يتميّز الاحتفال بعيد الفطر المبارك بولاية النعامة بعدّة عادات وتقاليد خاصّة، وتختلف من عائلة إلى أخرى سواء من ناحية تحضير الأطباق التقليدية أو من حيث تنظيف وتزيين المنزل، حيث امتزجت بين العصرنة والمحافظة على العادات والتقاليد القديمة والتي تعد موروثا ثقافيا توارثه الاجيال. مع اقتراب ساعة الصفر لحلول عيد الفطر المبارك، تشرع ربات البيوت في تنظيف المنزل من جديد، خاصة خلال اليومين الأخيرين من شهر رمضان المبارك، سواء الأرضية أو استظهار بعض الافرشة والاواني الخاصة بالمناسبات فقط، من أجل أن يكون هذا اليوم مميزا عن بقية الايام الأخرى، وحتى تكون لهذا اليوم ميزة خاصة. ومن هذه التحضيرات يتم وضع فراش خاص وهو عبارة عن زربية كبيرة حمراء مزكرشة برموز مميزة، تضعه المرأة النعماوية خلال المناسبات أو الولائم فقط، يسمى بالفراش يستعمل كثيرا خاصة من طرف العجائز أو النساء الكبيرات في السن، فيما تفضل بعض السيدات تجديد الفراش العادي بفراش جديد، أو فراش يستعمل في المناسبات والولائم. ومن جهة أخرى يتم تحضير بعض الأواني خاصة صينية الشاي التي تطبع هذه المناسبة، ولها طابع خاص، عادة ما يتم استخراجها في الولائم فقط ذات الالوان الفضية أو النحاسية مع ابريق هو الآخر يكون مميزا ومن النوع الجيد وسكريتي الشاي والسكر، تحافظ السيدات لاستعمال هذا الطاقم من الاواني في المناسبات والولائم حيث يعطي لهذه المناسبات نكهة خاصة. الحناء والبخور زينة المرأة من بين العادات والتقاليد التي تتفنن فيها المرأة النعماوية خلال هذه المناسبات كذلك، وسواء كانت المرأة البدوية أو الحضرية، هي مواد الزينة، والتي تتمثل في الحناء، الكحل والمسواك، فمادة الحناء والمستعملة في الولائم والمناسبات الدينية أي الافراح، تعتبر مادة أساسية لزينة المرأة، تستعملها ليلة العيد في يديها وأرجلها، بعضهن تقمن بطلي اليدين والرجلين كاملين والبعض الآخر تقومن باستعمال تقنية الزخرفة لوضع بصمة خاصة بهذه المادة. كما أن ما يميّز هذه السهرة هو ذلك الجوّ الخاص الذي تصنعه البراءة التي تشارك هي الأخرى في هذه العملية، حيث يضع للأطفال كذلك الحناء سواء كانوا ذكورا أو اناثا، وأن كانت بعض النسوة يضعن مادة الحناء ليلة العيد فالبعض الآخر يفضلن وضعها بيومين أو ثلاثة قبل يوم العيد حتى لا يتم تلوّث البيت ببقايا هذه الحناء. وإلى جانب مادة الحناء تتزين المرأة بالنعامة بمادة الكحل والمسواك ليعطيها جمالا طبيعيا خاصا، ولوضع ميزة خاصة كذلك لهذا اليوم يتم تلطيف جو المنزل بالبخور، أو ملطف الجو والعطور بروائح مختلفة. مأكولات تقليدية وأخرى عصرية إذا كانت معظم أو كل العائلات تتفنن في صنع مختلف الحلويات لهذا اليوم السعيد لتقدم للضيوف مع مختلف المشروبات سواء كان شاي، قهوة أو عصير، فإن المرأة النعماوية هي الأخرى تقوم بصنع هذه الحلويات العصرية أي "القاطو" بمختلف أنواعه، كما أن معظم البيوت لا تخلو من تقديم بعض المأكولات التقليدية، التي ورغم العصرنة لاتزال بعض العائلات تحافظ عليها وتقدمها للضيوف مع الحلويات العصرية وللضيوف الاختيار ما يحلو لهم، ومن هذه المأكولات التقليدية نجد الرفيس، والمعكرة الذي يصنع من السميد الخشن والتمر، أو الخبز المبسّس مع التمر، وعائلات أخرى تحضر خبز المسمن والبغرير الذي يتم وضع معه السمن الاصلي الطبيعي - الدهان - أو العسل ويقدم للضيوف مع مشروب الشاي. فيما تفضل عائلات أخرى تقديم الطعام للضيوف بأنواعه الثلاث السفة أو الطعام الرقيق باللبن أو الحليب، الطعام الغليظ أو المردود وهذا منذ الصباح أي بعد رجوع المصلين من أداء صلاة العيد، فيما تكون وجبة الغذاء هي الطعام العادي أي المتوسط الذي يقدم بالمرق للضيوف أو للعائلة، وكل هذه الأطباق تقدم مع كأس الشاي والذي يطبعه ورق النعناع ورائحته الزكية، فالشاي مشروب رئيسي في مثل هذه المناسبات. تبادل التهاني والمغافرة بأسمى معاني التسامح والتكافل يتميز الاحتفال بعيد الفطر المبارك بولاية النعامة بتبادل الزيارات العائلية من أجل تبادل التهاني، والتغافر في جو أخوي ملؤه المحبة والتسامح والتكافل فيما بينهم، كما تشهد المقابر والمستشفيات حركة غير عادية وإقبالا كبيرا من طرف المواطنين للترحم على الموتى، وعيادة المرضى من أجل مغافرتهم والتخفيف عنهم. هذه أهم العادات والتقاليد التي تميز الاحتفال بعيد الفطر المبارك بولاية النعامة والتي لا تختلف كثيرا عن بقية مناطق الوطن، غير إنها لها بعض الخصوصية، تقوم بعض السيدات بالحفاظ على بعض العادات والتقاليد التي تعد جزءا من التراث أو الموروث اللامادي الذي يميز المنطقة، رغم العصرنة والتكنولوجيا، وتبقى أهم ميزة لهذا اليوم هو ذلك الديكور الجميل الذي تصنعه البراءة الفرِحة بملابسها الجديدة والالعاب التقليدية الخاصة، فعيد سعيد وعمر مديد وكل عام والجميع بألف خير.