استقطاب أكبر الشركات العالمية ليس متاحًا لجميع الدّول اعتبر الخبير الاقتصادي المهتم بشؤون الطاقة مصطفى مقيدش، أن الجزائر تنتهج مقاربة إستراتيجية مزدوجة، تتسم بالواقعية والعقلانية، مؤكدا أنها ستستمر بثقة في عملية تطوير استغلال ثرواتها الباطنية وتعميق الاستثمارات، موضحا أنها مرشحة أن تقفز إلى موقع تجاري مهم في تموين العديد من الدول الأوروبية، وقال إنها مستقبلا، يرتقب أن تقفز إلى تصدير الهيدروجين الأخضر وكهرباء عبر الكابل المستقبلي نحو إيطاليا، إذا توفرت بعض العوامل. على اعتبار أن عملية التطوير تخضع إلى عائد الاستثمار والربحية. في تصريح عن أهمية الاستكشافات الجديدة التي حققتها سوناطراك بوسائل ذاتية خالصة، أكد الخبير مصطفى مقيدش أنها إحدى النتائج الأولى لاستثمارات المجمع الجزائري، بعد أن انخرط في مسار البحث والتنقيب في مجال مناجم وحقول المحروقات. وقال مقيدش إن الاستكشافات المعتبرة الجديدة، خبر جيّد ومشجّع، فهو يتعلّق بمواقع جديدة. وأشار إلى أنه بالنظر إلى حجم احتياطيات المحروقات غير التقليدية، فمن المؤكد أن الجزائر تحتل المركز الثالث. وأضاف أن "الرقم المعلن والمتمثل في 137 مليار م3 ربما يتضمن كميات الغاز المعاد حقنها للحفاظ على معدل تدفق تشغيلي مناسب للحقول المنتجة للغاز بهدف الحفاظ على معدل تدفق مرتفع لأطول فترة ممكنة". وسلط الخبير مقيدش الضوء على الحركية الطاقوية وأداء سونطراك وكذا المستقبل القادم لهذه الثروة الثمينة في البلاد، وقال إن الجزائر انخرطت في مقاربة إستراتيجية مزدوجة تتسم بالواقعية والعقلانية في هذا القطاع الاستراتيجي، وهي تحرص، في كل ذلك، على الاستمرار في تطوير الاحتياطات الوطنية من الغاز، والتي ستبقى ضمن سلة مزيج الطاقة إلى غاية آفاق عام 2050، أو إلى فترة أطول وأبعد من ذلك. غير أن الأمر - بحسب تقدير مقيدش - سيتعلق كذلك بتطوير برنامج للطاقة المتجدّدة من خلال الاستثمارات المستدامة، خاصة الطاقة الكهربائية الشمسية؛ لأن الجزائر تمتلك أيضا الصحراء الكبرى أحد أضخم وأكبر احتياطيات الطاقة الشمسية في العالم. وأثنى الخبير على قدرة الجزائر في استقطاب أكبر الشركات الرائدة في أسواق الطاقة العالمية، معترفا أنه لا يوجد عدد كبير جدا من البلدان القادرة على اجتذاب أكبر شركات النفط والغاز في العالم، على غرار الشركتين العالميتين الكبيرتين اكسون موبيل وشيفرون، ويعتقد أن هذا يعكس الثقة التي تحظى بها سوناطراك في الخارج، ويؤكد المصداقية التي تتمتع بها الجزائر، يضاف إلى ذلك تمتع الجزائر بثروة كبيرة تعكسها الكميات الضخمة المتوفرة من الموارد الطاقوية، هذا ما يضاعف من جاذبية السوق الجزائرية للاستثمار في الطاقة، دون نسيان إضافة القانون الجديد للمحروقات الذي جاء بأكثر مرونة وذا جاذبية معتبرة. وتوقّع الخبير مقيدش أن بلوغ الإنتاج سقف 200 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، يسمح بتعزيز الموقع التجاري لمجمع سوناطراك في أوروبا، لأنه يعمل على توسيع الصادرات إلى بلدان جديدة في أوروبا مثل سلوفينيا وكرواتيا والمجر، وكذا نحو بلدان قارة آسيا، أما من الناحية النوعية، أفاد الخبير أن الجزائر قادرة على تصدير الطاقة في شكل هيدروجين أخضر وكهرباء عبر الكابل المستقبلي إلى إيطاليا. وأضاف أن رفع الإنتاج يصّب كذلك في تغطية الاحتياجات الوطنية المقدّرة ب 80 مليار م 3 من الغاز الطبيعي في قطاعات الصناعة والنقل والسكن للأسر لدعم نمو وطني أقوى.