تزخر عاصمة الحضنة المسيلة بالعديد من المعالم الأثرية التي ما تزال شاهدة على تعاقب الحضارات، ومقصدا للعديد من السواح من مختلف الجنسيات، إلا أنها فقدت بريقها منذ جائحة كورونا (كوفيد 19)، وتعرض العديد منها للعوامل الطبيعية القاسية التي أثّرت بصورة كبيرة على العديد من الشواهد على غرار قلعة بني حماد وقصر البحر والمنار. تعرّضت قلعة بني حماد الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي لعاصمة الحضنة المسيلة، خلال السنوات الماضية للاهتراء بسبب العوامل الطبيعية وتراجع النشاط السياحي بسبب قلة المرافق، حيث دفع الوضع القائم مديرية الثقافة بالمسيلة إلى برمجة عملية ترميم ودعم المعلم الأثري قلعة "بني حماد" وكذا معلم قصر "البحر"، وقصر "المنار" من أجل إعادة التأهيل واستعادة البريق السياحي، حيث عرفت الأشغال تقدما كبيرا بلغت نسبتها 60 بالمئة. وتجري عملية الترميم والدعم بمتابعة مكتب دراسات مختص، ومتابعة رئيس المشروع ممثلا في الدكتور شتيح من جامعة الأغواط، ومقاول أشغال مختصة تحت مسمى عزمي للأشغال الكبرى، التي تملك خبرة كبيرة على المستوى الوطني، والتي قامت بالعديد من المشاريع على غرار القصبة في العاصمة وقسنطينة، خاصة وأن مديرية الثقافة تحرص هي الأخرى على التطبيق الصارم لتعليمات وزيرة الثقافة ومتابعة مستمرة ودورية للأشغال، وتطبيق دفتر الشروط مع احترام الآجال المحددة لاستكمال العملية في وقتها. في ذات السياق، تمّ الانطلاق في مشروع توسعة متحف الحضنة بعد اكتمال الإجراءات الإدارية والقانونية، انطلاقا من إعادة الدراسة بعد أن تم رفع التجميد عنه، لتباشر المقاولات عملية الترميم داخل المقر وإعادة تهيئته، وربط مختلف الشبكات وخاصة تلك المتعلقة بالجانب الأمني، خاصة كاميرا المراقبة بحكم ان المتحف يحتوي على العديد من الكنوز الأثرية ذات الأهمية البالغة. وحدّدت مدة الاشغال 07 أشهر من أجل إعادة فتح المتحف لاستقبال الزوار، بعد أن كان مشروع اعادة تهيئة المتحف مجمدا لمدة 11 سنة كاملة، أي منذ سنة 2012، حيث تحول العديد من زواياه الخارجية الى مكب للنفايات والى وكر للمنحرفين. وباعتبار المتحف من أبرز المنشآت الثقافية بالولاية ونظرا لموقعه الاستراتيجي، يحرص القائمون على مديرية الثقافة حرصا شديدا على هذا المشروع، والانتهاء في اقرب الآجال من أجل استرجاع المتحف بريقه ولعودة الزوار والباحثين. للإشارة، يقع المتحف في مقر بلدية المسيلة، ويحتوي على قاعة عرض في بناية ذات طابق ارضي وطابق علوي، وفيه الادارة وحديقة ومرآب سيارات. والمجموعة التي يحتويها المتحف تتكون من مجموعة جيولوجية تتوفر على بقايا الحيوانات والنباتات القديمة جدا، ومجموعة ما قبل التاريخ تعكس فترات ضاربة في القدم، بالإضافة إلى مجموعة بقايا أثرية تمثل فترة الاحتلال الروماني والبيزنطي والمشكلة من بعض البقايا المعمارية القلل، فوانيس الزيت، قطع نقدية وبعض الأثاث الخاص بطقوس الموتى، كذلك مجموعة التاريخ الوسيط المكونة من أغراض وجدت في موقع المحمدية القديم والفاطمية في القرن العاشر، وفيها قطع من السيراميك، أقداح زجاجية، شظايا من الخشب المنقوش وبعض الأغراض التابعة لقلعة بني حماد، ومجموعة حديثة تتكون من المخطوطات، وبعض أواني المطبخية التقليدية، وبعض الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء.