أكد سفير كوريا الجنوبية في الجزائر، بارك سانغ جين، يوم الاثنين، أن العلاقات الجزائرية-الكورية الجنوبية، ما فتئت تعرف "تطورا مستمرا" بالرغم من العراقيل الجغرافية واللغوية مبرزا أن كلا البلدين يتمتعان بإمكانات كبيرة لتطوير تعاونهما المثمر المبني على أساس التفاهم والاحترام المتبادلين. وأضاف سانغ جين، في ندوة نشطها، في كلية علوم الإعلام والاتصال (الجزائر 3)، حول موضوع "كوريا، الكوريون و العلاقات الجزائر-الكورية" أنه بالرغم من أن تاريخ العلاقات الثنائية بين كوريا الجنوبيةوالجزائر لازال فتيا (28 سنة) مقارنة بالشركاء التقليديين للجزائر، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين جاءت متأخرة، وأقيمت فقط عام 1990 بعد انقضاء حقبة الحرب الباردة ومع ذلك فمن المعروف أن العلاقات بين البلدين تعرف "تطورا مستمرا" لا سيما وأن الجانبين "يتمتعان بإمكانات كبيرة لتطوير تعاونهما المثمر المبني على أساس التفاهم والاحترام المتبادلين". وأبرز سانغ جين، أن هناك العديد من الإمكانات التي لا بد من استغلالها وتنميتها بين البلدين على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، لا سيما وأن الجزائر يعد البلد الإفريقي الوحيد الذي أقام "شراكة إستراتيجية" مع دولة كوريا الجنوبية. وأكد السفير الكوري، في السياق أن العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية كوريا والجزائر "شهدت تطورا تدرجيا" منذ إقامتها إذ تمت ترقيتها إلى "شراكة إستراتيجية" وذلك خلال الزيارة الرسمية للرئيس الكوري السابق "روه مو هيون" إلى الجزائر عام 2006، عقب زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى كوريا عام 2003. كما أبدى السفير الكوري الجنوبي، إعجابه طيلة مدة مهامه في الجزائر والتي استغرقت ثلاث سنوات، "بالاهتمام المتزايد وشغف الشباب الجزائري بالتعرف على كوريا وخاصة ثقافتها ولغتها" قائلا "أنا متأكد من أن هذا الجيل الشاب سيلعب دورا محوريا في تعزيز العلاقات الكورية الجزائرية في مختلف المجالات في المستقبل القريب". وعليه أبرز الدبلوماسي الكوري، رغبة الجمهورية الكورية في "المساهمة في تنويع وتحديث الاقتصاد الجزائري، من خلال تبادل خبرتها ومعرفتها المكتسبة من نموها الاقتصادي السريع"، وفي الوقت نفسه، توقع أن توفر الجزائر للشركات الكورية الجنوبية الكثير من الفرص والتحديات، وذلك إلى حد كبير بفضل مواردها الطبيعية الهائلة وامتيازاتها الجغرافية كبوابة لأوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط. وعن تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أوضح السفير أنه وإلى نهاية فبراير الماضي تم إحصاء حوالي 26 شركة كورية جنوبية في الجزائر ونحو 900 رجل أعمال كوري يزاولون نشاطهم في الجزائر، وهي أرقام لا أعتقد -كما أكد- "أنه يمكن إعتبارها قليلة"، حيث تقوم معظم الشركات الكورية بتنفيذ العديد من مشاريع البنى التحتية، إضافة إلى تزويد المستهلكين الجزائريين بسيارات وأجهزة إلكترونية مختلفة ذات جودة عالية. أما عن حجم التبادل التجاري بين البلدين أكد، المسؤول الكوري، أن هذا المجال "يعرف تزايدا تدريجيا" منذ عام 1992، وهذا بالرغم من أنه "التدهور" في العلاقات بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط منذ 2014 ، ليعود من جديد ويعرف إنتعاشا من خلال تسجيله مبلغا قياسيا عام 2017 يقدر ب1.9 مليار دولار. و ارتفعت صادرات الجزائر، على وجه الخصوص، إلى كوريا الجنوبية بنسبة 256 بالمائة مقارنة بالعام السابق، في حين ارتفعت وارداتها من المنتجات الكورية بنسبة 16 بالمائة وهي حقا دلالة جيدة للعلاقات الثنائية المستقبلية. وشدد الدبلوماسي الكوري، على ان كل من الجزائروكوريا الجنوبية لديهما إمكانات كبيرة لتدعيم مستقبلا طرق التبادل بينهما وهذا من خلال بذل المزيد من الجهود لتسهيل وتوسيع التجارة عن طريق إزالة العوائق اللغوية والجغرافية وتطوير سوق جديدة فعليا. وتطرق في السياق، إلى أن الشركات الكورية تقوم حاليا بتنفيذ 34 مشروعا هاما في الجزائر مثل محطات توليد الطاقة في كل من خنشلة، نعامة، مستغانم، جيجل وبسكرة، بالإضافة إلى مشاريع تطوير المدن الجديدة الممولة من طرف الحكومة في كل من سيدي عبد الله وبوغزول وبوينان، مضيفا أنه إلى جانب مشاريع البناء هذه، يمكن لكوريا أن تكون أفضل شريك لتنفيذ سياسة الحكومة الجزائرية الهادفة لتنويع صناعاتها، من خلال تشجيع الزراعة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.