توفي، أمس، أول وزير عدل للجزائر المستقلة وعميد المحامين، المجاهد الأستاذ عمار بن تومي، بمقر سكناه عن عمر يناهز 90 سنة بعد صراع مع المرض، حسبما علم لدى أقاربه. وتجري، اليوم، بمحكمة عبان رمضان بالجزائر الوسطى، مراسيم إلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد، من قبل زملائه ورفقاءه في الكفاح، على أن يوارى الثرى بعد صلاة الظهر بمقبرة سيدي محمد ببوزريعة. وقدم، المحامي ووزير العدل الأسبق، في السنوات الأخيرة، إسهامات منيرة، عن تاريخ الجزائر بتفاصيل قيمة، من خلال محاضرات وندوات، كانت من بينها ندوة « الدفاع عن مناضلي الحركة الوطنية والثورة التحريرية»، بمنتدى «الشعب» عشية الفاتح نوفمبر الماضي، كشف خلالها عن الدور الذي لعبه إلى جانب محامين آخرين، في فضح الجرائم والاعتداءات التي ارتكبها جيش الاحتلال الفرنسي، من خلال التكتل في لجنة مساندة ضحايا القمع الاستعماري التي شكلت بعد مجازر 8 ماي 1945. وقال في منتدى «الشعب»، انه كان محامي لحزب الشعب الجزائري، ثم لحركة انتصار الحريات الديمقراطية، ثم جبهة التحرير الوطني بعد انطلاق الكفاح المسلح بطلب من رابح بيطاط، وألقت عليه السلطات الاستعمارية القبض رفقة 11 محاميا، الذين شكلوا مجموعة جوان 1955، وتوج مساره النضالي، بان اصبح اول وزير عدل حافظ للأختام في الجزائر المستقلة. الجزائر برحليه ،فقدت واحدا من رموز الحركة الوطنية والكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي، بعد أن كان عضوا بارزا، وشاهدا على مختلف النشاطات الثورية قبل وبعد اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة، وصولا إلى مرحلة الاستقلال ووضع الأسس الأولى لبناء الجمهورية الجزائرية. وقد اختار الراحل، عمار بن تومي، خدمة مناضلي الحركة الوطنية والمجاهدين، من خلال الدفاع عنهم أمام المحاكم الفرنسية الجائرة، وقام بصفته محاميا وعضو في لجنة الدفاع عن المجاهدين الجزائريين بالتصدي للأحكام التعسفية الصادرة عن السلطات المدنية والعسكرية الفرنسية ضدهم، ولم يدخر أي جهد في ذلك.وشكل السند القانوني اللازم للثورة التحريرية رفقة عدد من المحاميين الوطنيين الذين تحدوا المستعمر. وسيبقى، المحامي والوزير الراحل عمار بن تومي، راسخا في الذاكرة الجماعية نظرا لما قام به،وما قدمه من تضحيات في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة.