فبعد ثورة الياسمين بدت معظم المحطات السياحية و الفنادق مهجورة خاصة و إن تدفق السياح على تونس يتم خلال العام كله وتبدأ التسجيلات والحجز لموسم الاصطياف الذي عرف خلال السنتين الأخيرتين نقصا في عدد السياح المسلمين لتزامنه مع شهر رمضان المعظم غير أن التخفيضات في أسعار الخدمات الفندقية و الأسعار المعقولة للمواد الغذائية خاصة فيما يخص أسعار اللحوم و الأسماك مقارنة بالأسعار خاصة في الجزائر جعلت فئة كبيرة تؤكد أن صيام شهر رمضان بتونس يكون أقل غلاء منه في الجزائر ولمعرفة المزيد عن تطور الأوضاع السياحية في تونس اقتربنا من مدير الديوان الوطني للسياحة التونسي السيد فوزي بصلي الذي رافق وفدا متكونا من 5 صحفيين و 38 وكالة ناشطة في مجال السفر و السياحة بالجزائر و التي تخصصت في الوجهة التونسية إلى مدن طبرقة ،حمامات مونستير وسوسة خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 22 مارس الجاري ليبين لنا أن الوضع ليس كارثيا بالقدر الذي كنا نتصوره على غرار العديد من المواطنين الجزائريين الذين تعودوا على قضاء فترة عطلتهم خاصة الصيفية بتونس حيث الأمن والأمان ولعل السبب الوحيد لبقاء قطاع السياحة التونسية واقفا على رجليه هو إيمان التونسيين بأن السياحة هي مصدر رزقهم الأول حتى لا نقول الأول و الأخير فهي تؤمن مدخول مالا يقل عن 400 ألف شخص لذا يقول السيد فوزي البصلي أن الهياكل القاعدية السياحية لم يمسها سوء كما أن التونسيين الذين قاموا بالثورة عبر أرجاء تونس من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها لم يتعرضوا للسياح الأجانب خلال هذه الفترة وذهب القائمون على بعض الفنادق التي لم تر نزلاءها يغادرونها بسبب الثورة إلى تسليمهم «شهادات» وحتى و إن ضيع مهنيو هذا القطاع الحساس مالا يقل عن %70 من نشاطهم خلال شهر جانفي الجاري إلا أن النشاط يعرف تحسنا ملحوظا يضيف محدثنا الذي أكد أن عددا كبيرا من المهنيين في القطاع تلقوا برقيات تشجيع من المتعاملين معهم خاصة من الجزائر ومن جهة أخرى يؤكد السيد سفيان فرشيشي مسير وكالة»سيزار ترافلس» المتواجد مقرها بالجزائر العاصمة أن النشاط بدأ يتحرك ويعرف تحسنا من يوم لآخر ويرجع هذا حسبه إلى المجهودات التي يبذلها القائمون على القطاع بدءا من ممثليات الديوان الوطني للسياحة التونسية المتواجد عبر العديد من البلدان وكذا أصحاب الفنادق الذين خفضوا من أسعار خدماتهم خلال عطلة الربيع مقارنة بفصل الصيف إذ تصل هذه التخفيضات من 25 إلى %30 ويؤكد محدثنا أنه رأى بأم عينيه تدفق السياح الفرنسيين خاصة على جربة وحمامات بداية من الأيام الأولى لشهر فيفري ليضيف أيضا أن حماية المكتسبات السياحية والسياح هو الهدف الأول لثورة الياسمين وأن الهدف الأول للتونسيين هو إعمار الفنادق ولو بأسعار أقل وذلك لجلب السياح للوقوف على حقيقة تونس ما بعد الثورة وعلى صعيد آخر اتصلنا بالرئيس المدير العام لطالاسا فنادق تونس thalassa hotels tunisia) )خلال تواجدنا بمدينة مونستير ليؤكد لنا أن السياحة في تونس عامة مرت بظروف عصيبة خلال أيام الثورة إلا أنه أكد أن الجهد يجب أن ينصب حول إقناع الأجانب بأن الأمور عادت إلى نصابها و أن الأمن و الاستقرار استتبا وقال «أنا أتمنى أنني لا أخطئ حيثما أقول أننا على طريق الصواب في الوقت الحالي و أن فنادقنا ستعرف حركتها المعهودة وستملأ بالسياح مع ما حققناه من حرية». وجدير بالذكر أن الحركة الصناعية و التجارية و كذا حركة النقل عادت إلى طبيعتها كما أن حظر التجول قد رفع ولهذا تكون هذه الإشارة واضحة لانطلاق السياحة من جديد وفي أقرب وقت ممكن كما يتمناها الجميع وذلك ممكن جدا حسب السيد فوزي بصلي المسؤول الأول على ممثلية الديوان الوطني للسياحة التونسي في الجزائر للخبرة التي اكتسبها المهنيون في القطاع ويرى السيد بصلي أن ما حققته ثورة الياسمين لا يمكن إلا أن يكون في فائدة السياحة و السياح وذلك لأثره على المهنيين وكذا المستثمرين في القطاع و دعى ممثل الديوان الجزائريين إلى زيارة تونس مؤازرة وتضامنا مع إخوانهم التونسيين بالتوجه إلى مختلف المواقع السياحية التونسية لقضاء عطلهم على غرار السنوات الماضية و أن يضعوا ثقتهم الكاملة في إخوانهم التونسيين على جميع الأصعدة . وجدير بالذكر أننا خلال تواجدنا بتونس لم نلاحظ أية عمليات اعتداء على السياح سواء الأجانب أو الجزائريين بل بدت الأمور جد عادية باستثناء نقص كبير في السياح غير أن وعي السلطات المسؤولة على السياحة في الشقيقة تونس وكذا الثقافة التي يمتلكها التونسيون نؤكد أن هذا الظرف العصيب سيتم تجاوزه أكثر من مليون جزائري زاروا تونس خلال 2010 يعرف عدد الجزائريين الذين يتوافدون على مختلف المحطات السياحية وكذا الفنادق طيلة السنوات الماضية ارتفاعا و تطورا محسوسا إذ سجلت السلطات التونسية مليون و 60 ألف جزائري عبروا الحدود سنة 2010 مقابل 9.63 مليون جزائري خلال سنة 2009 و 9.68 مليون سنة 2008 و يؤكد السيد فوزي بصلي أن نسبة التطور بلغت %31 منذ سنة 2003 سوسة استقبلت ربع مليون سائح جزائري سنة 2010 أكد السيد وحيد بن يوسف ممثل الديوان الوطني للسياحة التونسي بمنطقة سوسة أن فنادق هذه الأخيرة البالغ عددها 104 فنادق 05 منها ذات 05 نجوم و 40 ذات 04 نجوم بطاقة إجمالية تفوق 40 ألف سرير استقبلت خلال السنة الماضية أكثر من 250 ألف جزائري من مجموع مليون سائح جزائري كانت وجهتهم الشقيقة تونس و عن عدد الجزائريين الذين أقاموا بذات المدينة و لو ليلة واحدة خلال شهر رمضان المعظم يؤكد محدثنا أن مالا يقل عن 30 %من عدد السياح الجزائريين الذين من العادة أن يتوافدوا على هذه المدينة خلال هذه الفترة صاموا رمضان2010 بسوسة جدير بالإشارة أن مدينة سوسة و ضواحيها تعد وعاء سياحيا لربع السياح الجزائريينبتونس ليضيف السيد وليد بن يوسف أن جميع الهياكل السياحية التونسية الذي لم يمسها أي سوء خلال ثورة الياسمين على أكمل استعداد لاستقبال الجزائريين ليلة فصل الصيف خاصة خلال شهر رمضان . بوسلامة أحد أعمدة السياحة التونسية متخوف من الموسم في حديث مع السيد حبيب بوسلامة المسؤول السياحي بمنطقة الحمامات والرئيس المدير العام لفندق نهراواس لحمامات أكد أن مداخيل قطاع السياحة في تونس تمثل %07 من الدخل الخام الوطني و يمتص %60 من العجز في الميزان التجاري في تونس لم يخفي قلقه إزاء ما تعرفه فنادق تونس عامة وفنادق منطقة الحمامات خاصة من ركود أثر كثيرا على نشاطها المعهود إذ تعرف هذه الأخيرة امتلاء لا يتعدى %30 من نسبة الامتلاء خلال نفس الفترة من السنوات الماضية ويعول محدثنا ،على غرار العديد من المسؤولين على هذا القطاع الأساس على تضامن الجزائريين من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم السياحي لهذه السنة خاصة و أن الوضع الأمني لا يزال يقلق السياح ليؤكد أيضا أن أحسن حل لإقناع السياح في تونس من جديد هو التعويل على الجزائريين الذين يعدون من أحسن السياح في تونس لما يدرونه من مداخيل بالعملة الصعبة ولاستعادة الجزائريين الذين تعودوا على قضاء عطلتهم في تونس و كذا جلب المزيد من الجزائريين يضيف محدثنا أنه يتعين على جميع الفاعلين في قطاع السياحة العمل على طمأنة السياح بأن الأمن و الأمان متوفران مع اقتراح إعادة النظر في الأسعار المخصصة للجزائريين . مستعدون لاستقبال الجزائريين حتى في رمضان لم يخف السيد محمد علي ميلاد المدير العام لفنادق هدى بتونس وهي سلسلة من ثلاثة فنادق ذات 04 نجوم و آخر ذو 03 نجوم بكل من سوسة ،ياسمين حمامات وسكانس منستير بأن السياحة في تونس تمر بظرف صعب جدا ومقلق للغاية فحتى و إن ارتفعت عمليات الحجز على مستوى فنادق سلسلته على غرار العديد من الفنادق الأخرى مقارنة بالشهر الذي تلا ثورة الياسمين فإن الظرف يبقى مقلقا لأن نسبة امتلاء الفنادق لا تتعدى نسبة 35 إلى %40 وتمثل السياحة المحلية نسبة هامة منها ليضيف أن كل شيء على مايرام على مستوى المدن التي تتواجد بها الفنادق التي يشرف عليها و تم حتى التحضير لموسم الاصطياف خلال شهر رمضان باعتماد أسعار مغرية و خدمات راقية . مررنا بفترة حرجة و نأمل أن نخرج من عنق الزجاجة بعد زيارتنا إلى حمامات ياسمين توجهنا مساء يوم الأحد 20 مارس إلى مدينة سوسة للإقامة في فندق أبو سفيان ذو 04 نجوم الواقع بالمحطة السياحية الواقعة بميناء قنطاوي و الذي يتوفر على 380 غرفة تتم بها عملية وضع اللمسات الأخيرة لإعادة تهيئة وديكور ل 150 منها تحضيرا لموسم الاصطياف . من جهتها تؤكد السيدة سماح جربي مديرة الماركيتينغ بالفندق بأن هذه المؤسسة لم تغلق أبوابها وأن العمل مستمر حتى و إن لم يكن بالوتيرة التي تعود عليها مسؤولو و عمال الفندق و خلال تواجدنا بهذا الأخير علمنا أن نسبة امتلائه لا تتعدى %40 إذ يعرف النشاط السياحي فترة حرجة أقلقت المسؤولين غير أنها أبدت تفاؤلا كبيرا باستعادة النشاط خلال الأيام القليلة القادمة و الخروج من عنق الزجاجة و استعادة نشاطنا و يضيف مدير الفندق أنه تم الحفاظ على جميع مناصب الشغل الدائمة مع العمل على إعطاء عطل و تسبيق أخرى للموظفين و العمال وحتى العمل بالدوام بالنسبة لبعض الفئات. وكالات السياحة و الأسفار الجزائرية تتأثر لم يخف العديد من أصحاب و مسيري الوكالات السياحية الجزائرية قلقهم الشديد إزاء انخفاض مبيعاتهم للمنتوج السياحي التونسي خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية إذ يؤكد مسؤولو العديد من الوكالات التي رافقتنا في رحلتنا للوقوف على واقع السياحة في تونس بعد ثورة الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق بن علي أن مبيعاتهم عرفت انخفاض محسوسا وذهب البعض الآخر إلى القول بأنهم لم يقوموا بحجز و لو غرفة واحدة لتونس فوكالات (سيزار ترافلس من و آرت آس من الجزائر وكذا جمانا تور و تيمقاد تور من قسنطينة و باتنة على التوالي وكذا الجزائرية للأسفار و الخدمات من عنابة و غيرهم بأن الوضع مقلق للغاية وذهب أحدهم إلى حد القول بأن الهزات الارتدادية أثرت على الوكالات الجزائرية إلى حد أن بعض الوكالات المتخصصة في المنتوج التونسي ذهب إلى حد تسريح بعض عمالها و موظفيها لقلة النشاط أو انعدامه. جلسة أعمال بحضور 104 متعاملين تونسيا و 38 جزائريا // الحل هو الاسعار التفاضلية احتضن فندق أبو سفيان بسوسة مساء يوم الاثنين 21 مارس أشغال لقاءات بين 38 وكالة سياحية جزائرية للأسفار و 104 متعاملين في مجال الفندقة و السياحة بتونس فندقيا ووكالات الأسفار بتونس وكان السيد سليم شاكر كاتب الدولة التونسي للتجارة و السياحة قد أشرف شخصيا على افتتاح اللقاء إلى جانب ممثل الديوان الوطني التونسي للسياحة بالجزائر السيد فوزي بصلي ليذكر خلال كلمته بأن لا الحدود و لا الحواجز وأقل من ذلك القرارات السياسية المصطنعة ستؤثر على العلاقات بين البلدين ليضيف أنه يعول كثيرا على الإعلام الجزائري لنقل الصورة الحقيقية لتونس ما بعد الثورة مؤكدا أن مستقبل البلدين في تطوير قطاع الخدمات بما فيها السياحة و أنه يتعين على الجزائريين على المسؤولين في البلدين أن يفكروا جليا بين كل ماهو تعاون بين البلدين .ممثلوا الوكالات السياحية الجزائرية أكدوا بأن اللقاء مع زملائهم بتونس كان بإمكانه أن يكون أكثر إثمارا لو تم عرض أسعار تفاضلية للخدمات المقدمة للجزائريين مثلما يتم التعامل به مع السياح القادمين من أوربا الغربية و الشرقية . كاتب الدولة للسياحة و التجارة سليم شاكر لآخر ساعة على هامش افتتاحه لأشغال اللقاء بين الوكالات السياحية الجزائرية و التونسية وفي لقاء صحفي خص به بعض ممثلي وسائل الإعلام الجزائرية اقتربت آخر ساعة من المسؤول الأول على قطاع السياحة في تونس و طرحت عليه بعض الأسئلة المتعلقة بالقطاع . لم نلاحظ خلال تواجدنا ببلدكم التواجد الأمني المكثف خاصة عبر الطرقات كما تعود عليه السائح الجزائري وهو الأمر الذي أعطى إحساسا باللاأمن ما تعليقكم على هذا ؟ إنني مستغرب جدا لأنه يجب النظر إلى عدم التواجد الأمني المكثف كما تقولون من الجهة و إعطائه قراءة إيجابية لأن تونس الديمقراطية لم تعد بحاجة إلى تواجد أمني مكثف فالشعب الذي قام بحماية أملاكه ومكتسباته خلال و بعد ثورة الياسمين لا يمكن إلا أن يكون محافظا على السياح و إن كان القطاع يعاني فذلك ليس بسبب اللاأمن بل هو تخوف نراه مشروعا و سينجلي بتعاون الجميع . هل ستقومون باقتراح أسعار تفاضلية للجزائريين؟ لم يقم الشعب التونسي بالثورة من أجل أن تقوم الإدارة بفرض الأسعار على المتعاملين في قطاع السياحة غير أنني أأكد أنه بإمكان كل متعامل في القطاع بإعادة النظر فيما يقدمه لزبائنه خاصة الجزائريين كما بإمكان الفندقيين التونسيين القيام بدراسات للسوق و اتخاذ ما يمكن اتخاذه من إجراءات ألا ترون سيدي الوزير بأن تزامن عطلة الاصطياف مع الانتخابات المزمع إجراؤها نهاية شهر جويلية وكذا شهر رمضان الذي سيكون شهر أوت سيؤثران على موسم الاصطياف لسنة2011 ؟ أنا شخصيا لا أرى بأن الحملة الانتخابية وكذا الانتخابات وشهر رمضان سيكونان عائقا أمام تدفق السياح بل بالعكس سيكون لنا شرف كبير أن يكون إخواننا الجزائريون بيننا خلال هذه الانتخابات المصيرية وهذا الحدث المهم هل تأثرت الهياكل السياحية بفعل الثورة وما مصير ماكان يمتلكه التابعون للرئيس السابق بن علي ؟ إن الشعب التونسي كما تعرفون قام بثورة سلمية وهو واعي بأن السياحة هي مصدر رزقه و أنا اجزم بأنه لم يتعرض للهياكل السياحية و لا لهياكل أخرى كما أن سلسلة الفنادق التي كانت قبل الثورة تابعة لعائلة بن علي و الطرابلسي و التابعين لهم لم تمس أيضا بسوء إذ تواصل نشاطها بشكل عادي جدا وليكن في علمكم أننا عينا متصرفا إداريا قضائيا لإدارة ما كان يمتلكه المحسوبون على بن علي و أقربائه مبعوثنا إلى تونس فوزي سنوساوي