أكد رئيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي توفيق ومان أن الشعب الجزائري حافظ على هويته من خلال التراث الشعبي بكل روافده، حيث تأسف لتهميشه بعد الاستقلال بداعي المحافظة على اللغة الفصحى، الأمر الذي اعتبره غير مقبول لأن التراث جزء من ذاكرة الشعب، كما ثمن التوجه الحالي للجزائر لبعث التراث وجمعه وكتابته خاصة سنتي 2007 و2008. الشاعر الشعبي توفيق ومان الذي نزل ضيفا على "منتدى الإبداع الأدبي" في أمسية شعرية تناولت بالإضافة إلى الإنتاج الإبداعي للشاعر قضايا مختلفة متعلقة بحاضر ومستقبل الشعر الشعبي في الجزائر، كقضية انعدام حركة نقدية مواكبة للفعل الإبداعي تدرسه وتنظمه، مع التطرق لآراء الشاعر حول المشهد الثقافي والحركة الإبداعية، أكد أن الجزائر تتوفرعلى إبداعات شبانية هائلة في مجال الشعر الشعبي، خاصة في ولايات العمق والصحراء، كما أوضح أن الرابطة التي يرأسها تعمل على كشف هذه المواهب وإعطاءها فرصة الظهور والإنتاج وتبنيها إبداعيا مع البحث عن التراث، جمعه، كتابته وطبعه، بالتنسيق مع الجمعيات المحلية، هذه الخطوة التي يراها توفيق ضرورية للحفاظ على التراث الجزائري كجزء من الهوية الجزائرية والذاكرة الجماعية للأمة، حيث تأسف لعملية التهميش التي تعرض لها بعد الاستقلال مشيرا إلى استدراك الدولة لهذا الجانب بتفعيل عملية الحفاظ على التراث وجمعه عن طريق ما تقوم به الجهات الوصية. وحول جديد الشاعر بالإضافة إلى القصائد التي كتبها مؤخرا والتي تناولت الوضع في غزة والقضية الفلسطينية والعمل مع الرابطة على طبع الكتب التي وصلت إلى 38 عنوانا ما بين دواوين شعرية ودراسات أكاديمية للتراث الشعبي، فهو بصدد التحضير للملتقى العربي حول “الشعر الشعبي بين الهوية المحلية ونداءات الحداثة” الذي ستحتضنه الجزائر نهاية الشهر الجاري وذلك بمشاركة العديد من الأسماء الشعرية المعروفة على الساحة العربية، فضلا عن شعراء وأدباء وأساتذة من مختلف الجامعات والمؤسسات الثقافية الجزائرية. استمتع الحضور الذي ضم مثقفين وإعلاميين وشعراء بقصائد توفيق ومان التي تمحورت حول القضايا السياسية والتغني بالجزائر ومعالجة القضايا العربية كالحرب على جنوب لبنان والعدوان على غزة والمواقف العربية، بالإضافة إلى بعض القصائد الغزلية والتي علق حولها توفيق بأن الوضع العربي حاليا وما يشهده لا يسمح بكتابة الغزل لأن الآلام كبيرة والقضية مهمة.