دعا مختصون جزائريون الحكومة للإسراع في اعتماد استراتيجية ناجعة تضمن مكافحة فعالة للأمراض المتنقلة في الوسط ألاستشفائي، التي تحصد أرواح العديد من المرضى سنويا، مؤكدين -في السياق- عدم مطابقة وسائل التعقيم وحتى انعدامها في المؤسسات الصحية، فضلا عن غياب ثقافة غسل الأيدي داخل هذه المؤسسات وبالتالي انعدام شروط النظافة في غرف العلاج وقاعات العمليات. وكشف -في هذا الصدد- الأستاذ عبد الكريم سوكحال رئيس مصلحة وأخصائي في الأمراض المتنقلة أنه من 10 إلى 18 بالمائة من الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات للعلاج يصابون بأمراض داخل المستشفى. وأضاف الأستاذ سكحال أن 50 بالمائة أو أكثر من العيادات والمؤسسات الصحية عبر الوطن لا توجد بها آلات تعقيم أصلا، مما يساعد في ارتفاع نسبة انتشار الأمراض الاستشفائية التي غالبا ما تؤدي إلى الوفاة أو إلى الإعاقة في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن الوسائل المستعملة في التنظيم في مستشفياتنا وعياداتنا كالمنشفة الأرضية والمكنسة الجافة تزيد من انتشار الأمراض وتعرض صحة المريض المعالج في الوسط الاستشفائي إلى الخطر، ودعا المتحدث إلى منع مثل هذه الوسائل (المنشفة والمكنسة) واستبدالها بوسائل حديثة مطابقة للمقاييس المعمول بها دوليا هو الحال بالعديد من الدول من بينها دول الجوار. واستعرض المختصون، خلال منتدى جريدة ”دي كا نيوز”، الذي انعقد، أمس، خصص ل ”الأمراض المتنقلة داخل المستشفيات وأسبابها”، مختلف الأسباب المؤدية إلى انتشار هذه الأمراض بالمستشفيات والمؤسسات الصحية، حيث أرجعوها إلى عدم تعقيم الأجهزة الطبية والتهاون في غسل الأيدي بهذه المؤسسات، مما يؤدي إلى ظهور بكتيريا وميكروبات تضر بصحة المريض والشخص السليم، وأرجع هؤلاء الخبراء أسباب انتشار هذه الأمراض كذلك إلى نقص الوعي الصحي وإلى عدم تكوين المشرفين على النظافة الاستشفائية وسوء التسيير، فضلا عن نقص الإمكانيات المادية.وما يزيد من خطورة البكتيريا والأمراض التي تنتشر في الوسط الاستشفائي -حسب الأستاذ سوكحال- قدرتها الكبيرة على مقاومة المضادات الحيوية، علما أن 50 بالمائة من البكتيريا التي تظهر في الوسط الاستشفائي مقاومة لهذه المضادات، مما يجعل فعالية أي دواء غير مجدية الأمر الذي يسبب للمصاب الموت، مما يؤكد أن الخلاص الوحيد من هذه الأمراض هو الوقاية المتمثلة في ضمان تعقيم تام وجيد لمختلف وسائل وأجهزة العلاج بما فيها ألبسة الأطقم الطبية من الممرض إلى الطبيب. من جهتها، أكدت الأستاذة بلقايد روزا، الممارسة بمستشفى بني مسوس، على ضرورة إخضاع المنظفة العاملة بالمستشفيات والعيادات الصحية للتكوين في مجال الصحة الاستشفائية على مستوى مراكز التكوين التابعة للقطاع، منتقدة -من جهة أخرى- عدم تخصيص ميزانية للوقاية من الأمراض التي تظهر خلال العلاج في المستشفيات جراء انعدام النظافة، كما دعت المتحدثة المرضى وأولياءهم إلى استحداث جمعية خاصة بحماية المريض تسمح بمراقبة الطبيب وتطلب منه خلال العلاج غسل يديه قبل أن يلمسه أو استبدال القفزات المستعملة وغيرها من الملاحظات قصد تفادي أية عدوى أو إصابة استشفائية.كما أشارت المختصة -من جهة أخرى- إلى أنه رغم توفير العديد من مسؤولي المستشفيات وسائل الوقاية والتنظيف الصحي، إلا أن العادات السيئة لم تتغير، إذ نادرا ما يتفطن أعضاء أطقم قاعات العلاج وحتى العمليات لتعقيم الأيدي وتنظيفها بطريقة صحيحة.