الرياضة وسيلة للترفيه ولربط علاقات الصداقة والأخوة والتعارف داخل الوطن وخارجه، حتى في المناسبات الرسمية وعلى حلبات الملاكمة، حيث يتصارع الملاكمون لعدة جولات ويتبادلون اللكمات، وقد تكون قاتلة أحيانًا، ولكن في النهاية يتعانقون ويتصافحون ويقبلون النتيجة؛ لأنها في النهاية مجرد لعبة. غالبا يأخذ الخاسر دروسًا لتحسين مستواه ويتحمّل جدية العمل لتحقيق أهدافه التي تتطلب عملا شاقًا. وهذا ينطبق على باقي الرياضات، وخاصة الجماعية - حسبه - ومنها بشكل خاص كرة القدم، التي تُعتبر الأكثر شهرة وشعبية في العالم. وفي كثير من الأحيان، تتفاقم أوضاع مبارياتها وتخرج عن نطاقها الرياضي إلى التراشق بالكلمات والشعارات، ثم العنف بين أنصار الفرق المتنافسة، سواء داخل الملعب أو خارجه. ولكن على الرغم من ذلك، فإنها لا تزال لعبة، وهذا ما يؤكده الباحث مرابطي بغداد في حديثه ل«الشعب".. في الجزائر، حيث ينعم شعبها بشغف بالرياضة وخاصة كرة القدم، تُعتبر الرياضة جزءًا هامًا من الحياة الاجتماعية، وتجذب الآلاف من المناصرين والمحبين الذين يشكّلون قاعدة جماهيرية لدعم الفرق طوال الموسم، سواء داخل البلاد أو خارجها. وعلى الرغم أن هناك فرقًا كبيرًا بين الأندية النخبوية والمناصرة لها، وبين الفرق الجهوية والولائية، إلا أن عدد الممارسين والمناصرين لكرة القدم في الجزائر يعتبر هائلًا، ما يجعل الجماهير تتجاوز الملايين. ومع ذلك، فإن العنف في الملاعب يعتبر مشكلة مستمرة، حيث يتجاوز ضغط المباريات في بعض الأحيان قدرة مسيري الأندية على السيطرة على الأوضاع. وقد شهدت الجزائر، مثل العديد من البلدان الأخرى، حالات من العنف داخل وخارج الملاعب، بما في ذلك تخريب الممتلكات العامة والخاصة، والاشتباكات بين جماهير الفرق المتنافسة. وتعمل السلطات العمومية على اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة، بما في ذلك تأمين المباريات بوجود الشرطة والقوات الأمنية. كما تُجرى بعض المباريات بدون جمهور في محاولة للحدّ من التوترات والعنف. ومع ذلك، يبقى العمل على توعية الجماهير بأهمية الروح الرياضية والسلوك الحضاري ضروريًا للحدّ من حالات العنف في الملاعب هو الأهم. وقال أن تسيير المباريات يتطلب جهودًا كبيرة من مختلف الجهات المعنية، وزرع الروح الرياضية يتطلب جهودًا أكبر على جميع المستويات. ومن بين شروط تعزيز الروح الرياضية، يوضح المتحدث نجد ضرورة تنظيم الجمهور والمشجعين عبر جمعيات معتمدة للأنصار على المستويات المحلية، حيث يكون المكتب المؤسس الرسمي نقطة الاتصال الرئيسية ويدير التواصل مع إدارة الفريق والسلطات المحلية. ويمنع تحالف الأنصار الشخصي أو الجماعي باسم الفريق أو نشر أخباره دون ترخيص من الجمعية، لتجنب التفرقة الداخلية وتصاعد النزاعات. إلى جانب تنظيم حملات توعية داخل الأحياء بالتعاون مع وسائل الإعلام، مثل التلفزيون والإذاعة، لتعزيز الروح الرياضية وتشجيع التعاون الجماعي، بما في ذلك المدارس الرياضية. إنشاء كأس للروح الرياضية تشمل الفرق المحلية وجماعات المشجعين، مع تنظيم مباريات ودية وأخرى للقدماء لتعزيز التواصل وتحسين العلاقات بين مشجعي الفرق. وتكثيف التبادلات بين المشجعين في لقاءات ودية، بالإضافة إلى استخدام وسائل الإعلام لزرع ثقافة الروح الرياضية وتفادي التحيز في التغطية الإعلامية، تشجيع تشكيل جمعيات وطنية لأنصار المنتخب الوطني، تضمّ لاعبين دوليين وشخصيات رياضية مرموقة، لدعم الفريق الوطني والفرق الجزائرية. الاستفادة من خبرة اللاعبين الدوليين السابقين في تحسين كرة القدم الجزائرية، وضمّهم إلى هيئات إدارية في الاتحادات المحلية والدولية، وتجنب التحيز في اتخاذ القرارات الرياضية، والتشاور مع خبراء كرة القدم في القرارات ذات الأهمية المصيرية، وأخيرا ضرورة إعادة الاعتبار لقدماء اللاعبين الدوليين والتشاور معهم في كل قضية تتعلّق بكرة القدم، بما في ذلك إشراكهم في الأحداث الرياضية وتوليهم مهام تدريبية أو إدارية. هذه الخطوات تعزّز دور المشجعين وتساهم في تحسين البيئة الرياضية والمجتمعية، مع الحفاظ على الروح الرياضية وتعزيز الوحدة الوطنية. ويذكر أن مرابطي بغداد إلى جانب كونه إطار سابق وباحث في تاريخ منطقة سعيدة، هو مهتم بالرياضة، ألّف العديد من الكتب منها كتاب "سعيد عمارة: مسار في الرياضة"، وكذلك "انموذج للصداقة: حول الفريق الأسطوري لجبهة التحرير الوطني"، بالإضافة إلى كتابات عديدة حول مقاومة الأمير عبد القادر وثورة التحرير المجيدة في المنطقتين السادسة والخامسة، ويعتبر مناصرًا للحركة الرياضية الوطنية والمحلية، بالإضافة إلى اهتمامه ومتابعته لمختلف الرياضات، يشمل ذلك متابعته أيضا لفريقي مولودية سعيدة لكرة القدم واليد.