوفير الحاجيات للمواطنين بالأسعار تليق بالشهر الكريم شهرة الرحمة والتضامن. مكّنت جولتنا الميدانية لمختلف الأسواق الجوارية والفضاءات التجارية ونقاط البيع المباشرة، من الوقوف على حقيقة الوفرة للمواد الاستهلاكية وبأسعار بدّدت مخاوف المستهلكين والمتسوقين الذين وجدوا في التعليمات التي أسدتها السلطات العليا لمهني القطاع ومديرية التجارة والفلاحين والتجار، وقعا ملموسا في الاستجابة والتطبيق الميداني. مجال الأسواق الجوارية ونقاط البيع التي اعتمدتها الولاية ومصالح إدارة التجارة للتسوّق في عدة بلديات، قد لقيت إقبالا كبيرا وتوافدا دون زحمة واكتظاظ أو تدافع أمام هذه الفضاءات التجارية، فنقطة السوق الجواري بالمطعم الجامعي الشهيد ابن الدين بوسط مدينة الشلف، الذي يستقطب عددا كبيرا من المتسوقين لاحتوائه على مختلف السلع والمشتريات بأسعار معقولة برأي المواطنين الذين استحسنوا هذه الاجراءت العملية التي تطبق ضمن آليات ضبط السوق والتحكّم في الأسعار، التي تتيح للمستهلك اقتناء حاجياته في راحة وهدوء ورضى، مقارنة بالأسعار المعروضة خاصة في مادة اللحوم الحمراء والبيضاء التي عادة ما تكون سلطان المائدة الرمضانية على حدّ قول الحاجة مريم وزوجة ابنها لمياء التي رافقتها من أجل اقتناء ما يلزمها من كميات من هذه المادة لقضاء أيام الشهر الفضيل، تضيف محدثتنا بكل اطمئنان وارتياح. فلحم البقر المستورد الذي تمّ ضبط سعره ب1200 دج، من دون عظم لقي ارتياح الزبائن حيث لا يستغرق الوقوف أمام متجر إلا حوالي 20 دقيقة ليظفر المشتري بالكمية التي يطلبها، أوضح كل من محمد ورفيقه تاج الدين من حي الشارة. كما وجدت عائشة وابنتها الفرصة من أجل اقتناء لحم الدجاج من إحدى المؤسسات الخاصة وبسعر حدد ب380 دج للكيلوغرام، في حين بخصوص لحم الأغنام المحلي، فإنه تمّ تخفيض سعره من 2800 دج إلى 2200 دج، أما لحم البقر فقد حدد سعره لدى التجار المحترفين داخل قصاباتهم ب1500 دج عوض 1900 دج، أي السعر الذي كان يباع به قبل أيام من رمضان الكريم، حسب شهادات الأشخاص الذين تحدثت "الشعب" إليهم. كرم هذا الشهر العظيم مسّ البقوليات الجافة التي فضلت مؤسسة تعاونية الحبوب بسدي عكاشة، فُتح جناح لها لبيع منتوجاتها فالحمص من الحجم الكبير، قدر بنحو 360 دج والمتوسط الحجم بثمن 260دج والأرز الأبيض ب135 دج أما الفاصوليا، فقد استقر سعرها عند 280 دج، بينما العدس الأحمر فثمنه قدر ب175 دج للكيلوغرام الواحد، أما لحم الديك الرومي، فقد وصل سعره إلى 780 و870 دج. كما وقفنا على توفر كل المنتوجات والمواد الغذائية التي تتطلبها مائدة رمضان وبالكميات الهائلة، حيث بددت هاجس الندرة لأن البعض حاول الترويج لأخبار كاذبة. وإلى جانب ذلك عرفت الفضاءات الأخرى بيع وحدة البيض بسعر قدر ب450 دج، ونفس الأسعار وقفنا عليها عند الفضاء التجاري بحي بن سونة ستي شوب. يذكر أن هذا التواجد بالأسواق والفضاءات التجارية، تدعم بفضل فتح مجمعات تجارية جديدة، كما هو الحال بالشطية وواد الفضة والتي استقطبت جموع الزبائن الذين وجدوا ما يحتاجونه من مواد غذائية متنوعة. ومن جانب آخر، فإن مادة التمور التي تستهلك كثيرا في الإفطار والسحور عند العائلات الشلفية، صارت أثمانها في متناول الجميع وبأسعار معقولة جدا تتراوح بين 200 و250 دج. والأمر سار كذلك بالنسبة إلى السلع المعروضة بسوق حي بن سونة. وقد أرجع المتسوقون هذه الأسعار المنخفضة بتزايد عدد تجار الجملة الذين يفضلون التنقل إلى الولايات المنتجة واقتناء كميات كبيرة عبر شاحناتهم التي تتوزع على سوق الجملة بالمخرج الشمالي لعاصمة الولاية والأسواق الجوارية التي ينشط بها تجار التجزئة، الذين استجابوا للأسعار التي تظل في متناول المتسوقين، حسب تأكيدات أحد المهنيين في مجال تجارة التمور. هذه الأجواء الرمضانية في الأسواق الجوارية والفضاءات التجارية ونقاط البيع المراقبة، من طرف مصالح التجارة وفرق قمع الغش، التي تصاحبها المصالح الأمنية وأفراد من مديرية البيئة، صارت بحق مقصد المتسوقين والفضوليين الذين يستمتعون بالسلع المعروضة وأسعار مخفضة، حسب من تحدثوا إلينا في هذه الجولة الميدانية لأجواء التسوق في شهر رمضان الفضيل.