انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، صباح أمس الأحد، اجتماعات وزراء الخارجية العرب تمهيدا للقمة العربية في دورتها الرابعة والعشرين المزمع عقدها يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين. وبالمناسبة تم الإعلان رسميا عن حسم الخلافات بشأن مسألة تمثيل سوريا لدى القمة، حيث أسند للائتلاف الوطني المعارض تولي المقعد السوري لدى الجامعة العربية والذي ظل شاغرا مند نوفمبر 2011، ووُجهت الدعوة لرئيس حكومة المعارضة غسان هيتو لحضور اجتماعات القمة. وجدد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في بداية الاجتماع التأكيد على الدعوة إلى مشاركة المعارضة في القمة، وقال انه يتطلع إلى مشاركة الخطيب وهيتو. وطالب بوقفة عربية قوية مع الشعب السوري الشقيق الذي يقاتل كما قال من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ويتشرد الملايين من أبنائه داخل سوريا وخارجها في واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ، بينما يقف مجلس الأمن الدولي عاجزاً عن القيام بواجبه ومسؤوليته، كما أضاف. وأشاد الشيخ حمد بالخطيب ورحب بانتخاب هيتو، وقال اننا نتطلع لمشاركتهما في القمة العربية غدا تنفيذا لقرار المجلس الوزاري العربي في اجتماعه بالقاهرة، في إشارة إلى قرار اتخذه مجلس الجامعة في السادس من مارس والقاضي بمنح المعارضة مقعد سوريا شرط تشكيل هيئة تنفيذية. ولم تتمكن المعارضة حتى الآن من تشكيل حكومة مؤقتة بالرغم من انتخاب رئيس مؤقت للحكومة هو غسان هيتو. وبالمناسبة، دعا وزراء الخارجية مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار يوقف حمّام الدم في سوريا. وأكد الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، في كلمته، أن الأوضاع الإنسانية المتردية في سوريا تفرض تحركاً عاجلاً لوقف العنف. وبدأ الوزراء العرب اجتماعاتهم وهم يحملون ملفات قد لا تلقى الكثير من التوافق في ظل اضطرابات سياسية واقتصادية واجتماعية تعصف بالمنطقة، كما يواجه المجتمعون تركة قمة بغداد من العام الماضي، حيث يرى مراقبون أن العراق لم يضطلع بمهامه كما ينبغي بوصفه رئيسا دوريا للجامعة العربية آنذاك. وفي الجانب الإنساني، تبرز معاناة أكثر من مليون لاجئ سوري يتوزعون على الدول المجاورة، حيث يبحث الوزراء آليات تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية لهم وخصوصا بعد أن رفعت قمة الدوحة شعار صوت الحق مع الشعب السوري والفلسطيني. ومن جهة أخرى، يتطرق الوزراء إلى القضية الفلسطينية والجمود الذي يخيم على عملية السلام وزيادة وتيرة الاستيطان بشكل لافت، ناهيك عن نتائج زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية وانعكاساتها على عملية السلام. وأيضا مسألة المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. ولن تغيب بطبيعة الحال عن أجواء الاجتماع الأزمات الأمنية والاقتصادية المتلاحقة التي تمر بها الدول التي شهدت تغييرا لأنظمتها، إضافة إلى جلسات الحوار الوطني في اليمن، والأزمة السياسية التي يمر بها العراق بعد أسابيع على اندلاع احتجاجات متواصلة على سياسة الحكومة. ومن المواضيع المطروحة أيضا على مائدة البحث إعادة هيكلة الجامعة العربية وفقا لوثيقة العهد والميثاق التي اقترحتها السعودية وأقرت في قمة تونس عام 2004، إضافة إلى مقترحات مصرية طرحت في قمم سابقة تتعلق بإعادة الهيكلة.