شدّد مهنيون في قطاع الفلاحة في تصريحات ل«الشعب"، على أهمية الإحصاء العام الفلاحي، على اعتبار أنه إحدى ركائز لحقيق الاكتفاء الذاتي في الشُعب الأكثر استهلاكا بما يضمن تحقيق الأمن الغذائي، باستخدام اليد العاملة المحلية والمقدرات الوطنية. أكد الأمين العام للمجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الحبوب عبد الغاني بن علي ل«الشعب"، جاهزية المهنيين، على مستوى القطر الوطني، للمشاركة في الإحصاء الذي كان لابد منه، بعد التطور الذي عرفه قطاع الفلاحة، مشيرا أن نجاح عملية الاحصاء في فائدة الفلاحين من حيث اعتبارها أداة أكثر شمولية وأكثر دقة لمعرفة خصوصيات الإنتاج بحسب خصوصية كل منطقة وكل مجال انتاج. وقال بن علي، في تصريح ل«الشعب" إن انطلاق عملية الاحصاء، المتزامنة مع انطلاق حملة الحصاد والدرس، ستضع المكلفين بالإحصاء، على مقربة من الميدان والواقع، حيث سيتسنى لهم معرفة المساحات ونوعية البذور المزروعة، مشيدا في ذات السياق، بجملة التدابير التي اتخذها رئيس الجمهورية، بخصوص دعم شعبة الحبوب وإيلائها العناية البالغة، باعتبارها شعبة إستراتيجية ومحورية لتحقيق الأمن الغذائي. وأوضح الأمين العام للمجلس المهني المشترك لشعبة الحبوب، أن عملية الإحصاء ستفيد كثيرا شعبة الزراعات الاستراتيجية، بما فيها الحبوب والبقوليات والزيتيات وحتى الشمندر السكري، حيث ستوفر العملية كل المؤشرات الخاصة بالإنتاج، بحسب المناطق وبحسب كل مجال، حيث كان لابد من هذا القرار - بحسب الأمين العام للمجلس المهني للحبوب- من أجل التمييز بين المنتجين الحقيقيين، ومعرفة متطلبات الانتاج والمنتجين وآليات الإنتاج كذلك. وأضاف بن علي، أنه من بين ايجابيات عملية الإحصاء المزمع انطلاقها، والتي يباركها مهني وشعبة الحبوب، هوتحديد المنتجين الحقيقيين، مؤكدا أن المهنيين مستعدون لتقديم كل المعلومات التي من شأنها المساعدة في ضبط الأرقام والمؤشرات، من أجل سياسات فلاحية تنموية مستقبلية ذات فعالية. تصحيح الأخطاء السابقة قال عضو المجلس الوطني لشعبة البصل وشعبة البطاطا، حليلي العوني، إن العناية التي تبديها الدولة بقطاع الفلاحة، مصدرها الإرادة السياسية القوية لتصحيح الاختلالات والأخطاء السابقة، التي حالت دون تطور هذا القطاع الاستراتيجي كما تتطلبه التحديات الاقتصادية الراهنة والمستقبلية، في ظل أزمة عالمية للغذاء نتج عنها ارتفاع أسعار المواد الأولية والمواد الأساسية، موضحا أن الجزائر تنبهت في الوقت المناسب لمسألة الأمن الغذائي، التي تمثل جزءا من السيادة الوطنية. واعتبر عضو المجلس المهني لشعبة البصل، أن إجراء إحصاء شامل لقطاع الفلاحة في الجزائر، يعتبر أداة أساسية لفهم الوضع الزراعي وتطوير السياسات وتعزيز التنمية المستدامة في هذا القطاع الاقتصادي الاستراتيجي، مشيرا إلى أن لعملية الإحصاء أهمية كبيرة في توفير بيانات دقيقة وشاملة عن مختلف جوانب قطاع الفلاحة، مثل مساحة الأراضي المزروعة، وأنواع المحاصيل المزروعة، وتوزيع الإنتاج الزراعي، مما يساعد على تحليل الوضع الحالي وتوجيه السياسات الزراعية بشكل فعال. ويرى حليلي، أن البيانات الناتجة عن الإحصاء الزراعي، توفر معلومات أساسية لتطوير وتنفيذ السياسات الزراعية، مثل تحديد الأولويات الاستثمارية وتوجيه الدعم والمساعدات الحكومية، فضلا عن إمكانية استخدام البيانات الإحصائية لتقييم أداء القطاع الزراعي، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تطوير ودعم إضافي، وكذلك لتتبع التقدم نحوأهداف التنمية المستدامة. ويتوقع المنتج الفلاحي - المتحدث- نجاح الإحصاء العام للفلاحة، لاعتماده على الرقمنة والبرمجيات المتخصصة في جمع البيانات وتحليلها بشكل أسرع وأكثر دقة، فضلا عن توفر الخبرة المكتسبة لأعوان الإحصاء، التي ستمكن حتما من ضمان جودة البيانات المجمعة، في ظل الأهداف الرئيسية المحددة مسبقاً لعملية الإحصاء العام والشامل.ودعا العوني حليلي، إلى إطلاق حملة تحسيس وتوعية واسعة النطاق، بين الفلاحين والمربين الصغار، لتشجيعهم على المشاركة الفعالة في الإحصاء، وعدم تجنب أو عرقلة مهام الفرق المكلفة بالإحصاء.