أكد وزير خارجية الجمهورية العربية الصحراوية، محمد سالم ولد السالك، أن استمرار الانتهاكات المغربية لحقوق الشعب الصحراوي في الحرية والسيادة، تمثل العقبة الوحيدة في بناء المغرب العربي، وتعبث بأمنه واستقراره من خلال إنتاج وتصدير المخدرات، وجدد تعاون جبهة البوليزاريو الكامل مع جهود الأممالمتحدة لتسوية سلمية ديمقراطية للقضية عبر استفتاء تقرير المصير. أدان وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، أمس، في ندوة صحفية عقدها بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر، استمرار المغرب في سياساته الخطيرة الموجهة ضد المنطقة وشبابها، بعد أن تحول إلى قلعة عالمية لإنتاج وتصدير المخدرات وإغراق دول شمال إفريقيا والساحل. وأوضح، أن الجهد المغربي اتجه نحو الجنوب والشرق، بعد تعزيز الاتحاد الأوروبي لحدوده الجنوبية، وأصبحت آلاف الأطنان من هذه السموم التي تذر عليه ما يزيد عن 25 مليار دولار، تتسلل إلى دول الجوار، عبر الشبكات المدعومة من طرف أجهزته الأمنية . وقال الوزير، أن «الاحتلال المغربي، لم يكتف بكونه المنتج ل 85 بالمئة، من القنب الهندي في العالم، وانتهز فرصة وجود الجماعات الإرهابية في شمال مالي، ليتغلغل في المنطقة من خلال المخدرات وعصابات الجريمة المنظمة»، مضيفا، أن «الأمر وصل به إلى إنشاء جماعة إرهابية منظمة ومدربة تطلق على نفسها تسمية حركة التوحيد والجهاد لغرب إفريقيا، من طرف أجهزته الاستخباراتية، تستهدف الجزائر والشعب الصحراوي»، ووجه، نداء إلى المجتمع الدولي وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، إلى التعامل بحزم مع هذا الوضع الخطير. واعتبر ولد السالك، أن المغرب مثل إسرائيل، لا تحترم حدود الدول المجاورة وتحتل اجزاء هامة من الأرض الصحراوية، وتقوم بخرق سافر لحقوق الإنسان، بارتكابها جرائم حرب في حق شعبها، لتصبح بهذا العقبة الوحيدة أمام بناء المغرب العربي، وأمام السلم والأمن، وخطرا على صحة شعوب المنطقة، مستغربا استمرار قدرته على إسكات الحكومات الرسمية لبعض الدول. وكشف وزير الشؤون الخارجية الصحراوية، أن جبهة البوليزاريو، جددت تأكيدها لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، في زيارته التي انتهت أمس، إلى الأراضي المحتلة، تعاونها الكامل مع الأممالمتحدة، لتسوية سلمية وديمقراطية للقضية وفق مخطط عام 1991، تضمن للشعب الصحراوي، تقرير مصيره عبر الاستفتاء، يعبر من خلالها عن إرادته في الاستقلال عبر صناديق الاقتراع كما عبر عنها بالسلاح في السنوات الماضية. وقال المتحدث، أن مأمورية روس، تكمن في تطبيق القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة ومجلس الأمن، التي تؤكد كلها على ضرورة التفاوض دون شروط مسبقة لإيجاد حل سلمي وعادل، يضمن تقرير المصير، وأكد أن تواطؤ وسكوت بعض الأعضاء الدائمين داخل الهيئة الأممية، وعلى رأسهم فرنسا شجعت الاحتلال المغربي على الاستمرار في أساليبه الإجرامية، وعطل مجهودات كريستوفر روس، الذي كان شاهدا على قمعها الوحشي للتظاهرات السلمية، التي نظمت خلال اليومين الماضيين، في العيون والداخلة، والموثقة بالصوت والصورة، التي تضاف إلى عديدة الانتهاكات الممارسة منذ بداية الاحتلال عام 1975. وأدان الوزير الصحراوي، موقف فرنسا الداعم للاحتلال، وسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها، فهي تتدخل في شؤون الدول بالدبابات والطائرات لفرض الديمقراطية كما تزعم، وتقيم علاقاتها في المقابل مع المغرب على حساب الشعب الصحراوي، متسائلا، هل استفتاء تقرير المصير ليس ديمقراطيا؟ وقال أن موقف الحكومة الفرنسية الجديدة والمجموعة الدولية سيتضح في الاجتماع القادم لمجلس الأمن.