انتقد الأمين العام لجبهة الجزائرالجديدة جمال بن عبد السلام، أمس، تعامل الطبقة السياسية والمجتمع المدني مع ظاهرة اختطاف الأطفال، مؤكدا العجز في الوصول لمقاربة علاجية، خاصة وأن التحقيقات الأمنية والقضائية، أثبتت أنها أفعال انفرادية لمنحرفين ولا تنطلق من تنظيم إجرامي. أرجع جمال بن عبد السلام في الندوة السياسية المنظمة بمقر الحزب، استفحال الظاهرة إلى التحول الذي عرفه المجتمع الجزائري، إلى حالة العنف في كل المجالات كنتيجة حتمية لتراكمات العشرية السوداء، وخلقت نوعا من الجمود في المشاعر تجاه كل الجرائم، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية والفراغ الذي خلق بؤر فساد اجتماعية تسببت في مشاكل وخيمة. وحمل بن عبد السلام المسؤولية للمنظومة التربوية والمساجد، التي تحولت عن دورها الرئيسي من التربية والوعظ والإرشاد وضاعت القيم الاجتماعية، وتنامي التذمر والحقد لدى الفئات الهشة، وقال ان الظاهرة تسبب فيها أيضا غياب إعلام هادف قادر على مواكبة الغزو الثقافي والأفكار الوافدة، داعيا إلى اعتبار الظاهرة قضية وطنية حساسة والعمل على معالجتها. من جهته أكد الطبيب النفساني سعيد بن حيمر، أن 95٪ من حالات اختطاف الأطفال المسجلة نتيجة لمعاناة المجرمين من الحرمان العاطفي الحاد، مرجعا ذلك إلى حرمان الطفل في طفولته من الأحاسيس التي تجعل من شخصيته سوية عندما يكبر، وبالتالي فإن فعل الاختطاف هو مرض أو حالة نفسية متوقعة. واعتبر بن حيمر الاختطاف فعلا رمزيا عن الحرمان العاطفي الذي عاشه المجرم في طفولته، فيكون إما بحالة ترميمية من خلال ربط صداقة غير عادية مع الأطفال رغم كبر سنه، إلا أن 85٪ من الصداقات تنتهي بالاغتصاب، فيتحول المجرم من الترميم إلى إلغاء نفسه، عبر إلغاء الطفل الذي يشبهه، أو الذي يرى فيه نفسه فتنتهي الأمور بقتل البراءة. ودعا المتحدث الأولياء إلى لعب دورهم لاسيما الأم في الأربع سنوات الأولى، لمرحلة الطفولة ومنحه كل الحنان و العطف اللازم، لتجاوز أي حرمان عاطفي محتمل، وتكوين شخصية سوية متزنة لمواطن الغد كامل المقومات لا المكونات فقط. إلى جانب ذلك شدد بن حيمر على وضع إستراتيجية يساهم فيها الفاعلون كل في مجاله، وعلى تكاثف الجهود لاحتواء الظاهرة بداية بالعدالة، باعتبارها أساس الحكم والعيش الكريم، لأن عدم اخذ هذا المطلب بعين الاهتمام سيجعل المجتمع الجزائري يتخبط في أمراض اجتماعية خطيرة يصعب تداركها وتفقده توازنه واستقراره.