يعرف السوق التضامني المنظم بمناسبة شهر رمضان ببلدية عين البنيان في الجهة الغربية من ولاية الجزائر, إقبالا معتبرا لمواطني البلدية وكذا البلديات المجاورة الذين وجدوا في هذا الفضاء فرصة لاقتناء مختلف المواد و المنتجات الغذائية وكذا الخضر والفواكه واللحوم والأسماك المجمدة بأسعار ''معقولة''. ففي جولة على مستوى هذه السوق التضامنية الرمضانية بمحاذاة الحديقة العمومية بعين البنيان و التي تعرف مشاركة قرابة 100 تاجر يسجل عبر مختلف الأجنحة حركية كبيرة منذ الساعات الأولى من الصباح, وإقبال المواطنين الذين توافدوا على الفضاء المفتوح مع دخول اليوم العاشر من رمضان لاقتناء مختلف الحاجيات و المستلزمات المعروضة بالمكان "بأسعار تنافسية" ومنخفضة بنسبة تتراوح ما بين 20 الى 30 % مقارنة بأسعار الأسواق العادية. وقد احتضنت السوق التضامنية عددا من المؤسسات الناشئة و المدعمة من قبل الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب (أونساج) إضافة الى جناح خاص بالديوان الوطني المهني المشترك للخضر و اللحوم و الذي رفع شعار التسويق المباشر للسلع من المنتج الى المستهلك, اضافة الى جناح خاص بالديوان الجزائري المهني للحبوب و جناح تعاضدية الحبوب جزائر وسط. و يمكن للمتجول بين أجنحة هذه السوق التضامنية مشاهدة طوابير المواطنين الذين تهافتوا على أجنحة بيع منتجات الحليب ومشتقاته ومختلف أنواع السميد و الفرينة والعجائن التي نالت النصيب الاوفر من قائمة مشتريات قاصدي السوق إلى جانب جناح العصائر و المشروبات الغازية وجناح بيع اللحوم الحمراء الطازجة والمستوردة. و يفضل عدد من المتسوقين التجوال بين الاجنحة من أجل الوصول الى افضل العروض على غرار البطاطا ب40 دج ,الثوم 40 دج , الكوسة (القرعة) 85 دج , فلفل الحلو 85 دج الخيار85 دج والبصل 50 دج السلطة 120 دج الشمندر السكري 85 دج ,التمر 250 دج الليمون 280 دج والجزر ب 75 دج . من جهة أخرى يلاحظ الزائر للسوق أن سعر اللحوم في الجناح الوحيد المخصص لهذه المادة يختلف بنسبة معقولة عن أسعار التي تقدمها باقي الأسواق حيث يبلغ سعر لحم الخروف المحلي ب 125.00 دج أما لحم العجل المستورد بلغ 890 دج والهبرة البقري ب 980 دج ولاحظنا تهافت كبير للمواطنين على شراء اللحوم المحلية لجودتها كما يتم عرض بجناح آخر الأسماك المجمدة بأسعار تنافسية تتراوح ما بين 200 دج إلى غاية 750 دج منها الجمبري وفواكه البحر والكالامار و سمك الصومون . وأشار احد المواطنين الى ان الاسعار معقولة بالنسبة لبعض السلع كالعجائن والبقوليات والخضر والفواكه حيث هناك فارق يصل حتى 30 دج فرق بين السعر داخل السوق وخارجها على غرار الأرز ب90 دج و الحميصة 300 دج و العدس 145دج والفاصولياء ب145 دج والسمن ب210 دج لعلبة 500 غ والعجائن ب40 دج لعلبة تحوي 500 غ . وأوضح أحد المواطنين أنه يأتي كل يومين لإقتناء حاجياته من السوق قادما من بلدية الحماماتئ مؤكدا أن السوق التضامني بعين البنيان فرصة أيضا مناسبة للصناعيين و المنتجين للترويج لمنتجاتهم التي تنوعت بين المواد الغذائية و العصائر و الحليب و مشتقاته و الفواكه مما "سيساعد بشكل كبير على استرجاع المستهلك لثقته في نوعية المنتج المحلي". و أضاف المتحدث أن هذا الفضاء التجاري سمح للعائلات من إقتناء مختلف المواد الغذائية بأسعار "منخفضة" مقارنة بتلك المعروضة بالأسواق كونها تباع من المصنع أو المنتج إلى المستهلك مباشرة دون وساطة في حين دعا المتحدث إلى ضرورة تخصيص العام المقبل قطعة أرضية مهيئة وتتوفر على حظيرة واسعة كون الارضية التي إختيرت لإحتضان السوق هذه السنة غير مهيأة بصورة جيدة . من جهتها أكدت ربة بيت في العقد الرابع من عمرها أنها تفاجأت عند زيارتها لهذه السوق لأول مرة لإنخفاض أسعار مختلف المواد الغذائية و الفواكه مقارنة مع تلك التي تعود عليها المواطن على غرار الطماطم التي تعرض للبيع بسعر يتراوح ما بين 50 دج و 90 دج مقابل 120 دج و الفراولة ب150 دج مقابل 200 دج في السوق البلدي 8 ماي 45 وباقي الأسواق المجاورة الأخرى . و افادت ذات السيدة أنها تحرص منذ بداية شهر رمضان على اقتناء مستلزمات مطبخها من هذا السوق, مشيرة إلى أن "نوعية المنتج المحلي لا تختلف كثيرا في جودتها و نوعيتها عن تلك المستوردة" و التي تسوق بأسعار مرتفعة و هو الأمر الذي أكده أحد رواد هذا السوق مبديا أمله في أن يتوسع هذا السوق مستقبلا ليشمل اللحوم بأنواعها و كذا الملابس تحسبا لعيد الفطر. من جهته أكد السيد دهار العياشي ممثل لمديرية التجارة لولاية الجزائر ل/واج انه تم تجنيد زهاء 332 فرقة لمراقبة الجودة والنوعية وقمع الغش وكذا مراقبة الممارسة التجارية تم توزيع أعوانها على مستوى جميع الأسواق الجوارية والمساحات التجارية الكبرى بالعاصمة في إطار حماية المستهلك وتنظيم آلية السوق وضبطها "لضمان استقرار الأسعار و تفادي المضاربة". و أشار الى أنه قد تم بالعاصمة بمناسبة شهر رمضان افتتاح 9 أسواق جوارية بمشاركة أزيد من 550 متعامل اقتصادي وذلك بالتنسيق مع الاتحاد العام للتجار و الحرفيين الجزائريين حيث أن هذه الأسواق الجوارية ستبقى مفتوحة الى غاية نهاية شهر رمضان ومذكرا في هذا السياق أن ولاية الجزائر تضم 98 سوق يختص في بيع مختلف المنتوجات .