يؤكد الكاتب والروائي عز الدين جلاوجي أن واقع أدب الطفل في الجزائر لا يزال متأخرا جدا، عن نظيره في الوطن العربي وفي العالم ككل أيضا، مبرزا أن الساحة الأدبية بالجزائر لم ترق إلى حدّ الآن لأن تفرز أدباء كبار يختصون في الكتابة للطفل، سواء تعلق الأمر بكتابة الشعر للأطفال أو النثر الذي نعني به المسرح والقصة وغيرها من الأصناف، كما أنه إلى غاية الآن لم تتشكل عندنا في الجزائر دور نشر كبرى متخصصة في نشر ما يبدع وما يقدّم للطفل، أضف إليها عدم امتلاكنا مؤسسات كبرى، تعنى أو تهتم بهذا المجال الإبداعي المهم والحساس لاقترانه بفئة الأطفال، هذه العوامل كلها فتحت الأبواب ودفعة لكل من هبّ ودبّ ليكتب للطفل شعرا أو نثرا. يقول الروائي عز الدين جلاوجي: «من خلال ما نراه من اهتمام متزايد خلال السنوات الأخيرة بأدب الطفل، وما نشاهده من جهود تلوح في الأفق بين الفينة والأخرى، من شأنها أن تقدم إضافة لأدب الطفل، ولعلّ هذه الجهود ستحتاج إلى زمن قادم وزمن محدّد حتى تستطيع أن تنضج وتقدم لنا أقطاب مهمة في الكتابة، خاصة على مستوى الأدباء الذين يتخصصون في هذا المجال، وإن كان ذلك على مستوى دور النشر والمؤسسات الثقافية، لأننا حينما نتحدث عن أدب الطفل يجب أن نتحدث عن ثقافة الطفل بصورة عامة والأدب هو جزء من هذه الثقافة». وأشار جلاوجي في حديثه مع «الشعب» إلى كتاباته المقدمة للأطفال التي تتجاوز 40 عملا ومسرحية طبعتها وزارة الثقافة والفنون بعنوان «أربعون مسرحية للأطفال»، وكذلك سبعة قصص للأطفال على غرار «طارق ولصوص الآثار» وغيرها، مستشهدا في ذات السياق بالجهود الكبيرة في نقد أدب الطفل شعرا وقصة، مؤكدا في الختام بأن الكتابة للطفل هي عملية صعبة تحتاج إلى الإلمام بعالم الطفولة على مستوى علم التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلى مستوى اللغة، من خلال اختيار عبارات تتماشى مع فهم الطفل، ما يحتّم علينا يقول أن ندرس هذا العالم دراسة دقيقة وعميقة حتى نستطيع أن نكتب له، ولذلك نجد الكثير ممن يكتبون للطفل يأتون من خارج الطفولة، أي يكتبون بعيون الكبار.