تواصل الدبلوماسية الجزائرية تحركّاتها في مجلس الأمن الدولي والأممالمتحدة من أجل نصرة القضية الفلسطينية والدفاع بقوّة عن القرار الفلسطيني، مؤكدة التزامها وتمسكها بمواقفها الداعمة والثابتة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين ومواجهة التحدّيات العالمية وفق نظرة ومقاربة جديدة تتوافق مع رهانات العصر والتحدّيات المفروضة. تركزت مساعي الدبلوماسية الجزائرية منذ تولي الجزائر عضوية مجلس الأمن غير الدائمة في الإسهام بقوّة في دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة والتضامن اللامحدود واللامشروط معه من خلال مواقفها البارزة من أجل تمكين القضية الفلسطينية لاستعادة مكانتها المركزية، ورفض كل الخطط الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو التي تصادر القرار الفلسطيني من خلال مبادرات تقودها الدبلوماسية الجزائرية والتي تهدف لدعم القضية الفلسطينية، وسبقتها جهود مضنية في سبيل توحيد الصف الفلسطيني ولمّ شمل الفصائل الفلسطينية. ونجحت دبلوماسية الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية، في اختراق مجلس الأمن والأممالمتحدة مكثفة جهودها الجماعية للمرافعة لصالح القضية الفلسطينية من أجل إعلاء صوت الحق خاصة منذ بداية العدوان الصهيوني الغاشم والهمجي على قطاع غزة مساهمة بشكل قوّي على مستوى مجلس الأمن الدولي في الدفاع عن القضية الفلسطينية والدعوة المستمرة لتكثيف الجهود للتعزيز من قوّة الموقف الفلسطيني في مفاوضات المحافل الدولية. وساهم النشاط الدبلوماسي الجزائري المكثف في استعادة مكانة الجزائر المحورية، وفرض وجودها دوليا، واسترجاع أدوارها في المساهمة في حل القضايا الدولية الهامة التي فرضتها التوجهات الجديدة، لاسيما ما يخص الدعم والوساطة لحل الأزمات والصراعات الدولية الإقليمية ومساندة القضايا العادلة والشعوب المضطهدة التي تكافح من أجل الحرية والاستقلال على غرار الشعب الفلسطيني. جهود حثيثة أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، إدريس عطية ل«الشعب"، أن الجزائر حققت عدة مكاسب وانتصارات لصالح القضية الفلسطينية منذ انضمامها لمجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم، وفي إطار هيئة الأممالمتحدة، مشيرا إلى جهود الدبلوماسية الجزائرية بالمحافل الدولية على المستوى الإفريقي والأوروبي والأسيوي، وحتى على مستوى أمريكا الجنوبية، باعتبار أن الجزائر تضع ضمن توجهاتها الكبرى في سياستها الخارجية القضية الفلسطينية أولوية وقضيتها المركزية. وأضاف أن مواقف الجزائر الثابتة اتجاه القضية الفلسطينية تعود إلى احترامها لمبدأ مساندة الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها، ونصرة القضايا العادلة الثابت في الدستور الجزائري، مبرزا أن ما يميز الدبلوماسية الجزائرية اعتمادها على مقاربة جديدة تكرس لدبلوماسبة استباقية من خلال المبادرة الخاصة بلمّ الشمل الفلسطيني، والتي تعد خطوة سباقة لتشكيل جبهة سياسية موحدة بين الفلسطينيين وتقوية المقاومة الفلسطينية. وأبرز الأستاذ عطية أن الجزائر نجحت داخل مجلس الأمن الدولي في تمرير رسائلها القوّية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وإصدار قانون لوقف إطلاق النار في غزة ومنع التهجير القسري للفلسطينيين، بالإضافة إلى عدد الجلسات الخاصة بالقضية الفلسطينية داخل مجلس الأمن ومن خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة ونجاحها في إقناع العديد من الأطراف، قائلا إن مبادرات الجزائر الداعمة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية تحققت بفضل جهود الدبلوماسية الجزائرية.