تحتضن العاصمة القطرية الدوحة يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين، أشغال الدورة العادية الرابعة والعشرين للجمعية العامة لجامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي ينتظر أن تحتل فيها تطورات الوضع في سوريا مساحة واسعة، خاصة وأن المتتبعين يرجحون جلوس غسان هيتو، الذي انتخبته المعارضة السورية أخيرا رئيسا لحكومتها المؤقتة على كرسي دمشق في اجتماع القمة. انطلقت التحضيرات لأشغال القمة، أول أمس، باجتماع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي انعقد بفندق شيراتون الدوحة، ومثّل الجزائر فيه وزير التجارة مصطفى بن بادة، الذي دعا إلى ضرورة التعجيل بحل إشكال المنشأة في سبيل تفعيل مشروع المنطقة العربية الحرة. ودعا الدكتور نبيل العربي في كلمته للمجلس إلى ''إعادة النظر في المبالغ المخصصة لصندوقي الأقصى والقدس ودراسة زيادة رأسمال صندوق الأقصى بمبلغ مليار دولار''، وتأتي دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية انطلاقا من ''أنه في ضوء محدودة الموارد المالية الحالية المخصصة لصندوقي القدس والأقصى، لا يمكن تلبية متطلبات المرحلة الراهنة في النهوض بالدولة الفلسطينية''. ويجمع المتتبعون على أن أشغال القمة العربية التي تنطلق بعد غد الثلاثاء ستشهد نقاشا حادا حول مآلات الملف السوري، خاصة بعد التزايد المطرد في عدد الضحايا ونوعية العمليات المسلحة. وعلمت ''الخبر'' أن ممثلي دول مثل ليبيا وتونس والعراق والجزائر سيطالبون بإعادة تفعيل دور الجامعة العربية في تصور مخرج للأزمة السورية، خاصة وأن مجلس الأمن لم ينجح في التقدم بالملف ولو خطوة واحدة باتجاه الحل. وينطلق هذا الموقف من قراءة سلبية للموقف الذي لعبته جامعة الدول العربية منذ سنتين في الأزمة السورية، والتي انتقلت من حالة التحرك غير الفاعل إلى حالة الجمود التام منذ تسليم الملف إلى مجلس الأمن، كما ينطلق من قناعة أن تفرق الدم السوري بين واشنطن وأتباعها وموسكو وحلفائها سيطيل عمر الحرب وسيضاعف عدد الضحايا. وأعلنت الدوحة عن ترحيبها بمشاركة المعارضة السورية ممثلة برئيس حكومتها المؤقتة غسان هيتو في اجتماع جامعة الدول العربية على مستوى القمة. خاصة بعد صدور قرار حصول نفس المعارضة على مقعد سوريا في الجامعة. ويبدأ الوزير الأول عبد المالك سلال اليوم زيارة رسمية إلى الدوحة تسبق تمثيله لرئيس الجمهورية في أشغال القمة.