دعا المشاركون في الملتقى الوطني الأول حول السبل المثلى للتكفل باليتيم، الذي نظم مؤخرا بتمنراست إلى ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني في جهود التكفل بهذه الشريحة من المجتمع حيث أجمع الحاضرون في هذا اللقاء الوطني الذي نظمته جمعية ''نور اليتيم للتكفل باليتامى والطفولة المسعفة'' لولاية تمنراست على أن هذه ''الفئة الاجتماعية تظل في حاجة ماسة إلى دور فاعل للمجتمع المدني والمؤسسات الرسمية من أجل توفير أفضل الآليات التي تمكن من التكفل الأمثل بهذه الشريحة. وتطرق المشاركون في أشغال الملتقى الوطني المنظم في إطار إحياء اليوم العربي لليتيم إلى عدة محاور، من بينها ''مكانة اليتيم في المجتمع'' و''اليتيم في التشريع الجزائري'' و''آليات تفعيل دور المجتمع المدني في التكفل بهذه الفئة. وعن الهدف من تنظيم هذا اللقاء الوطني فيتمثل في ''إحداث فضاء للتواصل مع هذه الفئة واستقراء واقع اليتيم، وتحسيس هيئات وأفراد المجتمع بأهمية التكفل بهذه الفئة، وما يترتب عن ذلك من خير وفضائل على المجتمع''. كما تطرق المنظمون ضمن جلسات الملتقى الوطني الذي احتضنه المركز الجامعي بتمنراست مجموعة من المداخلات التي نشطها ثلة من الأساتذة والفاعلين في مجال التكفل باليتيم على مستوى ولايات ورقلة وغرداية والواديوالبليدة. وكان من بين المداخلات مداخلة بعنوان ''العمل الخيري في المجتمع ''ساهمت بها الأستاذة قريشي فوزية، وهي مرشدة دينية وعضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من ولاية ورقلة، حيث ترى أن التكفل باليتامى يندرج ضمن العمل الخيري مؤكدة، أن التكفل بهذه الشريحة لا يقتصر على تقديم الهدايا والمساعدات للأيتام، بل يتعين وضع خطة عمل دائمة للتكفل الأمثل بهم''، كما ركزت المتدخلة على ضرورة العمل على تحسيس المجتمع المدني لأداء دور فاعل تجاه هذه الشريحة الاجتماعية. وبدورهما عرض الأستاذان ضيف لزهر ومحمد بن عمارة من ولاية الوادي في مداخلة لهما حول ''مساهمة جمعيات المجتمع المدني في كفالة اليتيم'' تجربة ولاية الوادي كنموذج في التكفل بهذه الشريحة من المجتمع من خلال عرض لأنشطة بعض الجمعيات الفاعلة في هذا المجال الخيري. وركزا على الدور الهام الذي تؤديه هذه الجمعيات بخصوص توجيه الرأي العام لضرورة التكفل باليتامى من خلال اعتماد أساليب تحسيسية متنوعة، وفي مقدمتها الحملات التحسيسية، كما أبرز الأستاذان أيضا أهمية دور العنصر البشري المؤهل للقيام بمثل هذه الأعمال الخيرية. بينما تطرق السيد عرباوي رابح رئيس جمعية ''كافل اليتيم'' لولاية البليدة من خلال مساهمة قدمها تحت عنوان ''اليتيم وكفالته'' إلى واقع هذه الشريحة في المجتمع، مؤكدا على أهمية التدخل من طرف المسؤولين ''لاحتواء جميع متطلبات هذه الفئة المحرومة وإعطائها المكانة اللائقة وتوخي روح المبادرة والعمل التطوعي من أجل ترقية معاني التضامن والتكافل الحقيقيين لفائدة هذه الشريحة الاجتماعية.