تطوير هياكل قاعدية تلبي الاحتياجات على الأمدين المتوسط والبعيد تحت شعار "الماء من أجل ازدهار مشترك" جددت الجزائر خلال مشاركتها في فعاليات المنتدى ال10 للماء بوفد هام يمثل عدة قطاعات ويقوده وزير الري طه دربال، موقفها بالنسبة لملف الماء، من أجل ضمان هذا المورد لجميع مواطنيها. أكد الوزير دربال لدى تدخله خلال جلسة جمعت وزراء وممثلي البلدان المشاركة في المنتدى، أن "مسألة المياه لها أثر كبير على ظروف معيشة السكان والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وحماية الأنظمة البيئية وكذا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بهدف حماية مصالح الأجيال القادمة". وأضاف في هذا السياق أن الجزائر بحكم انتمائها الجغرافي، تنتمي إلى "منطقة معرضة بشكل كبير إما للجفاف أو للفيضانات"، بالإضافة إلى "تزايد الاحتياجات لمياه الشرب" وكذا احتياجات القطاعين الصناعي والفلاحي "الناتجة عن النمو الديموغرافي والتنمية الاقتصادية المتسارعة". وقد دفعت هذه التحديات الجديدة الجزائر إلى اعتماد عدد من التدابير لمواجهة الإجهاد المائي. ولهذا، يضيف دربال، "وضعت الحكومة الجزائرية، تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، استراتيجية وطنية متعددة الأبعاد من خلال المخطط الوطني للمياه 2030، تهدف إلى تطوير هياكل قاعدية تلبي احتياجات البلاد من المياه على الأمدين المتوسط والبعيد". ولتحقيق هذا الهدف، أكد الوزير أن "الجزائر تعمل على جميع الأصعدة على إثراء وترشيد سياستها الوطنية للمياه لغرض التكيف مع التطورات الجديدة والاستجابة للمشاكل المرتبطة بالموارد المائية العابرة للحدود نتيجة بعض المشاريع التي يقوم بها بلد مجاور". وأشار في هذا السياق إلى أنه تم منذ عام 2005، مراجعة التشريعات المتعلقة بالموارد المائية بشكل كامل، من خلال المصادقة على القانون الذي يكرس المبادئ التي يقوم عليها استعمال وتسيير الموارد المائية، بما في ذلك الحق في الحصول على المياه والتطهير لجميع المواطنين، في إطار احترام التوازن البيئي والاجتماعي. وأوضح دربال خلال تدخلاته ضمن المنتدى أنّه "مع ظهور الاحتباس الحراري، أضحت قضية الماء تطرح أكثر فأكثر في الساحة الدولية"، وهو الوضع الذي عرفت الجزائر كيف تواجهه، لا سيما من خلال اللجوء الى الموارد المائية غير التقليدية. في هذا الصدد، ذكر الوزير بتحلية مياه البحر، وهو المجال الذي تشهد فيه الجزائر ديناميكية جديدة، في إطار توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، من خلال توفير امكانيات ضخمة لمواجهة ظاهرة الإجهاد المائي. ولدى حديثه عن المياه الجوفية المشتركة خلال لقائه مع رئيس المجلس العالمي للمياه لويك فوشون (منظم المنتدى)، أكد دربال حرص الجزائر على مبدأ سيادة الدول على مياهها الجوفية. وذكر في هذا الصدد بالجهود التي بذلتها الجزائر في إطار التوقيع على الاتفاقية الثلاثية مع تونس وليبيا لتسيير المياه الجوفية التي تتقاسمها هذه البلدان الثلاثة. وفيما يتعلق بالتغيرات المناخية، شدد الوزير أثناء مداخلاته ومحادثاته مع نظرائه والوفود المشاركة على ضرورة الحفاظ على البيئة والأنظمة البيئية في كل المشاريع المتعلقة بالمياه. وتطرق إلى حالة منطقة الساورة الواقعة في الجنوب الغربي للبلاد، والتي تعاني من الجفاف نتيجة الاستغلال المفرط للمياه الناجم عن المشاريع التي تنجز على الحدود من قبل دولة مجاورة. الجناح الجزائري يثير اعجاب الزوار ببالي أثار الجناح الجزائري في معرض المنتدى العالمي العاشر للماء، المنظم بمدينة بالي الاندونيسية، اعجاب الزوار الذين جاؤوا بأعداد كبيرة لاكتشاف الإمكانيات والثروات التي تزخر بها الجزائر. وتم إقامة الجناح الجزائري المتربع على مساحة تزيد عن 72 م2 ليعكس بشكل حقيقي التراث المعماري الثري للجزائر، باستعمال أشكال هندسية زخرفية مستوحاة من التاريخ والثقافة العريقة للبلاد. ولم يتوقف الزوار، من مسؤولين ورؤساء مؤسسات ومهنيين وحتى الجمهور الواسع، عن التوافد لاكتشاف الجزائر وإمكانياتها الصناعية والاستعلام على التطورات والتقدم المحقق فيها، سيما في مجال الري. كما يعكس هذا الفضاء استراتيجية الجزائر فيما يخص تسيير الموارد المائية، مع إبراز خبرتها وكفاءاتها في الصناعات الملحقة، على غرار تحلية مياه البحر وإعادة استعمال المياه المعالجة في الفلاحة، بحسب ما أكدته ل«وأج" المسؤولة المكلفة بتنشيط الجناح. وتشارك في هذه التظاهرة مؤسسات وطنية كبرى على غرار الشركة الجزائرية للطاقة، فرع مجمع سوناطراك المختصة في تحلية المياه والطاقات المتجددة، إلى جانب مجمع كوسيدار ومجمع دراسات وانجازات الري. في هذا الصدد، أعرب رئيس الشركة الصينية (BIDR) المختصة في البحث والتطوير في مجال الماء والكهرباء، عن اهتمامه بالتعاون مع المؤسسات الجزائرية في قطاع الطاقات المتجددة. من جانبهم، عبر مموّنون بالحلول التكنولوجية والتجهيزات عن أملهم في إبرام شراكات مع الشركة الجزائرية للطاقة، مؤكدين عن جهلهم وجود "مثل هذه المشاريع" في تحلية المياه بالجزائر. التحسيس بمصير منطقة الساورة وعلاوة على الجانب الاقتصادي المحض، فإن المشاركة الجزائرية في منتدى بالي يعد كذلك وسيلة لتحسيس صناع القرار والفاعلين النشطين في مجال الماء وحتى الجمهور الواسع بهشاشة التوازنات البيئية والأنظمة الايكولوجية، مع تسليط الضوء على منطقة الساورة في الجنوب الغربي للجزائر، التي تواجه جفافا متزايدا بسبب المشاريع التي قام بها بلد جار في الجهة الأخرى من الحدود. في هذا الصدد، تم تصميم غرفة ثلاثية الأبعاد بارتفاع 3 أمتار مع صور توضيحية للثروة الحيوانية لمنطقة الساورة، من بينها النحام الوردي وثعلب الماء والفنك، وهي أنواع حيوانية مستوطنة أصبحت مهددة بسبب تراجع بيئتها جراء الانخفاض الكبير في موارد المياه. كما تم بث مقطع فيديو بشكل متكرر، يشير إلى العواقب الوخيمة للأفعال "غير المسؤولة" التي أدت إلى تحويل منطقة برمتها كانت ذات يوم جنة للطيور المهاجرة والعديد من الأنواع النباتية. كما أن هذا السفر التفاعلي في قلب الساورة لم يبهر فقط زوار الجناح الجزائري، بل حسسهم أيضا بأهمية حماية الطبيعة وضرورة العمل من أجل حماية الأنظمة الايكولوجية الهشة عبر العالم والتي تنتمي إليها تلك المنطقة الجميلة من الجزائر. ومن جهتها، أكدت حسينة حموش، إطار بوزارة الري وعضو في الوفد، ان المعرض الجزائري الذي يعكس انجازات الجزائر في مجال الري، يعد أيضا منبرا لتحسيس الرأي العام الدولي، من خلال هذه الغرفة، بمصير منطقة الساورة. وبهذا الصدد، اعتبرت خديجة خليفي، ممثلة وزارة الاتصال، أنه إضافة إلى جانبها التفاعلي، فإن الغرفة تهدف الى اطلاع الجمهور، لاسيما الصحافة الدولية، حول التهديد البيئي الذي يترصد بالمنطقة والعمل على وضع حد للسلوكيات التي تتسبب في كوارث بيئية. مشاركة فعّالة للشباب الجزائري عرف المنتدى العالمي ال10 للماء مشاركة فعالة لأعضاء المجلس الأعلى للشباب، الذي شاركوا في مختلف النقاشات والندوات، حيث رافعوا أمام شباب العالم من أجل الحق في الماء. في إطار مشاركتهم في منتدى بالي ضمن الوفد الجزائري، أبرز الأعضاء الشباب لمجلس الأعلى للشباب مشاركتهم الفعالة في مختلف الجلسات والندوات المتبوعة بنقاش. وتطرقوا في هذا الشأن إلى نقص الموارد المائية الناجم عن الاحتباس الحراري وسبل التصدي له، مبرزين استراتيجية الجزائر في هذا المجال والمشاريع التي أطلقتها السلطات العليا في البلاد لمواجهة الإجهاد المائي. كما قاموا بتوعية شباب العالم بقضية المناخ وضرورة الحفاظ على البيئة والأنظمة البيئية الهشة المهددة. وشكلت مشاركة أعضاء المجلس الأعلى للشباب في المنتدى، ضمن الوفد الجزائري، وسيلة لإعلاء صوت الشباب ونقل رؤية الجزائر حول أهم القضايا المتعلقة بالماء والبيئة في عالم يتميز بأزمات جيوسياسية وتغير المناخ. أوضحت عضو المجلس الأعلى للشباب، سمية كاملي في تصريح صحفي، أن "المجلس الأعلى للشباب شارك في العديد من الأحداث الدولية، حيث يكتسي المنتدى العالمي ال 10 للماء أهمية خاصة، كونه سمح لنا بالتطرق لموضوع الأمن المائي وكذا وسائل المحافظة على هذا المورد" . من جهته، أكد أحد الأعضاء المشاركين أن "وفد المجلس الأعلى للشباب أبرز عبر مختلف النقاشات واللقاءات التفاعلية التي جمعتهم مع شباب وممثلي كل قارات العالم، على مستوى مختلف الهيئات التابعين لها، أن الشباب الجزائري واعي بمختلف التحديات التي تواجهها العديد من البلدان". ومن بين هذه التحدّيات، نقص الموارد المائية الناجم عن الاحتباس الحراري وسبل التصدي له، بحسب نفس المصدر الذي أشار إلى أنه تم التذكير خلال المنتدى بالمشاريع التي باشرتها الجزائر لضمان وصول المياه لجميع مواطنيها في إطار برنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون. كما تم التطرق إلى استراتيجية الجزائر في مجال تسيير المياه من قبل أعضاء المجلس الأعلى للشباب أثناء جلسة حوار نظمتها الشبكة العالمية للشباب لأجل المياه الجوفية التابعة لليونسكو تحت عنوان: "تأثير التغيرات المناخية على تسيير المياه الجوفية". وفي هذا الصدد، أكدوا على مبدأ السيادة في تسيير الموارد المائية العابرة للحدود، مع تسليط الضوء على الاتفاقية الثلاثية الموقعة بين الجزائروتونس وليبيا كمثال على "التخطيط والتسيير الجيدين" لأحد أهم موارد المياه الجوفية في إفريقيا والعالم، بحسب وفد المجلس. وعلى الصعيد البيئي، أثار الشباب الجزائريون قضية منطقة الساورة في الجنوب الغربي للبلاد التي تعاني من الجفاف الناجم عن مشاريع تقوم بها دولة مجاورة في الحدود. وكان المنتدى فرصة لأعضاء المجلس الأعلى للشباب لتذكير العالم بالمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ضحية حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الصهيوني، والتي تسببت في أزمة إنسانية خطيرة، مع نقص حاد في الغذاء والماء والتطهير.