أجمعت الكثير من الردود الداخلية والدولية، أن قرار وقف إطلاق النار والعدوان الصهيوني على قطاع غزة، هو انتصار كبير للدبلوماسية الجزائرية التي لم تكلّ ولم تملّ مثلما صرح به السفير ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة عمار بن جامع، في المرافعة المستمرة لنصرة القضية الفلسطينية وتحميل المجموعة الدولية هذه المسؤولية القانونية والأخلاقية الثقيلة، التي أفضت في النهاية إلى تمرير قرار تاريخي فاجأ الكيان الصهيوني بامتناع الولاياتالمتحدة عن التصويت وهذا بعد ثلاث محاولات ووجهت بالفيتو الأمريكي الذي شجع على استمرار المجازر اليومية ضد الأبرياء والدوس على القرارات الأممية. أكدت الباحثة والأستاذة الجامعية نصيرة يحياوي في قراءتها السياسية لقرار وقف إطلاق النار، الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي والذي تقدمت به الدول الأعضاء غير الدائمة، بمبادرة من الجزائر، "أن القرار التاريخي يعتبر مكسبا كبيرا للدبلوماسية الجزائرية الثابتة على مواقفها الإنسانية نصرة للقضايا الدولية العادلة، على رأسها القضية الفلسطينية التي حققت هي الأخرى من خلال هذا المشروع مكسبا سياسيا يمهد مستقبلا للاعتراف الدولي بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأيضا يعتبر خطوة أولى لبداية الانتصار وتقهقر موقف الكيان الصهيوني الذي بدأ يفقد الشرعية والمصداقية حتى من حلفائه الاستراتيجيين وهي الولاياتالمتحدة التي رضخت أخيرا لصوت العقل والضغط الدولي والشعبي المتزايد من خلال امتناعها عن التصويت الذي سمح بتمرير القرار الذي قدمته الجزائر باسم الأعضاء غير الدائمين بالمجلس". كما ثمنت الباحثة والناشطة في المجال السياسي، ثبات وإصرار الدبلوماسية الجزائرية في نصرة القضية الفلسطينية واستغلال عضويتها غير الدائمة للمساهمة في وقف العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني بغزة والإشادة بالمجهودات المبذولة في أروقة هيئة الأممالمتحدة وإقناع أعضاء المجلس بأهمية القيام بمبادرة ملموسة وقرار ينهي معاناة الفلسطينيين والتأكيد "أن إصرار ممثل الجزائر بمجلس الأمن على تمرير القرار وتقديم مشروع ثالث في ظرف وجيز، هو دليل على العقيدة الثابتة والراسخة للدبلوماسية الجزائرية ومبادئها الإنسانية في نصرة القضايا العادلة ومنها قضية الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض هذه الأيام لمجازر وحشية وإبادة جماعية حركت الضمير العالمي ومنها الهيئات والمنظمات الدولية وكذا مجلس الأمن الذي اتخذ القرار بالإجماع لوقف إطلاق النار بغزة". وأضافت في ذات السياق، "أن تمرير القرار التاريخي والتصويت عليه يعكس المجهودات الكبيرة المبذولة من قبل مندوب الجزائر لإقناع أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين ومحاولة كسب ثقتهم في تمرير المشروع الذي يعتبر انتصارا كبيرا للقضية الفلسطينية وتحولا تاريخيا في موقف الولاياتالمتحدة التي امتنعت، لأول مرة، عن التصويت لصالح حليفها الدائم إسرائيل التي نددت بهذا الموقف وسارعت في التحرك لتخفيف تداعيات المواقف الصارمة للمجموعة الدولية مستقبلا، خاصة ما تعلق بمطلب إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة الحقوق والعضوية بهيئة الأممالمتحدة، وهذا في انتظار دعم الآليات القانونية لتطبيق بنود القرار على أرض الواقع والضغط على الكيان المحتل من أجل الانصياع للشرعية الدولية ووقف المجازر اليومية". في سؤال عن تداعيات القرار مستقبلا على القضية الفلسطينية والخطوات الدبلوماسية والسياسية المنتظرة من قبل المجموعة الدولية، على رأسها الجزائر، اعتبرت البروفيسور يحياوي "أن مشروع وقف إطلاق النار يعتبر قرارا مستعجلا لرفع الظلم الذي يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني بغزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وبداية نحو تحقيق أمال الشعب الفلسطيني، مثلما صرح به مندوب الجزائر الدائم بمجلس الأمن عمار بن جامع، الذي جدد إصرار الجزائر على مواصلة جهودها الدبلوماسية والإنسانية من أجل المرافعة القانونية بمختلف المنابر والهيئات الأممية الى غاية الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وتصبح عضوا كامل الحقوق بهيئة بالأممالمتحدة".