ناشدت أمس نائبة رئيس جمعية مرضى الكبد الفيروسي الآنسة زهية بڤاط، السلطات المعنية وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للتدخل قصد تفعيل دور اللجنة الوطنية لمكافحة إلتهاب الكبد الفيروسي بنوعيه (ب وس)، والتي نصبت قبل عامين، لكنها لم تصبح عملية لحد الساعة، مفيدة بأنه من المفروض أن تضع هذه اللجنة البالغة الأهمية برنامجا وطنيا يشمل الوقاية والكشف والتكفل بالعلاج. وأضافت الآنسة بڤاط لدى تدخلها بالندوة الصحفية المنعقدة بدار الصحافة، بأنها تستنكر سكوت السلطات المعنية بالصحة وجمودها إزاء مكافحة إلتهاب الكبد الفيروسي الذي أصبح وباء يهدد الصحة العمومية، بالرغم من أن وزير الصحة السيد سعيد بركات، صرّح أمام البرلمان قبل شهرين بأن هناك 5,2 ٪ من السكان قد يحملون فيروس إلتهاب الكبد الحاد من نوع (ب) و7,2 منهم فيروس (س) وهذا ببلادنا. علما بأن عدد حاملي فيروس الإلتهاب الكبدي من نوع (س) يتراوح من 3 إلى 4 مليون شخص عبر العالم، وأن 30٪ تمثل نسبة النشاطات الإستشارية بالجزائر، وما يقارب 5,1 مليون جزائري يحملون فيروس إلتهاب الكبد الحاد بنوعيه (ب) و(س)، زيادة على ذلك، فإن عدد المرضى الذين يتعالجون على المستوى الوطني يقدر ب749 مريض مصاب بفيروس (س)، و72 يعالجون من الإلتهاب الكبدي من نوع (ب)، وأن 350 مريض في قائمة انتظار العلاج بسبب غياب التنسيق بين المستشفيات، وكذا التسيير السيء للقطاع الوصي. وفي هذا الصدد، استعرضت نائبة رئيس جمعية مرضى الكبد الفيروسي في مداخلتها جملة من المشاكل التي يعاني منها المريض والمشتملة على غياب الوقاية بسبب انعدام الوسائل الموجهة لهذا الغرض قائلة بأنه لا توجد أعمال للحد من خطر الإصابة والعدوى في المحيط الإستشفائي خاصة على مستوى عيادات الأسنان، حيث أن بعض المناطق بشرق البلاد أصبحت مناطق وبائية بسبب غياب الوقاية والتدخل من قبل الوزارة الوصية كولاية أم البواقي، خنشلة وغيرها من الولايات. وأشارت في هذا الإطار، بأن وزير الصحة قد وعد في ماي الماضي بإنجاز 56 مركزا للكشف المجاني في أقرب الآجال، لكننا لحد الآن لم نلمس هذا المشروع، نظرا لأن السلطات المعنية لم تقم بأي مجهود لتحقيق هذا الهدف، خاصة للكشف عن الأشخاص الأكثر عرضة للعدوى. مضيفة بأنه بالنسبة للفحص، إلتزم الوزير باقتناء أجهزة (PCR) للفحص في كل منطقة، قصد القيام بالفحوص الضرورية والأساسية، لكن لا شيء يشير إلى نية القيام بهذا الإقتناء ومازال المرضى يعانون من التنقل إلى مناطق بعيدة عن مقر سكناهم. مشكل آخر تطرقت له الآنسة بڤاط، ألا وهو غياب التكوين في مجال التكفل العلاجي الخاص بهذا المرض، بالرغم من أهميته، حيث أن غالبية الأطباء المقدر نسبتهم ب 80٪ لا يعملون بالسلوك المناسب الذي يسلكونه أمام المريض الحامل ليفروس (س)، مطالبة الوزارة المعنية بالتكفل بهذا الجانب الهام، ونفس الأمر بالنسبة للمتابعة النفسانية لما لها من أهمية في الحد من الأعراض الثانوية للدواء الذي يوصف لعلاج فيروس الكبد (س)، والتي يصعب تحملها في بعض الأحيان إلى درجة الإكتئاب والهلوسة. وقالت أيضا بأنه في غياب الوقاية والمعلومات، ستبقى المصاريف عالية بما أن عدد المرضى سيتزايد، خاصة وأن الميزانية المخصصة للعلاج المقدرة ب250 مليون سنتيم والتي تعد هامة لم يتبعها برنامج التكفل الجاد بالمرض، بحكم أن هذا الأخير سيؤدي إلى وقاية أحسن. كما تناولت المتحدثة، مشكل غياب زرع الأعضاء مفيدة بأنه عندما يبلغ المريض المرحلة النهائية للمرض يتحول إلى سرطان الكبد، وهنا يستوجب عملية زرع الكبد ولحد الآن مازال مرضانا يموتون في صمت بسبب غياب استراتيجية جادة لزرع الكبد. بالاضافة إلى ذلك، فهناك مشكل عدم توفر الأدوية (هاته الأخيرة تكلف 140 مليون سنتيم) بسبب غياب تواصل وتناسق جيد بين المستشفيات والصيدلية المركزية للمستشفيات (وهي الموزع الوحيد لدواء الإلتهاب الفيروسي)، وهذا ينتج عنه خلل في التوزيع وافتقاد الدواء من رفوف بعض الصيدليات. وفي هذا السياق، أكدت نائبة رئيس الجمعية، بأن هذا الإنقطاع يعتبر مشكلة لأنه يؤخر التكفل بالمرضى الذين ينتظرون العلاج ويمنع المتابعة الجادة للعلاج الطويل، والذي يتم على مراحل، ويستلزم عدم الإنقطاع التام، مضيفة بأنه عندما تفتقد دواء ''ريبا فيروس'' مثلا لا يمكن مواصلة العلاج. وفي معرض تدخل الآنسة بڤاط، أشارت إلى أن رئيس مصلحة الهضم والمعدة بمستشفى وهران يرفض استقبال المرضى وفحصهم، وأن من يقوم بالتكفل بالمرضى هم مساعديه، وهذا بتدخل جمعية مرضى الكبد الفيروسي. وأضافت، بأن الوزارة الوصية أنجزت تحقيقا في هذا الإطار، لكن لا شيء جسد في أرض الواقع. وفي الختام دعت المتحدثة، السلطات المعنية بالتدخل لأجل حماية حياة آلاف المرضى، لأن هذا الداء الخبيث لا يرحم، حسب نائبة رئيس الجمعية ------------------------------------------------------------------------