أعلن أحمد معاذ الخطيب استقالته من رئاسة الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية يوم الأحد بعد أيام من انتخاب عضو المجلس الوطني السوري غسان هيتو لرئاسة الحكومة المؤقتة لادارة المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين والذي لقي بدوره رفضا من طرف "الجيش السوري الحر" المعارض. وأوضح الخطيب في بيان نشر اليوم "أنه وعد أبناء شعبه بالاستقالة في حال وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء" موضحا انه "اتخذ هذه الخطوة حتى يتمكن من العمل بحرية اكبر لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية". من جانبه أكد محمد علي المستشار الإعلامي لرئيس الائتلاف في تصريحات "أن معاذ الخطيب قدم استقالته من رئاسة الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية مشددا على أنه لا تراجع عنها". وعزا المستشار استقالة الخطيب "إلى تقاعس المجتمع الدولي عن نصرة سوريا والمتأجرة بالأرواح والدماء السورية واستخدام هذه الأرواح والدماء رغم قدسيتها من قبل الدول الكبرى كأوراق ضغط لتحقيق مصالح وأهداف خاصة بها". كما أرجع الاستقالة إلى التردد الدولي والعربي من مد المقاومة بالسلاح للتصدي لآلة القتل في سوريا والرغبة في إطالة أمد القتال في البلاد والتخوف من وصول السلاح ليد الارهابيين. وتأتي استقالة الخطيب عقب ايام من انتخاب المعارضة السورية باسطنبول لعضو المجلس الوطني السوري غسان هيتو لرئاسة الحكومة المؤقتة لادارة المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين في شمال سوريا. -"لجيش السوري الحر" المعارض "يرفض الاعتراف بغسان هيتو- وأكد "الجيش السوري الحر" للمعارضة المسلحة اليوم انه "يرفض الاعتراف بغسان هيتو رئيسا للوزراء مكلف بادارة المناطق التي تسيطر عليها عناصر المعارضة". وذكر المنسق السياسي والاعلامي لدى الجيش السوري الحر لؤي مقداد في تصريح صحفي "اننا لانعترف باختيار غسان هيتو رئيسا للحكومة المؤقت وانه من المستحيل بالنسبة للجيش الحر الاعتراف به باعتبار انه لم يتحصل على اجماع حوله من طرف اعضاء التحالف" داعيا إلى تصحيح الاخطاء من طرف اعضاء التحالف. وكان خلد الناصر عضو إئتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية قد اكد أن الإئتلاف حريص على انتخاب رئيس حكومة مؤقتة يحظى بقبول من الداخل والخارج. وقالت مصادر في الائتلاف الوطني السوري ان الوظيفة الكبرى للحكومة المؤقتة هي ادارة "المناطق المحررة" في سوريا وتقديم الضروريات المعيشية للسوريين مثل الكهرباء والماء والاتصالات وضمان الامن . وكان الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا جدد رفض المعارضة القطعي الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد. فيما اعلن قيادي سوري معارض مؤخرا ان تشكيل المعارضة الخارجية لحكومة مؤقتة من شأنه ان ينسف كافة الجهود السياسية لحل الازمة السورية سلميا. وقال صفوان عكاش القيادي بهيئة التنسيق السورية ان " تشكيل حكومة مؤقتة لا وزن حقيقي له في المجتمع والدولة ونعتقد انه سيزيد من تعقيد الأمور في سوريا". وقال عكاش ان تشكيل حكومة مدعومة من الغرب فى المنفى "لن تتمتع بقاعدة دعم عريضة واعتقد ان الوزن الحقيقي لهذه الحكومة ينبع من المساندين الغربيين لا أكثر من ذلك" مضيفا ان هيئة التنسيق السورية تدعم حكومة انتقالية على اساس المبادرة التي طرحها المبعوث الخاص المشترك لسوريا الاخضر الابراهيمي واعلان جنيف. وقال " اننا ندعم حكومة انتقالية تجمع المعارضة وبعض المسؤولين من النظام الحالي بعد مفاوضات مبنية على مبادرة الاخضر الابراهيمى" مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سوريا مشيرا إلى وجود ميل دولي باتجاه الحل السياسي للازمة في سوريا". وكان رئيس أركان الجيش السورى الحر سليم ادريس طالب قبل اجتماع المعارضة باسطنوبل "بحكومة مؤقتة" لها السلطة على جميع الاراضى السورية . وقال ادريس في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع الائتلاف الوطنى لقوى المعارضة والثورة السورية ان قواته مستعدة لتقديم ضمانات إلى الدول الراغبة فى تقديم أسلحة بعدم وقوعها بين أيدى مجموعات "متطرفة" . وفي خضم هذه التطورات التي تشهدها الازمة السورية افتتحت اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة أشغال إجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية بمشاركة وزير الخارجية السيد مراد مدلسي. و سيتولى وزراء الخارجية العرب مناقشة الملفات التي من المقرر طرحها على القادة خلال القمة المرتقبة ليومي الثلاثاء و الأربعاء المقبلين و المتعلقة بالعمل العربي االمشترك والإجراءات الكفيلة بتطوير الجامعة العربية و منظماتها المتخصصة بما فيها إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان والقضية الفلسطينية والصراع العربي-الإسرائيلي. و من بين أهم النقاط التي من المنتظر البت فيها مسألة مشاركة الإئتلاف السوري في القمة العربية حيث أوكل إلى الوزراء الحسم فيها.