يرى الاستاذ بلحيمر سعيد مختص في علم النفس، أن ظاهرة العنف هي عنوان مكبوتات داخلية ناتجة عن نوع من الظروف الأسرية والاجتماعية وحتى السياسية التي يعيشها الشباب، وهي ناتجة أيضا عن تراكم الاحتياجات والطموحات التي كان يأمل تحقيقها، ولم يظفر بها، لا شعوريا يلجأ إلى العنف لإسقاط المكبوتات والاحتياجات الدفينة داخله لعدة سنوات. لأن الملعب فضاء واسع، فيكون ملجأه الوحيد للتعبير عما بداخله من سلبيات، ويثور عندما يحلل بطريقته الخاصة إن الحكم قد أجحف في حقّ فريقه ويلجأ للعنف عن طريق السب والشتم وحتى الضرب والتحطيم. ويضيف المختص في علم النفس، أن الملعب هو الفرصة للشباب تتجلى في شكل عنف جماعي، فالشباب المحبط تحول من ذات حيوية إلى ذات ميكانيكية تجد الملعب افسح مكان وفرصة للتعبير جماعيا عن الذات. وللحدّ من هذه الظاهرة السلبية، يرى الدكتور بلحيمر أن الاهتمام بالشباب والإصغاء وفتح المجالات أمامهم للتعبير عما يجول بداخلهم دون فرض عليهم أمور لا يرغبون بها مع توفير وسائل الترفيه والتسلية لهم. وقد بدأت بعضها تتجلى على أرض الواقع، حيث أصبحت السلطات تهتم بإنجاز الملاعب الجوارية عبر الأحياء وقاعات رياضية وأيضا بعض مرافق التسلية، إلا أن الاهتمام بالشاب وتقدير ذاته هو الخير الأكبر، فهو يطلب الإنصات إليه وأن لا يعلى عليه. ومن ضمن الحلول أيضا إن يكون الأولياء على وعي في تنشئة أطفالهم منذ الصغر على نبذ العنف وتحسيسهم بعواقبه وما ينمي لديهم السلوكيات السليمة والسلمية. ومن وجهة نظر المتحدث، فإن التحسيس قبل المباراة عن طريق مكبرات الصوت قد يخفف من توتر الشباب وبالتالي يتصرفون بهدوء دون إحداث المشاكل. ومن جهته، يرى المكلف بالإعلام لدى اتحاد بلعباس، مبسوط فتحي، أن مظاهر العنف التي عادت الى الواجهة بعد سنوات من الفتور، تستوجب تكثيف حملات التوعية وتعميم القوانين واقحام المجتمع المدني والجمعيات وحتى المناصرين في التحضير للمقابلات الرياضية لإنجاحها بكل روح رياضية، مضيفا أن العنف الذي يتبع كل مباراة يخلقه مناصرو الفرق الكروية التي تلعب على الصعود، بينما تسير المباريات الأخرى دون احتجاج على النتيجة المسجلة. ومن بين الحلول التي يقترحها المكلف بالإعلام لدى اتحاد بلعباس، أن تتخذ الهيئة الرياضية بما فيها الرابطة الرياضية والفدرالية الرياضية قرارات صارمة ضد كل من تسوّل له نفسه القيام بأعمال عنف والتعدي على اللاعبين أو أعوان الأمن وأيضا تنصيب كاميرات مراقبة بالملاعب حتى يمتنع الجمهور والمناصرون عن القيام بأعمال الشغب، مع إعادة الانتشار الكبير وتموقع قوات الشرطة في الملاعب وبمحاذاتها وفقا لخطة عملياتية تواكب التحديات الأمنية الراهنة.