أبرزت أروة محادين مديرة وكالة سياحية اردنية ، أهمية الوجهة السياحية للأردن نظرا للخصائص العلاجية والمواقع السياحية التي تتوفر عليها، خاصة البحر الميت الذي يعدّ مكانا للعلاج والسياحة في نفس الوقت، وحسبها فإنّ الوجه السياحي يجب أن يكون فيه خطة تسويقية للعمل على هذا السوق الذي لا يزال جديدا بالنسبة الجزائريين، قصد تنشيط الحركة السياحية نحو الأردن. وأضافت أروة محادين خلال ندوة جمعتها ببعض الصحافيين الجزائريين ، أن الموقع الجغرافي الجميل للأردن يسمح بزيارة المدينة في أي وقت، بالإضافة إلى الأمن وعدد الفنادق التي تتيح مجالات للسياحة، مشيرة إلى أنّ وكالتها تنشط في مجال السياحة الدينية والعلاجية منذ 32 سنة، ولديها مكاتب في بعض الدول كموسكو. وبالمقابل، أكّدت مسؤولة الوكالة أنّ الهدف من توجيه الدعوة لوكالات السياحة الجزائرية لزيارة الأردن، هو الترويج للسياحة الأردنية بقصد استقطاب الزوار الجزائريين الذين يقصدون البلد بعدد قليل مقارنة بالأجانب والعرب، حيث يقوم بهذه العملية هيئات سياحية تعمل على الترويج للسياحة الأردنية في الدول الجديدة وتجلب برامج تعليمية للأردن. وقالت أيضا أنّ السائح الجزائري يحظى بتعامل خاص، من خلال الأسعار وتجهيز له البرامج التي تلبي احتياجاته، حيث أنّه بمجرد نزوله بالمطار يجد من يستقبله ويأخذه مباشرة إلى الفندق، مشيرة الى أن هناك اتفاقيات مع الفنادق لضبط أسعار تفضيلية. رحلات دعائية للترويج من جهتها، أفادت سهام بن شخشوخ مديرة تجارية بوكالة مماثلة، أنّ الهدف من زيارتهم للمملكة الأردنية الهاشمية، هو خدمة السياحة الجزائرية بالنظر للآخرين، والاستفادة من خبرة الأردن في هذا المجال للمضي قدما، وحسبها فإنّ القطاع ببلادنا ما يزال يعاني نقصا. وثانيا اكتشاف ما تزخر به الأردن من مواقع طبيعية خلابة، وتقوية الروابط بين الدولتين الشقيقتين والتزاوج بين الإعلام والسياحة، وكذا مدّ جسور التواصل بين الوكالات السياحية داخل الوطن وخارجه. وفي هذا الصدد، كشفت بن شخشوخ في تصريح خاص ل “الشعب" عن برنامج لزيارة مع بعض الدول كتونس المغرب، تركيا، روسيا، ماليزيا، الإمارات العربية المتحدة، وإسبانياالعام القادم. زيادة عن الرحلات الدعائية من داخل وخارج الجزائر للتعريف بالمواقع السياحية الجزائرية، حيث ستقوم بمهمة الترويج وكالات متخصصة بروسيا، مضيفة بأنّ هناك برنامج لزيارة الأماكن السياحية على الخط موسكوبكينالجزائر يدوم 20 يوما، يتبعه رحلات منظمة إلى المحيط المتجمد الشمالي والجنوبي وإفريقيا. المواقع السياحية بالجزائر ينقصها الترويج استحسنت بعض وكالات السياحة الجزائرية الزيارة التي قادتهم إلى المملكة الأردنية ، كونها تفيدهم في الترويج للسياحة بين البلدين وكذا للتعرف على الأسعار والخدمات التي تقدمها المرافق الفندقية هنا. ولهذا اقتربت “الشعب" من بعض مسيري هذه الوكالات السياحية لمعرفة انطباعهم عن الرحلة. أعربت السيدة رحماني مفيدة مسيّرة ومالكة لوكالة للسفر والسياحة ، عن سعادتها لزيارة الأردن لأول مرة، كونها تعرّفت على مواقع سياحية ودينية كثيرة كالبتراء، العقبة، جرش وغيرها من الأماكن، بالإضافة إلى حسن الضيافة الذي لقيته ، قائلة أنّها استفادت كثيرا من الرحلة وتود في إقامة علاقات تعاون مع الوكالات السياحية الأردنية لخدمة السياحة الوطنية وترقيتها، عن طريق جلب السياح الأردنيين لزيارة الجزائر التي تتوفر على مواقع سياحية جذابة، وللأسف لم تنل حظها من الترويج. وبالموازاة مع ذلك، أكدت أنّها تنشط في الميدان مدة 12 سنة، حيث تخصّصت في البداية في المخيمات الصيفية لفائدة الاطفال خلال الفترة 2003 2004، ثم نشطت في خدمات العمرة، لكنها واجهت مشاكل التأشيرة التي تتحصل عليها المرأة دون زوجها فاضطرت للتخلي عن خدمات العمرة. وأضافت أنها كانت تتكفل ب 150 إلى 2000 طفل من كل الولايات ليقضوا عطلتهم الصيفية بمخيمات الطارف، عنابة وجيجل وقد سهّلت لها السلطات كل الأمور، بالإضافة إلى توفر الأمن. وفي هذا السياق، أبرزت محدثتنا أن الثقة مع الزبائن وإرضائهم هو أساس عملها. نفس الأمر، ذهبت إليه ربيعة تلة مسؤولة عن وكالة مماثلة، التي تنشط قرابة السنة في ميدان السياحة والأسفار، مفيدة أنّها سابقا كانت تشتغل في مجال الفندقة لمدة ثلاثة عشرة سنة، وحلمها كان إنشاء وكالة سياحية وبالفعل حقّقته بعد حصولها على شهادة الاعتماد. وأشارت في تصريح ل “الشعب" إلى أنّه خلال الأشهر الأولى كان فيه تخوف، بعدها بدأ إقبال المواطنين على الوكالة، حيث كانت أول رحلة اإلى شرم الشيخ بمصر، ثم اسطنبول، المغرب وتونس. هذه الدول شهدت إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين الذين أضحوا يفضلون هذه الوجهة السياحية، مبرزة في هذا الشأن وجود تنسيق بينها وشركائها بالدول التي تتعامل معهم عبر الأنترنيت أو مباشرة، وهناك رغبة في فتح مجال التعاون لبلدان أخرى. واعتبرت زيارتها للأردن بالمهمة، لأنّها تعرّفت على بلد لم تعرفه من قبل وشاهدت مواقع سياحية عديدة، مبدية استعدادها للتعامل مع نظيرتها بالأردن في حالة ما تمت فيه مراعاة الأسعار، كي تتمكن من الترويج للسياحة. وفي هذه النقطة أوضحت محدثتنا أن أسعار الخدمات الفندقية بالأردن غالية. نقص فادح في المرافق الفندقية أعاب عمار خليفاتي مسير وكالة سياحية ، عن النقص الفادح في المرافق الفندقية بالجزائر لاستقبال السياح والأسعار وكذا عدم تهيئة المواقع الطبيعية، ممّا أثر على السياحة الوطنية، موضّحا أنّ الفنادق الموجودة حاليا لا تقدم خدمات جيدة تجلب السائح الأجنبي أو العربي، بل تصلح لرجال الأعمال، على عكس ما كان في سنوات السبعينات. وفي ذات السياق، أعرب خليفاتي عن أمله في أن تكون الجزائر مقصدا سياحيا لكل زائر، علما أن محدثنا كان يشتغل في قطاع السياحة بتونس مدة عشرة سنوات، بعدها فكّر في إنشاء وكالة سياحية وقد شجّعه في ذلك مسؤوله الذي كان يشتغل عنده. وبحكم معرفته بأصحاب الفنادق بتونس تمكن من التحكم في النشاط، حيث قام بعدة رحلات إلى تركيا، اليونان، المغرب ومصر الذي كان الإقبال عليها كبير من طرف الجزائريين. وحسب ما أفاد به فإنّه لم يجد صعوبة في الماضي، لأنّ السلطات كانت تشجع مسيري الوكالات السياحية، مشيرا إلى أنه خلال السنوات الاخيرة انخفض عدد الزبائن بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وشهر رمضان المبارك الذي أصبح يحل في فصل الصيف. وبالنسبة لزيارته للأردن، قال أنه لم يكن ينتظر وجود مواقع كثيرة مع حسن ضيافة أهلها، مضيفا بأنّ الزيارة ستبقى ذكرى جميلة له.