اختتمت أمس الجمعة بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي بمدينة قالمة فعاليات الملتقى الوطني “في سبيل التراث"، بحضور 25 شاعرة وأديبة من عدة ولايات، حيث دارت أشغال الملتقى حول التراث اللامادي، وتنظيم موائد مستديرة لمناقشة مواضيع مقترحة، فضلا عن إقامة مسابقة في الشعر، رصدت لها جوائز معتبرة، مع تكريم وجوه أدبية نسائية فاعلة في الميدان. أكد السيد “حسين لرباع" رئيس فرع اتحاد الكتاب الجزائريينبقالمة في تصريح ل«الشعب" أن الملتقى الذي جاء تحت شعار “المحافظة على التراث، محافظة على الهوية" يهدف إلى إحياء التراث الوطني الجزائري، والتراث اللامادي الذي يعتبر جزءا من حياة الأمة، داعيا إلى ضرورة المحافظة عليه والبحث فيه وتدوينه عبر الأجيال، مع التركيز على الأغنية الشعبية البدوية والمواويل التي كانت تتغنى بها الأجيال السابقة. كما نوّه حسين لرباع بأهمية إبراز دور المرأة في الحفاظ على التراث اللامادي من شعر، وحكم وأمثال، مع تشجيع المرأة القالمية على الاحتكاك بمبدعات الجزائر، قصد تكوين تجربة فاعلة في الميدان. وخلال فعاليات الملتقى الوطني كان ل«الشعب" لقاء مع عدة شاعرات فتحن قلبهن للتعبير عن حبهن العميق للشعر، حيث تقول “مي غول" في هذا الصدد: “جئت من مدينة تيارت، أحمل معي حقيبتي التي تضم مجموعة من قصائدي، أحاول أن أضع بصمتي بمدينة قالمة، التي عودتنا على احتضان أصواتنا، كما أننا أصبحنا نحبها، كثيرا، حيث أعطت للمرأة مساحة ثقافية للتعبير عن نفسها"، وأضافت بأنها تكتب لكي لا تموت، على اعتبار أن الشعر هو الحياة بالنسبة لها تحب وتعشق النجاح، الذي يلون حياتها، قائلة “طعم النجاح لا يقاومه أحد، وآخر جائزة تحصلت عليها كانت بالطبعة الثانية للكتابة النسوية بقالمة، كما أنني لاحظت تطورا كبيرا وخطة واثقة للمرأة، حيث أنها أصبحت تقلق الرجل وتنافسه بالكتابات الشعرية". وعن دواوينها الشعرية أكدت أنها تملك في رصيدها ديوانا شعريا بعنوان “عنكبوت في دمي" في الشعر الفصيح، و«لونجة والبصور" في الشعر الشعبي، وديوان مشترك مع شعراء واد السوف تحت عنوان “تباريج النخل"، إضافة إلى ديوان شعري آخر قيد الطبع بعنوان “يغريني وينسحب". وتقول “هنية رزيقة" التي نالت التكريم بهذا الملتقى كأحسن صوت وإلقاء، حيث أجمع الجميع على أنها تستحق التكريم “أنا شاعرة تحاول أن تصوغ الحرف العربي بأسلوب أنثوي، قطعت مسافة طويلة من تمنراست إلى قالمة لأشارك بالملتقى الوطني في سبيل التراث، بعد مشاركتي بعدة ملتقيات وحصولي على عدة جوائز من بينها الجائزة الأولى في الشعر النسوي بقسنطينة في 2011، والجائزة الأولى في المسابقة الولائية الكبرى لولاية تمنراست، بالإضافة إلى جوائز وتكريمات أخرى". وعن تناول الشاعرات لأسماء مستعارة، اعتبرت المتحدثة اللجوء لاسم مستعار، هو الخوف من النفس بحد ذاتها، مشيرة إلى أن الكاتب يهرب أحيانا من نفسه لكي لا يكون له وجه واحد يقّيده، والشعر هو السطو اللاإرادي على العقول والقلوب وعلى الأنثى المتمردة داخليا، وأضافت أن الكتابة وعي والقلم لا يرحم، والشاعر من تكتبه القصيدة، وليس هو من يكتبها، مؤكدة أن الأقفال أزيحت عن الأفواه وأصبحت المرأة تبوح بكل ما يجول بخاطرها، والمرأة إن أرادت أن تدافع عن حقوقها فهي تفقد الكثير منها، لأنها من خلال واقعها ومجتمعها موضوعة بين فكي أسد بين العولمة والتقاليد، وتتساءل ما هي هوية المرأة العربية اليوم؟ فهي بين المد والجزر.