تكرس الجمعيات الخيرية روح التضامن والتكافل بين المواطنين، لدورها في القضاء على الآفات الاجتماعية كالفقر والعوز. وتعتبر جمعية «جزاير الخير» التي تأسست حديثا مشروع خيري حقيقي جسده على أرض الواقع رئيسه الأستاذ عيسى بن الأخضر مع مجموعة من الأعضاء الذين أبو الا ان يناضلوا بكل الامكانيات الممكنة من أجل مجتمع صحي تسوده الرحمة والتالف بين أفراده. وعرف عيسى بن الأخضر في تصريح ل «الشعب» الجمعية بأنها وطنية، أهدافها اجتماعية لها أبعاد تضامنية واغاثية وتنموية، لأنها تعني بقضايا الأسرة، والمرأة والطفولة وتساهم في برامج لغائدة الطلبة الجزائريين لإحداث تواصل بين الجامعة والمحيط خاصة في ظل وجود فراغ غيب هذه المؤسسة التعليمية عن دورها كمركز اشعاع لاكتفائها بتسليم الشهادات فقط. وقال رئيس الجمعية في هذا الصدد: «أن الجمعية تتواجد في ثلاثين ولاية وتهدف إلى تحقيق أعمال ميدانية، لكن قبل تنفيذ المشاريع التي تسطرها فهي تهتم ببث الوعي والثقافة التطوعية. على خلاف التجربة السابقة للحركات الجمعوية التي تتعدى العشرين سنة وصلت «جزاير الخير» إلى نتيجة مفادها أن هناك قوانين تحول دون تحقيق أهدافها لتقديم خدمة للمعوزين لذلك يجب اعادة النظر في المسألة لتنطلق الجمعية على أسس متينة. ولتحقيق جزائر الخير العمل الهادف في كل نشاطاتها فهي لا تكتفي بالمساعدات الآنية بل تساهم في تنيمتها حتى ينتفع بها أكبر عدد من الفقراء. ويتحقق بعث الثقافة التطوعية وفعل الخير في المجتمع الجزائري لأنه كافراد هذه القيمة عريقة داخله ولكن بالوسائل الحديثة والتنظيم الحديث ستكون العمليات المساعداتية والأعمال الخيرية الكبرى منظمة ومؤطرة يعمل أصحابها باحترافية وهو أمر يعرف نقصا كبيرا في الواقع. تقوم الجمعية بجملة من المبادرات سواءا من خلال الملتقيات التوعوية أو نشر مطبوعات والإتصال بالمحسنين، بالاضافة إلى تواصلها مع الشركات والمؤسسات الوطنية بهدف جمع تبرعات وأموال للفئات المحرومة خاصة وأن التجار ينظرون إلى الأعمال الخيرية نظرة قاصرة وهي عادة يربطونها بمناسبة دينية وكأنهم معفين من آية مسؤولية تقع على عاتقهم تجاه المستضعفين. علما أن هناك 3 ملايين شخص يحتاجون إلى مثل هذه المساعدات من معاقين حركيا وأرامل ومطلقات. ويرى رئيس الجمعية ضرورة نشر ثقافة العمل التطوعي والخيري بالنسبة للشباب لأن له القدرة على الحركة وبالنسبة للميسورين من أجل المساهمة في مشاريع كبرى تكون منظمة ومؤطرة من أجل تحريك آلة أو ماكنة العمل الاجتماعي المدني في الجزائر بفاعلية كبيرة. «نساء الخير» للأرامل، الأيتام، المطلقات من المشاريع المستحدثة في «الجمعية» «نساء الخير» وهو مشروع تضامني وتنموي يركز على تنظيم الأعمال أو المساهمات النسوية سواء كن طالبات جامعيات أو سيدات أو عاملات أو غير ذلك يقدمن أعمالا خيرية تتعدد بين زيارة المرضى المقيمين في المستشفيات ودور العجزة والطفولة المسعفة وذوي الاحتياجات الخاصة . ولعل النشاط الأخير الذي قامت به خير دليل على ذلك اين زارت دار العجزة في دالي ابراهيم وزعت خلالها هدايا على المسنات من أجل تخفيف شعورهن بالوحة بعد تخلي أبنائهن عنهن بصورة مجحفة تتناقض والتعاليم والتقاليد التي تربى عليها المجتمع الجزائري. كما تهتم «نساء الخير» بجمع مساعدات أخرى كالالبسة، بالاضافة إلى تقديم دورات تثقيفية وتوعوية تخص الأم والطفل في المجال الصحي وهو مجال كبير تشرف عليه هاته النسوة بالاضافة إلى تنظيم خرجات في القرى والمداشر النائية لتقديم يد العون لقاطنيها. وفي هذا الصدد لاحظ رئيس الجمعية أن النساء أقدر من غيرهن على العمل التطوعي لأنهن أكثر حضورا في العمل التطوعي فمثلا نسبة النساء في الجمعية يفوق سبعين بالمائة.. كما تعمل على تحقيق خطة على المدى المتوسط وهي بناء مجمعات خيرية في المدن الكبرى اين تقوم النساء بثمانون بالمائة من عملها وهي تعنى بالجوانب الصحية، التوعوية، الوقائية والعلاجية التركيز في المرحلة القادمة سيكون على التوعوية والوقاية. يعرف المجتمع ارتفاعا كبيرا في نسبة المخدرات في بعض المؤسسات التربوية يصل إلى ستين بالمائة، و للأسف الشديد تحتاج هذه الفئة إلى التوعية والتثقيف وليس البقاء منتظرين حتى يصبح الشخص مدمنا لناخذه بعد ذلك إلى مراكز العلاج التي تتطلب تكلفة كبيرة بالاضافة إلى الافات الاجتماعية الاخرى. نشاطات لصالح الفئات الهشة أما فيما يخص نشاطات الجمعية فقد أطلقت حملة لفائدة الأيتام في رمضان الماضي وبمناسبة المولد النبوي الشريف في جانفي الفارط، كما تنظم «جزاير الخير» مأدبة للأيتام أين تقوم بإحصاء عددهم لتجمعهم مع المحسنين حول مائدة واحدة وتتركهم في اتصال مباشر معهم ليعالجوا مشاكلهم، كالتكفل بالأيتام النجباء أو ذوو المواهب المتميزة حيث تضمن لهم كفالة دائمة ومرافقة اضافة إلى الطمأنة النفسية. فئة المطلقات كذلك أخذهن نصيبا من اهتمام الجمعية لأنهن بحاجة إلى من يسمعهن لأن الطلاق كواقع اجتماعي بئيس يكون انعكاس لكثير من سوء التفاهم بين الأزواج، كما أصبح أيضا الوضع الاقتصادي يطغى على المشاكل الأسرية ويجعل في بعض ا لحالات التواصل مستحيلا بين أفرادها. فالثقافة الأسرية حسب رئيس الجمعية تعتمد على الموروث من تقاليد وأعراف بينما هي في العالم بأسره تعتمد على المناهج،... ففي الجامعة الجزائرية التنمية الأسرية ليست لها فروع على عكس الجامعات العالمية التي تولي هذا الفرع الأهمية الكبرى . المطلقات والأرامل تحتاج إلى تدريب وتكوين لمواجهة المجتمع مع توفير المساعدة اللازمة لذلك ، كعمليات صلح تعمل على إعادة المياه إلى مجاريها. وأرجع عيسى بن الأخضر ظاهرة العنوسة إلى أسباب كثيرة من بينها عدم تحمل الرجل المسئولية والخوف من أعبائها فتأسيس أسرة هو كابوس بالنسبة لبعض الرجال وان تجاوزوا سن الأربعين تجده يبحث عن المرآة التي تملك سكنا وعملا وعقارا ليكون الزواج بالنسبة له معادلة الراحة والاستقالة من أية واجبات، أمر لابد من إعادة النظر فيه لأنه خطر ينذر بمجتمع يعاني الشيخوخة مستقبلا. دور هام في تقديم الخدمات ظلت الجهود المبذولة في مجال التكافل والتضامن الاجتماعيين تتخذ طابعا فرديا إلا أن ماقدمت جمعية «ناس الخير» فتح المجال نحو الطريق الصحيح، بما قدمته من خدمات اجتماعية، تطوية تفي بالغرض المطلوب واستطاعت على سبيل المثال تقديم أكثرمن 6 آلاف وجبة للفقراء والمساكين في كل من وهران، برج بوعريريج الجلف، في رمضان الماضي. إلى جانب تنظيمها لمسابقات ثقافية وتربوية بالتنسيق مع الإذاعات المحلية في أكثر من اثنتي عشر ولاية، بالإضافة إلى مسابقة بلال لأحسن آذان شاركت فيه عشرين ولاية. كما نظمت «جزاير الخير» مسابقة الأسرة المتميزة وهو مشروع يهدف إلى معالجة المشكلات الأسرية والأزمات المتفرعة بأسلوبين متكاملين أولهما حلها بإصلاح ذات البين خاصة ونحن نعيش تحولا رهيبا في القيم الأسرية. وهو ما يتبلور في تنظيم ملتقى دولي حول الأسرة بين المهام والتحديات بولاية بجاية والذي عرف مشاركة مغاربية وعربية بتاريخ 25 و26 جانفي من السنة الجارية.