لم تكن جزائرية الدم إلا أنها انجذبت نحو عدالة القضية الوطنية ووقفت في وجه المستعمر الفرنسي بسبب قناعتها بنصرة المظلوم حتى وإن كان ذلك على حساب حريتها واستقرارها، إنها المناضلة إيفلين لافالات ذات الأصول الأوربية التي قدمت الكثير لثورة التحرير المجيدة، ولم تندم حتى عندما زج بها في السجن لمدة ثلاث سنوات وظلت مطاردة من طرف اليد الحمراء بفرنسا ولم تتخل عن مناصرة الأفكار الثورية التحررية للجزائريين إلى غاية نجاحهم في إبعاد المستعمر منهزما. تأثرت إيفلين التي كانت تقطن العاصمة عندما اطلعت ذات يوم من سنة 1955 على بيان أول نوفمبر، عن طريق احتكاكها بجزائريين كانوا يلتهبون بحب الجزائر ومستعدين للتضحية من أجل إستقلالها، من منطلق أنها أرضهم ويجب أن يعيشوا فيها أسيادا مكرمين. ترك بيان الفاتح نوفمبر في نفسية إيفلين الكثير من التعاطف والتأثر البالغ الذي جعلها تنضم بشكل تلقائي إلى صفوف الثورة تساعد بكل ما تستطيع القيام به، ويشهد لها أنها بدأت مسارها البطولي من الكشافة، وتحولت بعد ذلك إلى كاتبة بالعاصمة الجزائر، ويعود لها الفضل في تحرير بيان إضراب الطلبة سنة 1956 . وبدعوة من المناضل الكبير يوسف بن خدة قامت إيفلين بكتابة رسالة الشهيد أحمد زبانة إلى والديه، وكانت لديها قدرة وقوة على حفظ الأسرار ما ساعدها على تأمين مخابئ لمسؤولين في الثورة، وقامت بتأجير منزل لذات الغرض. بسبب نضالها الثوري وتعاطفها الكبير مع نبل القضية الجزائرية ألقي عليها القبض سنة 1956 وزج بها في السجن بتهمة التعاون مع الثورة، ولم يفرج عنها إلا بعد ثلاث سنوات، وسافرت بعدها إلى فرنسا لكنها لم تنج من مضايقات اليد الحمراء الإجرامية التي كانت تنتقم من الجزائريين والمتعاطفين معهم أبشع انتقام، وهذا ما دفعها بتغيير وجهة إقامتها نحو سويسرا وهناك انخرطت مع الهلال الأحمر وواصلت في تقديم خدماتها للجزائريين، لأن قناعتها جعلتها تظل وفية للنضال. يذكر أن إيفلين اقترنت من الصحافي الجزائري سفير بودالي والتحقت بصفوف الثورة وسنها لا يتجاوز ال 26 سنة.