وزير الشباب والرياضة، الهاشمي جيار، في سهرة الروح الرياضية وجّه وزير الشباب والرياضة، الهامشي جيار، نداء إلى نوادي القسم الوطني الأول لتطبيق الاحتراف بأتم معنى الكلمة، للمساهمة في القضاء على ظاهرة العنف بالملاعب. * وقال جيار في حفل سهرة الروح الرياضية "النوادي الجزائرية تدعي الاحترافية، لكنها لا تطبق معنى الكلمة، بحيث يوجد الاحتراف في الأموال فقط، والتي أصبحت العصب المحرك لكرة القدم الجزائرية، فيما يتم إهمال كل ما لديه علاقة بالتنظيم في الملاعب وتوعية المناصرين للتحلي بالروح الرياضية، واكتساب ثقافة الهزيمة، سواء داخل الديار أو خارجها؛ لأن كرة القدم كرة القدم ما هي إلا وسيلة للترفيه، وأساسها الروح الرياضية، ولذا أدعو كل من لديه علاقة بالرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، أن يساهم في توعية الشباب لمحاربة ظاهرة العنف بالملاعب". * إلى ذلك، كشف جيار بأن عدة منشآت رياضية كبيرة ستنجز قريبا، تستقطب أكبر عدد من الاأنصار "نعلم أن نقص المرافق الرياضية الجيدة يعد من بين الأسباب التي تساهم في العنف، لذا هناك برنامج إنشاء عدة مراكز رياضية، ولكن هذا وحده لن يوصلنا إلى هدفنا المنشود، بل علينا أن نصبر؛ لأن المشوار سيكون طويلا"، وأردف "أملنا في النجاح كبير، خاصة وأنني لاحظت إرادة قوية لدى كل الأطراف المعنية، بمن فيهم ممثلي لجان الأنصار ورؤساء النوادي، وحتى المؤسسات ساهمت في إنجاح سهرة الروح الرياضية، وعلى رأسها جريدة الشروق اليومي". * * ممثلو أنصار النوادي يتوحدون ويؤكدون: * "لا مكان للعنف في الملاعب الجزائرية" * اجمع رؤساء لجان أنصار الفرق وبعض المشجعين الذين كانوا حاضرين في سهرة الروح الرياضية، أنهم سيعملون كل ما في وسعهم للقضاء على ظاهرة العنف التي تنخر الكرة الجزائرية في السنوات الأخيرة. * وشهدت سهرة الروح الرياضية جلوس مختلف أنصار الفرق الوطنية جنبا إلى جنب لتأكيد العلاقات الوطيدة التي تربطهم. * وقال رئيس لجنة اتحاد الحراش، مصطفى دومي، إنه يعمل على توعية أنصار الحراش في الأحياء وقبل المباريات. وأشار الدومي إلى التنظيم الجيد الذي عرفته المواجهة المحلية التي جمعت الحراش بالقبة. * أما رئيس لجنة أنصار رائد القبة، فأكد أنه يعمل رفقة أعضاء اللجنة على ترقية ثقافة السلم في الملاعب الجزائرية ومناصرة الفريق بطريقة حضارية. * وبدوره، قال سفيان سلامة، مناصر النصرية، إن عمل لجنة الأنصار جد مهم للقضاء على ظاهرة العنف، وهو نفس ما قاله نائب رئيس لجنة شباب بلوزداد، محمد بزوغ، الذي أكد أن ظاهرة العنف غريبة عن الملاعب الجزائرية، وعلى الجميع نبذها. * وشدد موحوش مولود، أحد أعضاء لجنة أنصار شبيبة القبائل، على ضرورة التحلي بالروح الرياضية داخل وخارج الملعب، مشيرا انه تعرف على أنصار كثيرين تبادل الحديث معهم، مشيرا الى أن العنف ظاهرة غريبة عن الملاعب الجزائرية. * ولم يخرج رئيس لجنة اتحاد العاصمة، فزاعي مصطفى، عن القاعدة، حيث حيا العمل الذي تقوم به الوزارة، وأكد أن ظاهرة العنف مسؤولية الجميع، وأن على الجميع الاجتهاد للحد منها أو القضاء عليها. * وحتى الفرق التي تلعب في الأقسام الدنيا تريد المشاركة في التوعية وإنهاء مسلسل العنف، حيث أكد رئيس لجنة نادي الرغاية، جيلالي صايب، أن عملا كبيرا تقوم به لجنة أنصار الفريق لتوعية الجماهير. * وختم رئيس لجنة أولمبي الشلف كلام الأنصار، حيث أكد أن فريقه سيستقبل ضيوفه بعد ثلاث سنوات دون رجال أمن، بالنظر إلى العمل الكبير الذي يقوم به لتوعية أنصار الجمعية. * * قال إن رؤساء ومسيري الأندية هم السبب الأول في تنامي العنف * تومي: "العنف مسؤولية مشتركة ولا بد من تجند الجميع" * أثنى محمد تومي، رئيس نصر حسين داي، على مبادرة وزارة الشباب والرياضة التي تدعو أنصار الأندية إلى التحلي بالروح الرياضية ونبذ العنف، مشيرا إلى أن الأنصار هم الفاعل الأول في الساحة الرياضية، ما يستدعي من السلطات تأطيرهم والوقوف إلى جانبهم لمساعدتهم. * وصرح تومي أن العنف مسؤولية الجميع، ومحاربته تستدعي تجنيد كل من تهمه مصلحة كرة القدم في بلادنا، داعيا إلى المواصلة في هذه المساعي مستقبلا، للقيام بحملات تحسيسية تعنى بأنصار الأندية والتقريب بينهم. * واعترف المسئول الأول في إدارة النصرية بأن مسئولي الأندية ورؤساءها يعتبرون السبب الرئيسي في حدوث أعمال عنف، وبالخصوص داخل الملاعب، لهذا دعا كل واحد إلى تحمل مسؤولياته بأن يكون مثالا حسنا. * وكشف تومي أنه يوجد على اتصال مع المصالح البلدية لحسين داي من أجل تمكين لجنة أنصار النصرية من الحصول على مقر دائم، يسهل الوصول إليه للاتصال بهم، ويسهل عليهم تنظيم صفوفهم قبل المباريات، وبالخصوص خلال التنقلات. * وأوضح رئيس النصرية أنه يرغب في فتح حساب جار للجنة الأنصار، حتى يكون في خدمة الذين يجرون التنقلات رفقة التشكيلة، سيما الذين يتعرضون لمتاعب مالية في مختلف الأماكن التي يلعب فيها فريقهم. * وبخصوص عملية الاستقدامات التي قامت بها الإدارة، أكد تومي أنه استقدم اللاعب الذي كان الفريق في حاجة ماسة لخدماته، ويعني به حمزة بوجليد، نظرا للمشكل الذي يعاني منه فريقه على مستوى الخط الأمامي، كما تحدث عن قضية المهاجم النيجيري، إغوين، حيث تعجب من الضجة التي أثيرت حول هذا اللاعب، رغم أنه لم يشاهده أحد في الميدان. * ونفى رئيس نصر حسين داي نفيا قاطعا ما رددته بعض المصادر بخصوص الشروط التي وضعها الوالي المنتدب لتسريح الإعانة المالية المقدرة بمليار سنتيم، مؤكدا أن خزينة الفريق ستتدعم بهذه القيمة خلال الأيام القليلة القادمة. * وفي الأخير، كشف تومي أن الشخص الذي هدده بالموت هاتفيا في الفترة الأخيرة، والذي دفعه للجوء على الشرطة، أصبح معروفا، سواء بالنسبة لديه أو لدى قوات الأمن، واعتبر أن القضية مغلقة مادام الأمر يتعلق بمناصر معروف لدى الجميع. * * * رئيسة بلدية القبة بعد حضورها سهرة الروح الرياضية * "سوء التنظيم في الملاعب سبب مباشر للعنف وسنرمم بن حداد كلية" * كشفت رئيسة بلدية القبة سعيدة بوناب أنها تسعى للمساهمة في ظاهرة محاربة العنف بالملاعب وعلى وجه الخصوص بملعب بن حداد، ومن خلال المصالحة بين أنصار الرائد وجماهير النوادي العاصمية على غرار اتحاد الحراش "لا أتمنى مشاهدة سيناريو الموسم الماضي، وأحداث الشغب التي حدثت قبل وبعد اللقاء، والتي لا تمت بأي صلة للرياضة والروح الرياضية، فهذه الظاهرة أثرت كثيرا على مستوى كرة القدم الجزائرية، ونحن متخوفون من أن يأخذ العنف بالملاعب أشكالا أخرى، ولذا يجب أن نسارع لمحاربة هذه الآفة، قبل أن تتنقل إلى الرياضات الأخرى". * وأضافت "اعتقد انه من بين الأسباب التي تساهم في انتشار ظاهرة العنف، هو سوء التنظيم داخل ملاعبنا، ومن جهتنا فقد خصصنا غلافا ماليا كبيرا، من اجل إعادة التنظيم بملعب بن حداد، إذ قررنا إجراء كل الترميمات المتطلبة بملعب بن حداد، لتوفير أحسن الظروف لأنصار القبة وللنوادي التي تنزل ضيفة على الرائد، ابتداء من المدرجات الخاصة بالأنصار، إلى غلق كل المنافذ بالملعب التي يتسرب منها بعض المراهقين للقيام بأعمال الشغب، ناهيك عن قاعة الملاكمة المتواجدة تحت مدرجات الملعب، والتي سنعيد تجهيزها كلية، وحتى المدرجات الخاصة بالصحافة سنعيد تجهيزها، كما سيتم بناء قاعات خاصة للتلفزيون و للقنوات الإذاعية، لنسهل لهم عملية نقل مباريات القبة". * * سأحضر الجمعية العامة للجنة الأنصار * وبغية الاقتراب من أنصار القبة أكثر، قررت رئيسة بلدية القبة، الحضور في الجمعية العامة الانتخابية للجنة أنصار الفريق، التي ستعقد في الأيام القليلة المقبلة "سأكون حاضرة في الجمعية العامة الانتخابية لأنصار القبة، لأنني أريد الاقتراب أكثر من أبناء القبة، والاستماع لمشاكلهم، لبحث الأسباب التي تساهم في العنف، ونبحث عن سبل القضاء على الظاهرة". * * المحللون يجمعون: * الإعلام الرياضي المتخصص وعناوينه المثيرة سبب مباشر في العنف: * محمد وملايكة قتلا، وسمير فقد عينه * في إحدى الزوايا بالقاعة التي احتضنت فعاليات التظاهرة الرياضية حول "الروح الرياضية" سهرة الخميس، التي نظمتها وكالة "بلانيماب" بمساهمة "الشروق" ورعاية وزارة الشباب والرياضة بفندق "الهيلتون"، كان يجلس ميهيدي عبد الله معاق حركيا وزوجته التي لا تزال ترتدي الحجاب الأسود منذ رحيل نجلهما محمد حمو، حضرا هنا لتوجيه رسالة للأولياء والمناصرين والمسؤولين لتدارك الوضع ومكافحة عاجلة للعنف في الملاعب الذي كان محمد أحد ضحاياه. * اقتربنا من السيد عبد الله الذي عرض وقائع المأساة التي تعود إلى سنة، عندما قرر محمد حمو البالغ من العمر 22 عاما وكان موظفا في مؤسسة عمومية التنقل إلى ولاية مستغانم رفقة عدد من رفاقه من مناصري فريق مولودية العاصمة، وكان أهله على علم بذلك، بعد نهاية المقابلة لصالح مولودية الجزائر اندلعت أعمال عنف، حيث تعرض محمد لاعتداء خارج الملعب، مما أدى إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، حيث فر باتجاه مسجد بعد ملاحقته بسيف، بعدها اتصل هاتفيا برفقائه الذين اضطروا إلى كراء سيارة تحمل ترقيما غير العاصمة وقاموا بنقله، لكنهم اصطدموا في الطريق بأعمال شعب ونيران ومطاردات أدت إلى انقلاب السيارة ليلقى محمد حتفه بينما أصيب رفيق له بجروح بالغة وتم تحويل آخر إلى غرفة الإنعاش، في حين يتذكر الجميع وفاة احد مناصري اتحاد البليدة يدعى جيلالي ملايكة الذي غادر الحياة بعد طعنة خنجر في لقاء مولودية الجزائر الموسم المنصرم. * في تلك الأثناء، كانت العائلة بصدد تحضير خطبته، ليعود في نعش، لكن الوالد يقول "لقد تمت جنازته في كورتاج وحضر الأنصار من سطيف، اتحاد العاصمة، الحراش، منطقة القبائل" ليواصل أن المشكل ليس في المناصرين بل يجب على رؤساء الأندية أن يتدخلوا لتهدئة النفوس وليس إثارة الفتن، وتحمل مسؤولياتهم، وتتدخل هنا السيدة ميهيدي "أنا أشدد على دور الأولياء، اليوم ترى طفلا في التاسعة من عمره يذهب بمفرده إلى الملعب وأحيانا دون علم والديه.. يجب أن ينخرط الأولياء في مكافحة العنف... نحن هنا لأننا لا نريد لعائلات أخرى أن تفقد أبناءها وتكون مأساة محمد درسا نأخذ منه العبرة ولا تتكرر". * * سمير: ضربوني ب "قطعة بلاط" ففقدت عيني * دفع 250 دج لمتابعة مقابلة رياضية مع فريق اتحاد الحراش الذي يناصره، ولم يكن يدرك أنه سيخرج من الملعب أعمى من العين اليسرى. * التقينا سمير شفارة في نفس المناسبة ولنفس السبب، هو من مواليد 1977، بطال ومتزوج وأب لطفلة اسمها "دعاء"، كان جالسا يوم الواقعة بملعب الرغاية، وحدث كل شيء في الشوط الثاني عندما سجل فريقه هدف التعادل حيث ثار مناصرو الفريق الأخير واندلعت أعمال شغب "حتى تفاجأت ب "قطعة بلاط" تصوب نحو وجهي وأصابتني على مستوى العين، كان هناك دم" ليكتشف بعدها فقدان البصر. * سمير اليوم عضو في جمعية الروح الوطنية، وينشط حملات تحسيسية في المقابلات بارتداء صدريات الفريق المنافس لتكريس هذه الروح، يبرىء "الحراشية" من أعمال العنف ويؤكد أنهم "ناس ملاح" لكنه يعترف بوجود دخلاء من المنحرفين الذين شوهوا سمعة المناصرين "الحراشية". * قبل افتراق الجميع من سهرة الروح الرياضية اجمع اهل الاختصاص ان الاعلام الرياضي المتخصص يساهم بشكل مباشر في تنامي ظاهرة العنف من خلال عناوينه المثيرة جدا التي تزيد حماسة في نفسية القراء، اغلبهم شباب.