تؤكّد جميلة فلاح، كاتبة وباحثة في مجال التراث اللامادي صاحبة عدة إصدارات ورئيسة جمعية جواهر الثقافية لولاية خنشلة، أنّ منطقة الأوراس ما زالت تحافظ على مجموعة من العادات والتقاليد الهامة والراسخة في الذاكرة، والتي تحمل مقاصد اجتماعية في المحافظة على تماسك الأسرة والمجتمع وذلك بمناسبة عيد الفطر المبارك. أوضحت الباحثة في حديثها ل "الشعب"، أنّ المرأة الاوراسية تقوم في اليوم الأول للعيد، في الشق المتعلق بالطعام بتحضير أطباق شهية ومعروفة لا تحضر عادة خلال شهر رمضان الكريم ويكون أساسها القمح والشعير كطبق الكسكس كون المرأة الأوراسية لا تحضره طيلة شهر رمضان والمختلف عن وجبة السحور المتكونة من طبق المسفوف والذي أساسه الكسكس النحيف. وفي نفس السياق تفضّل نساء أخريات تحضير طبق الشخشوخة سيد الأطباق التقليدية بأوراق الشخشوخة ومرق لحم الضأن، وهي عادة متجذرة لدى الأوراسيين منذ القدم لا زالت تقاوم الزمن، وتحتل حيز مهم خلال أيام العيد خاصة وأن الشخشوخة تعد من ألذ الأطباق المحبوبة بالمنطقة، لم لا وهو الطبق الذي يقدم للضيوف خلال عدة مناسبات واحتفالات أخرى. من بين أهم العادات كذلك التي تعد واجبا دينيا قبل أن تكون عادة متأصلة لدى المسلمين عامة، عادة تبادل زيارات المعايدة بين الأقارب والأهل والأصدقاء والجيران، والتي تغيّرت مع مرور الزمن وأضحت تقتصر على زيارة الأقارب من الدرجة الأولى كالأب والأم والإخوة والأخوات، وحل محلها المعايدة عن طريق الهاتف النقّال بالمكالمة أو الرسائل النصية القصيرة، وتطورت التكنولوجيا وتراجعت حميميتها مع الاستعمال المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي.